تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

= وهنا , و بعد أن تم حكم الله على أورشليم بالخراب و الحرق , و على شعبها بالتشتيت , وقد تم كل هذا بعد المسيح , يقول أنه في أخر الأيام , أي في زمن آخر الرسالات و آخر الأنبياء , (يكون جبل بيت الرب ثابتا في رأس الجبال) وهو تأكيد على بشارة موسى عن الجبال الثلاثة: جبل سيناء , و جبل سعير , وجبل فاران.و لا يوجد جبل ارتبط بالعبادة عليه لله إلا جبل عرفات , ولا يوجد جبل (تجري إليه كل الأمم) إلا جبل عرفات و جبلي الصفا و المروة عند الكعبة و المسجد الحرام. اللهم ارزقني حجا مبرورا و اقبضني فيه.

فهذا جبل لعبادة الله بالنبي الخاتم الذي أرسله الله إلى الأمم (الأميين).

و موسى و داود و عيسى لم يكونوا رسل الله للأمم , بل لبني إسرائيل فقط.

و هذا الجبل يكون الصعود عليه عبادة (هلم نصعد إلى جبل بيت الرب) , و هو قول نبينا (الحج – عرفة).

و سوف تتكرر في (ميخا 4).

= و تجري إليه كل الشعوب في عبادة موقوتة محددة تجمعهم كلهم , فيأتون أفواجا.و أما بيت اليهود فكان محرما على ا؟ لأمم (أعمال 21: 28).

= و قوله عن الله (اله يعقوب) هو اسم اعتاد عليه كل أنبياء بني إسرائيل, كما أوضحت سابقا , ولا يعني أن النبوءة تخصهم على الإطلاق.

= ثم قال (من صهيون تخرج الشريعة و من أورشليم كلمة الرب) فيها معاني كثيرة. أولها أن أورشليم ليست هي صهيون , و أن صهيون (مدينة الله) لهذا النبي تتقدم على بيت المقدس في عهد النبي المقصود , و أن دينه يسيطر على بيت المقدس أيضا بعد أن يثبت في مدينته المقدسة.

و المسيح كانت مدينته المقدسة هي أورشليم ,و لم تكن له شريعة , بل إن كل من كان يسأله (يا معلم ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية) يقول له (احفظ الوصايا) أي اعمل بالوصايا العشر التي في توراة موسى عليه السلام (متى 19: 16) , و قد اتبع المسيح التوراة بالحرف , بداية من الختان و أعياد اليهود الدينية في الهيكل , وفي نهاية حياته أمر تلاميذه و كل اليهود بحفظ تعاليم كهنة اليهود بوصفهم ورثة موسى (يعني التوراة) و العمل بكل ما فيها (متى 23: 1 - 2).

و لم تأت شريعة بعد موسى و داود , وتخرج إلى العالم أجمع , إلا الشريعة الإسلامية.

= و هذه الشعوب التي تجري إلى جبل بيت الرب – تطلب الشريعة الخاتمة النازلة من السماء. و كما قلت فان

(صهيون) تعني مدينة الله أو السماء. و كلا المعنيين ينطبق على النبي الخاتم.

= و قد تعني (أورشليم) هنا: الإسراء بالنبي محمد – صلى الله عليه و سلم , ومنها عرج إلى السماء ليستلم فرض الصلاة التي تمثل عمود الإسلام , و بها يختلف المسلم عن الكافر.

= و لها معنى آخر وهو أن القراّن جاء مصدقا للتوراة و الإنجيل الأصليين , و فيه مثل ما كان فيهما , و ضعفه معه

= و يؤكد هذا المعنى قوله هنا (فيقضي بين الأمم (الأميين) و ينصف لشعوب كثيرين. هذا هو محمد – وحده – الذي خرج بدعوته بين الأمم , و كان حاكما و قاضيا بينهم , فتوقفت الحروب بين القبائل , و انتشر الإسلام بين الشعوب , و أنقذهم المسلمون من ذل و استعباد فارس و الروم , فكان إنصافا في الدنيا , و علمهم الإسلام فكان إنصافا للآخرة. حتى أن الشعوب كانت تتمنى أن يدخل الإسلام بلادها لما سمعوه عن عدالة المسلمين في البلاد التي فتحوها (انظر موقعي عن: القدس , و هل اضطهد المسلمون المسيحيين. عن كتابي: القدس – للمؤرخة الانجليزية /كارين أرمسترونج , و قصة الكنيسة القبطية – للمؤرخة المصرية: ايريس حبيب المصري)

= و كل هذا ليس من خيالي , لأن أشعياء النبي يقول لله هنا (فانك رفضت شعبك بيت يعقوب) و المسيحيون فرع من اليهود كقول معلمهم بولس (رسالة رومية 11).فلا يكون المقصود هو اليهود أو بلادهم , مطلقا ,و هذا عدل , فيقول أشعياء (لأنهم امتلأت أرضهم أوثانا) وهذه إشارة إلى المسيحيين الذين عبدوا كل أنواع الصور و التماثيل و القبور و الرجال (الكهنة و البطاركة) فأطاعوهم في تحليل ما حرمه الله.وهذه عبادتهم لهم كقول النبي محمد عليه الصلاة و السلام.

===النبوءة الثانية:

مرتبطة بالأولى , أو هي شرح لها.

و لها تفسيران: و فيهما (رب الجنود) هو سيدنا محمد – صلى الله عليه و سلم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير