و الشعب اليهودي ظل من بعد (داود) و (سليمان) في انحدار مستمر إلى أن جاء (نبوخذ نصر) و أخذهم عبيدا في بابل.و من بعده خضعوا للفرس ثم لليونان ثم للرومان , و جاء المسيح إليهم , ودعا عليهم , فتم تشتيتهم في العالم كله , ومنهم من ذهب إلى الجزيرة العربية حيث كانوا ينتظرون النبي الخاتم , كما سيتضح من بشارات (اشعياء). وظلت بلادهم تحت الاحتلال الروماني إلى أن فتحها المسلمون سلميا.
فهذا النصر لدين الله على الكفار الذي رآه داود لم يتحقق إلا بعد المسيح. بمن؟
(غنوا لله. رنموا لاسمه. أعدوا طريقا للراكب في القفار باسمه. ياه. (يا الله) و اهتفوا أمامه.)
و هذا ليس هو المسيح الذي أتى في أرض تفيض لبنا و عسلا كقول كتابهم. و لم يأت بعد داود نبي في أرض صحراء سوى محمد – صلى الله عليه و سلم.
هل هذا هو فتح مكة؟ أم الحج؟ أم كليهما؟.
و يقول عنه: (أبو اليتامى و قاضي الأرامل , الله في مسكن قدسه , مخرج الأسرى إلى فلاح ,إنما المتمردون يسكنون الرمضاء)
و المدح لهذا النبي واضح. و المسيح رفض أن يكون قاضيا بين الناس. و قوله (الله في مسكن قدسه) يعني أن لهذا النبي له مكان مقدس لعبادة الله , ويكون فيه التوحيد إلى يوم القيامة , و هذا النبي يشجع تحرير الأسرى فيؤمنون بالله, و يفشل معاندوه.
و ينتصر هو وشعبه من بعده بتأييد الله , و ينسخ شريعة التوراة التي تبعها المسيح , إذ يقول النبي داود:
(اللهم عند خروجك أمام شعبك, عند صعودك في القفر. سلاه (سبحان الله) , الأرض ارتعدت , السماوات أيضا قطرت , أمام وجه الله. سينا نفسه (جبل سيناء = شريعة موسى –) ارتعد من وجه اله إسرائيل).
قوله (اله إسرائيل) لا علاقة له باليهود , لآن كل أنبيائهم يقولون عن الله (اله يعقوب) وهو (إسرائيل) بمعنى أنهم شعب الله المختار.
و معنى هذا القول أن الله ناصر هذا الشعب , ولم ينتصر اليهود أبدا وخاصة بعد المسيح كما تعلمون , و ينصر الله دينه على كل من سبقوا. و معنى (ارتعدت) أنه نبي منصور بالرعب , و قوله (قطرت) أي حلت البركات
بدخول الإسلام.
و لقد كان هذا الشعب ضعيفا فنصرهم الله بالقراّن (هيأت بجودك للمساكين يا الله , الرب يعطي كلمة المبشرات بها جند كثير. ملوك جيوش يهربون.الملازمة البيت تقسم الغنائم)
أحل الله لهذه الأمة تقسيم الغنائم فكثرت حتى أخذ منها النساء الملازمات للبيوت.
و قال داود إن جبل الله المقدس يصير خارج أرض بني إسرائيل , و يظل هكذا إلى الأبد (أحل الله لهذه الأمة تقسيم الغنائم فكثرت حتى أخذ منها النساء الملازمات للبيوت.
و قال داود إن جبل الله المقدس يصير خارج أرض بني إسرائيل , و يظل هكذا إلى الأبد , إذ يقول النبي داود
(جبل الله جبل باشان). – يقع جنوب شرق نهر الأردن خارج فلسطين- (لماذا أيتها الجبال المسنمة ترصدن الجبل الذي اشتهاه الله لسكنه. بل الرب يسكن فيه إلى الأبد).
و ليس المعنى كما يقولون أن الله يحده مكان أو جسد , بل معناه أن الله رضي عن العبادة في هذا المكان إلى الأبد. و هذا الجبل المشار إليه يقع خارج أرض فلسطين كلها من جهة الجزيرة العربية. وقد سكن إسماعيل عليه السلام في شرق أرض فلسطين , كقول كتابهم (حول اخوته يسكن).
ثم أخذ (داود) يمدح هذه الأمة التي ينصرها الله و يكثر جنودها , فقال (مركبات الله ربوات ألوف مكررة , الرب فيها. سينا في القدس. صعدت إلى العلاء. سبيت سبيا.قبلت عطايا من الناس).
هذه المركبات هي الجيوش التي تخرج في سبيل الله. جيش وراء جيش في سبيل الله. بلا تردد , و الله ينصرهم.على المشركين و اليهود و النصارى و الكفار بلا توقف. و تصل إلى أعظم الأمجاد و تستولي على أعظم البلاد في إمبراطوريتي فارس و الروم.
و هذا النبي أحل الله له أن يأكل من الصدقة ولم يحل له أن يأكل من الزكاة (قبلت عطايا من الناس).
و لأول مرة يذكر كتابهم الاسم العربي لمدينة بيت المقدس. إشارة لأن هذا النبي عربي و يأخذ مكان اليهود
(سينا) و النصارى (بيت المقدس).
و يستمر النبي (داود) يمدح هذه الأمة , التي تبذل دماءها في سبيل الدعوة , و يكرر اسم المدينة المقدسة – العربي , (القدس) , تأكيدا على دخول العرب و بقائهم فيها.
¥