تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

1 - القضاء على أنصار ابن الزبير بالشام, وأهم الأحداث بالشام كان مؤتمر الجابية ومعركة مرج راهط.

2 - إعادة مصر إلى الأمويين.

3 - محاولة إعادة العراق والحجاز.

4 - تولية العهد لعبد الملك وعبد العزيز.

ثانيًا: القضاء على أنصار ابن الزبير بالشام وأهمية مؤتمر الجابية ومعركة مرج راهط:

بدأ مروان بن الحكم -بعد أن تزعم المعارضة الأموية- بتوحيد صفوفه والدخول في صراع ضد ابن الزبير, ولم يبدأ مروان بمواجهة ابن الزبير في الحجاز, وإنما لجأ إلى انتزاع الأقاليم البعيدة وذلك ليحسر نفوذه أولاً ومن ثم يتيسر له القضاء عليه () , وجاء مروان بن الحكم إلى الحكم بعد عقد مؤتمر الجابية لأهل الشام, ولأهمية مؤتمر الجابية إليك تفصيل ما جرى فيه:

1 - مؤتمر الجابية:

ظلت الأردن -موطن الكلبيين- على ولائها للأسرة الأموية, وكان بعض زعماء الشام حريصًا على الاحتفاظ بالخلافة في الشام دون غيرها, ومثال ذلك الحصين بن نمير الذي عرض على ابن الزبير مبايعته بشرط الانتقال للشام, ويبدو أن تمسك بعض زعماء أهل الشام باستمرار دمشق مركزًا للخلافة لم يكن أمرًا عاطفيًا غير مبرر, بل كان يستند إلى قناعة أكيدة, أثبتت الأيام صدقها, بمقدرة أهل الشام على تحقيق الحسم التاريخي, وبعمق الالتحام بين بنائها القبلي اليماني, والوجود الأموي بها, رغم ما تعرضت له الوحدة القبلية لأبناء الشام من هزات عنيفة, وتشقق مريع, حيث أفرزت الأحداث السياسية السريعة

-آنذاك- صراعًا عنيفًا بين القبائل القيسية واليمانية, ظل يرسل انعكاساته على الحياة السياسية بعد ذلك, فقد بايع القيسيون في شمال الشام ابن الزبير المرشح الوحيد الظاهر القوة والقبول في هذه المرحلة, وازدادت قوة القيسيين بانضمام الضحاك بين قيس الفهري إليهم, وهو الرجل الذي أمضى تاريخه كله في الشام وفي خدمة معاوية وابنه يزيد, والذي كان يُشرف -آنذاك- على شئون دمشق منذ وفاة معاوية الثاني, بينما تشبث الكلبيون -رغم الضعف الظاهري لمواقفهم في ظل هذه البيعة الجماعية لابن الزبير حتى من إخوانهم الشماليين والمصاهرة بينهم وبين الأمويين منذ تزوج معاوية منهم () وتربى فيهم يزيد () ..

ولكن الكلبيين فيما عدا ذلك يختلفون, فبينما يهوى بعضهم البيعة لخالد بن يزيد بن معاوية, وهو غلام صغير السن, يستنكف بعضهم من البيعة لغلام, في الوقت الذي يدعو فيه الآخرون إلى شيخ قريش عبد الله بن الزبير, ويفضل هذا الفريق البيعة لمروان بن الحكم, وبعد محاولات لرأب الصدع بين القيسية واليمنية اتفق الطرفان على الالتقاء في الجابية () , للتشاور والاتفاق, فسار الكلبيون والأمويون إلى هناك, على حين غلب بعض أنصار ابن الزبير الضحاك ابن قيس على رأيه فأطاعهم ومال نحو مرج راهط ().

أ- الممارسة الشورية في مؤتمر الجابية:

في الجابية عقد الكلبيون مؤتمرهم وتشاوروا في أمر البيعة والخلافة, وكان مؤتمر الجابية مؤتمرًا تاريخيًا يمكن أن يوصف بلغة السياسة بأنه كان مؤتمرًا دستوريًا, وقد حضره أصحاب الشوكة والقوة والرأي من أهل الشام, وتمت الدعوة إليه بالرضا من عناصر أهل الشام المؤثرة في القرار المصيري, ونستطيع أن نلاحظ صورة لهذه التجربة الشورية النادرة حين نتصور أن أسماء المرشحين الآخرين للخلافة -غير بني أمية- قد عرضت للبحث, ولكن رجحت كفة مروان لعوامل, كما يصور ذلك روح بن زنباع الجذامي أحد زعماء الشام, حيث قال: أيها الناس إنكم تذكرون عبد الله بن عمر بن الخطاب وصحبته من رسول الله, وقدمه في الإسلام, وهو كما تذكرون, ولكن ابن عمر رجل ضعيف, وليس بصاحب أمر أمة محمد الضعيف, وأمام ما يذكر الناس من عبد الله بن الزبير, ويدعون إليه من أمره فهو

-والله- كما يذكرون, إنه لابن الزبير, حواري رسول الله وابن أسماء ابنة أبي بكر الصديق, ذات النطاقين, وهو -بعد- كما تذكرون قدمه وفضله, ولكن ابن الزبير منافق قد خلع خليفتين, يزيد وابنه معاوية بن يزيد, وسفك الدماء وشق عصا المسلمين, وليس بصاحب أمر أمة محمد منافق, وأما مروان بن الحكم فوالله ما كان في الإسلام من صدع قط إلا كان مروان بن الحكم ممن يشعب ذلك الصدع, وهو الذي قاتل عن أمير المؤمنين عثمان بن عفان يوم الدار, وهو الذي قاتل علي بن أبي طالب يوم الجمل, وإنا نرى للناس أن يبايعوا الكبير, ويستشبوا الصغير -يعني بالكبير مروان بن

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير