تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

حملوا كتابي ((الخلاصة في حقوق المعلم وواجباته)) للشاملة 3 + بي دي إف مفهرساً

ـ[علي 56]ــــــــ[09 - 07 - 09, 07:08 م]ـ

الطبعة الأولى

1430 هـ 2009 م

((ماليزيا- بهانج - دار المعمور))

((حقوق الطبع لكل مسلم))

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين .. وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد:

أيها المربون، هل سمعتم بموظف يمكث مع أبناء المسلمين ساعات طوال؛ يعلمهم القرآن والسنة، والرياضيات والكيمياء، يعيش أفراحهم وأحزانهم، ويحسن إلى مجدهم، ويؤدب مهملهم، يقوم مقام الوالد في التربية والتوجيه، يغرس الأدب الحسن والخلق العالي، يعلمهم الفضيلة، ويجنبهم الرذيلة، يكشف النوابغ وينمي المواهب، ويزيد القدرات.

إنْ كان بارًا كان تلاميذه بررة، أدركوا نورًا وذكرًا وخيرًا، وإن كان ضارًا حملوا من خصاله السيئة صنوفًا وألوانًا. إن هذا الموظف قد استأمنته الأمة جمعاء على أبنائها وفلذات أكبادها، رأت فيه مثال المعلم الأمين والأب المشفق والداعية الناصح، فوهبته زهورها في أطباق من ذهب، سيماهم البراءة الصادقة والكلمة العذبة والبسمة الجميلة.

إن هذا الموظف قد توافرت له أسباب الإصلاح ومقوماته، فهو ثقة وفوق الثقة عند الآباء والأولياء، والتلاميذ راغبون متشوقون، والوقت معهم طويل، والعقول صاغية نقية، تنتظر ما يُملى عليها وما يقدم لها.

إنه يؤسس التوحيد وينشر الحق، ويربي ويهذب، ويأمر وينهى، قد جمع الله ذلك كله، والله إني لأعجب غاية العجب من جلالة هذه الوظيفة وضخامة محتوياتها وأسرارها.

لقد تقلد وظائف الرسالة ومهمات النبوة.

قم للمعلم وفِّه التبجيلا كاد الْمعلم أن يكون رسولا

أَعلمتَ أشرف أو أجلَّ من الذي يبني وينشئ أنفسًا وعقولا

سبحانك اللهم خيرَ معلم علمت بالقلم القرون الأولى

أرسلتَ بالتوراة موسى مرشدًا وابن البتول فعلّم الإنجيلا

وفجَّرت ينبوع البيان مُحمدًا فسقى الْحديث وناول التنزيلا

إنه المعلم مربي الأجيال ووالد النشء، وقدوة التلاميذ ومثال الناصحين، إنْ قال قيل بقوله، وإنْ تكلم أُنصت لكلامه، قد تلقَّى الجميع كلماته بالقبول التام، ولهو خليق أن يُسمع له إذا أدى أمانة ما يحمل وما تحمل. (1)

لذا فإن المعلمين والمعلمات هم حماة الثغور، ومربوا الأجيال، وسقاة الغرس، وعُمّار المدارس المستحقون لشكر العباد، والثواب من الله يوم المعاد ..

وهم من يقوم عليهم بناء الأجيال وهم المؤدون لرسالة العلم الناشرون لضيائه، روى الطبراني عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -:"إِنَّ لُقْمَانَ، قَالَ لابْنِهِ: يَا بنيَّ عَلَيْكَ بِمَجَالِسِ الْعُلَمَاءِ، وَاسْتَمِعْ كَلامَ الْحُكَمَاءِ، فَإِنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْقَلْبَ الْمَيِّتَ بنورِ الْحِكْمَةِ، كَمَا يُحْيِي الأَرْضَ الْمَيْتَةَ بِوَابِلِ الْمَطَرِ". (2).

والمعلمون والمعلمات حقهم وفضلهم عظيم. قال يحيى بن معاذ في فضل العلماء: ((العلماء أرحم بأمة محمد - صلى الله عليه وسلم - من آبائهم وأمهاتهم، قيل وكيف ذلك؟ قال: لأن آبائهم وأمهاتهم يحفظونهم من نار الدنيا، وهم يحفظونهم من نار الآخرة)) (3).

واحترامهم مطلوب، والتأدب معهم واجب، ولابد لكل طالبٍ وطالبة من الأدب إذا أراد التلقي عن معلمه، قَالَ أَبُو النَّضْرِ الفَقِيْهُ: سَمِعْتُ البُوْشَنْجِيّ يَقُوْلُ: مَنْ أَرَادَ العِلْم وَالفِقْه بِغَيْر أَدبٍ، فَقَدْ اقتحمَ أَن يكذب عَلَى اللهِ وَرَسُوْله. (4).

وهناك أبحاث عديدة في هذا الموضوع على النت.

وفي كتابي هذا تطرقت للمباحث التالية:

المبحث الأول=وجوب الرجوع لسيرة المعلم الأول - صلى الله عليه وسلم - ...

المبحث الثاني=تعامل الصحابة مع الرسول - صلى الله عليه وسلم - ومع بعضهم بعضاً ...

المبحث الثالث=المعلم الناجح

المبحث الرابع=دور الآباء والأولياء

المبحث الخامس=همسة في أذن المعلِّم

المبحث السادس=همسة في أذن الطالب والطالبة

المبحث السابع=حقوق المعلِّم وواجباته

المطلب الأول-حقوق المعلِّم المهنية والمادية والمعنوية

المطلب الثاني-واجبات المعلم

المبحث الثامن=الحقوق العامة للمعلم

المطلب الأول-الأدوار التربوية

المطلب الثاني-التدريب والتأهيل

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير