== و بالفعل تحققت النبوءة , و أصبح اسم المكان - في مكة – (بيت الله الحرام) ولا يسكنها إلا الموحدون
(المسلمون). قارن هذا الوضع بحال بيت المقدس:
= فتلك البلاد العربية التي كانت تبدو مهجورة قبل الإسلام ولا قيمة لها على مستوى العالم كله ,,صارت فخر الدنيا , و يزداد فخرها من عام إلى عام.
= و يكون فيها (فرح من دور إلى دور) تدور أفراحها طول العام في الحج و العمرة.
= و استقر العدل فيها بأحكام الله في الإسلام بالقراّن و السنة , و ساد فيها السلام.
= و صار للحرم أبواب بأسماء العبادات: باب العمرة ,و باب الصفا. و باب السلام.
= و زينتها هي التوحيد الذي أنزله الله على نبيها.
= و تكون المغفرة الكاملة هي ثواب الحج.
= و تكون هذه الأرض للمسلمين إلى الأبد.
= و أقسم الرب بذاته أنه سيرسل هذا النبي في وقته المحدد في التقدير المكتوب عند الله.
=========== هل اتضحت البشارة؟. أعتقد ذلك.
النبي الأمي الذي يتسلط على كل الشعوب (أرميا 1)
= و لم يكن أرميا ولا المسيح من الأميين , فقد كان أرميا يكتب (أرميا 32: 40 ,, 36: 2) و كذلك المسيح (إنجيل يوحنا 8: 6 - 8).
و كانت نهاية أرميا وهو عبد في بابل أو مصر (!) و نهاية المسيح مصلوبا مخذولا , ثم مختبئا من اليهود و الرومان.بعكس نبي هذه البشارة كما سنقرأ.
= و هذه البداية السريعة , إنما هي لتعزية النبي أرميا عن ضياع اليهود و أخذهم عبيدا في بابل , لأن الله سبحانه و تعالى انتقم من بابل بالمسلمين الذين بعث فيهم النبي الأمي.
= و لقد أوضحت سابقا أن النبي كان يتنبأ عن غيره و كأنه يتكلم عن نفسه أحيانا. و المعنى يفهمه المفسرون و كل عاقل يفهم رموز هذا الكتاب.
= و كتب أرميا:
(فكانت كلمة الرب اليّ قائلا) و بداية أقول: إن معنى قوله (كلمة الله) هو: رسالة الله ووحيه.
أقول هذا للمسيحيين الذين يعبدون المسيح على أساس أنه هو (كلمة الله) زاعمين أن معناها (الله) ذاته. بينما المسيح تم خلقه في بطن مريم بقوة (كلمة الله): كُن , فكان. و كل علمائهم يعلمون أن جسد المسيح تم خلقه في بطن مريم بحلول الروح القدس. فهل صار المسيح نصف اله و نصف إنسان؟؟؟. اقرأ كتاب (قصة الكنيسة القبطية) للمؤرخة المصرية (ايريس حبيب المصري).
= قال الله لأرميا: (قبلما صورتك في البطن عرفتك, و قبلما خرجت من الرحم قدستك).
و هذا حق في شأن كل الأنبياء , أن الله اختارهم و اصطفاهم بعلمه السابق , من قبل أن يخلقهم , فلما خلقهم يسر لهم الهدى من قبل أن يرسلهم إلى البشر. و هذا وارد في مواضع أخرى في هذه الكتب, ومنها رسائل بولس.
= و لكن الكلام هنا ليس لأرميا و لا ليسوع , لأن الله قال للنبي المقصود (جعلتك نبيا للشعوب) فقال النبي المقصود (فقلت آه يا سيد الرب , اني لا أعرف أن أتكلم لأني ولد) و كلمة (ولد) تحريف لتغيير المقصود , ولكنه سيتضح من باقي النبوة حالا. (فقال لي الرب لا تقل اني ولد , لأنك إلى كل من أرسلك إليه تذهب و تتكلم بكل ما آمرك به. لا تخف من وجوههم لأني معك لأنقذك يقول الرب.) وواضح من كتبهم أن الله لم ينقذ أرميا ولا يسوع من القتل بأيدي الكفار.
= (و مد الرب يده و لمس فمي و قال الرب لي: ها قد جعلت كلامي في فمك): كما قال موسى في بشارته عن النبي الأمي من أخوة بني إسرائيل أن الله قال عنه (و أجعل كلامي في فيه) أي (في فمه).
= (انظر , قد وكلتك هذا اليوم على الشعوب و على الممالك لتقلع و تهدم و تنقض و تبني و تغرس)
و أرميا و المسيح لم يرسلهما الله إلى الشعوب , و لم يسلط أيا منهما على الممالك و الشعوب , بل كان هذا لمحمد فقط , ليقلع الكفار و يهدم الأصنام , و يغرس غرسا جديدا مكانهما , من المؤمنين بالتوحيد, و ينسخ و ينقض الرسالات و الكتب السابقة , و يغرس دين إبراهيم , و يبني الدين الخاتم في أماكن لم تعرف الله قبل ذلك.
فهذه بشارة عن نبي سيرسله الله لينشر عبادة الله وحده (التي يتركها اليهود , ثم المسيحيون البولسيون) في كل الشعوب , و أنه يكون نبيا أميا يحفظ رسالته بلسانه فقط , و أن الله سوف ينصره بكل الوسائل.
¥