تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

د- اكتشاف كذب المختار, فقد قال الشعبي: إن ابن الحنفية لم يرسل مع المختار كتابًا لابن الأشتر () , ولم تخف الرسالة عليه, فقد شك فيها لولا من شهد مع المختار, وقد عرف أشراف العرب ذلك وقالوا: هذا كذاب ().

هـ- تخلي ابن الحنفية عن المختار, فقد قام على باب الكعبة وقال: إنه كان كذابًا يكذب على الله ورسوله () , بل أكثر من ذلك, فقد روى الطبري أن ابن الحنفية كتب إلى شيعته: فاخرجوا إلى المجالس والمساجد فاذكروا الله علانية وسرًا, ولا تتخذوا من دون المؤمنين بطانة, فإن خشيتم على أنفسكم فاحذروا على دينكم الكذابين ().

و- ابتداع المختار لأمر غريب في الإسلام؛ ألا وهو الكرسي, فقد جاء بكرسي ثم قال لأصحابه: إنه لم يكن في الأمم الخالية أمر إلا وهو كائن في هذه الأمة مثله, وإنه كان في بني إسرائيل التابوت فيه بقية مما ترك آل موسى وآل هارون , وإن هذا فينا مثل التابوت, اكشفوا عنه, فكشفوا عنه أثوابه, وقامت السبئية فرفعوا أيديهم فكبروا ثلاثًا ().

ز- حاجة ابن الزبير الماسة إلى العراق؛ فهو مصدر المال والرجال الوحيد بعد ضياع الشام ومصر, وبقاء المختار في العراق يهدد مكانته ويقطع عليه الوصول إلى بلاد فارس التي لا تزال على طاعته ().

4 - الفرقة الكيسانية وعلاقتها بالمختار:

أما كيسان المنسوبة إليه فهو مختلف فيه () , لكن الذي لا خلاف عليه أن المختار بن أبي عبيد الثقفي تزعم الفرقة سنة 66هـ بالكوفة, وكانت الفرقة الكيسانية من الشيعة الغلاة, وكان المختار الثقفي أول من أكد فكرة المهدية في شخص محمد ابن الحنفية, حيث أطلق عليه لقب «المهدي» , كما استخدم فكرة (البداء) وقد اشتهرت هذه المقولة قبيل قتل المختار سنة 67هـ, وكان المختار

-أيضًا- يقول بالبداء الذي هو من أصول الرافضة الأولى, فإن المختار كان قد تكهن بنصر أصحابه, فلما انهزموا زعم أن الله بدا له () , وهذه الفكرة الشيطانية مكنته من تغيير آرائه من حين لآخر, هذا فضلاً عن إظهار نفسه بمظهر النبي, وإقراره لفكرة الكرسي الذي ادعى أنه يعود للإمام علي ?, إلى غير ذلك من الآراء المبتدعة () , وقد تطورت معتقدات الكيسانية ودخلوا في النفق الشيطاني المظلم, وكانوا يقولون بإمامة محمد بن علي المعروف بابن الحنفية, لأنه دفع إليه الراية بالبصرة (). وقالوا بالتناسخ, ويزعمون أن الإمامة جرت في علي ثم في الحسن ثم في الحسين ثم في محمد ابن الحنفية, ومعنى ذلك أن روح الله صارت في النبي ×, وروح النبي × صارت في علي, وروح الحسين صارت في محمد ابن الحنفية, وروح ابن الحنفية صارت في ابنه أبي هاشم (). ويعتقدون في ابن الحنفية اعتقادًا فوق حده ودرجته, من إحاطته بالعلوم كلها, واقتباسه من (السيدين) الأسرار بجملتها من علم التأويل والباطن, وعلم الآفاق والأنفس (). والحق أن ابن الحنفية لم يقر الغلو الذي قيل فيه, ولم يعترف بأنه المهدي المنتظر, وروى ابن سعد حديثًا رفعه إلى أبي العريان المجاشعي قال: فبلغ محمدًا أنهم يقولون إن عندهم شيئًا -أي من العلم- قال: فقام فينا وقال: إنا -والله- ما ورثنا من رسول الله × إلا ما بين هذين اللوحين. ثم قال: اللهم خلا وهذه الصحيفة في ذؤابة سيفي. فسألت: وما كان في الصحيفة؟ قال: من أحدث حدثًا أو آوى محدثًا ().

وقال محمد للرجل الذي قابله وسأله عن أشياء سرية نميت إلى الرجل عن محمد: أما بعد, فإياكم وهذه الأحاديث فإنها عيب عليكم, وعليكم بكتاب الله, فإنه به هُدِي أولكم وبه يُهدى آخركم () .. ويظهر أن المختار هو الذي روج فكرة مهدية محمد لأسباب سياسية, أي أنه أراد أن يحكم باسمه دون إشراكه بالسلطة الفعلية. وعندما هم ابن الحنفية أن يقدم إلى الكوفة, وبلغ ذلك المختار ثقل عليه قدومه, فقال: إن في المهدي علامة, يقدم بلدكم هذه فيضربه رجل في السوق بالسيف فلا تضره .. فبلغ ذلك ابن الحنفية فأقام ().

وقال كثير عزة في ابن الحنفية:

إلا إن الأئمة من قريش

ولاة الحق أربعة سواء

عليٌّ والثلاثة من بنيه

هم الأسباط ليس بهم خفاء

فسبط سبط إيمان وبرٍّ

وسبط غيبته كربلاء

وسبط لا تراه العين حتى

يقود الخيل يقدمها لواء

تغيَّب لا يُرى عنهم زمانًا

برضوى عنده عسل وماء ()

سادسًا: حركة عمرو بن سعيد بن العاص (الأشدق) ومقتله:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير