1 - فقال جبريل لدانيال – عليهما السلام – إن الله قضىَ و قدَر أن يُمهل شعب بني إسرائيل (700) سنة , حيث عاشوا في المعاصي , من بعد بناء الهيكل الذي يفتخرون به و يحلم اليهود و النصارى بإعادة بنائه حاليا مكان المسجد الأقصى , إلى أن جاء ملك بابل و هدمه و دمر المدينة و أخذهم عبيدا عند شعبه. و كان صبر الله عليهم؟ لأنهم يقدمون كفارات من الذبائح عن خطاياهم , كما أمرهم في شريعة عبده موسى عليه السلام , و لكنهم لم يتوبوا. و كانت أورشليم منذ أن بنى سليمان المعبد فيها هي قبلة اليهود , و صارت المدينة المقدسة
== و باقي المدة , كما قال جبرائيل لدانيال , يحدث فيها: مجيء المسيح , ثم خاتم الأنبياء , ثم المسيح الدجال , و يتم قتله في هذه المدينة.
= و قدّمَ جبرائيل خبر الأنبياء , تكريما لهم , فقال (و ليؤتى بالبر الأبدي) الذي هو (المسيح الرئيس) الذي هو آخر مسيح من بني إسرائيل , (و لختم الرؤيا) تأتي الشريعة الخاتمة , (و مسح قدوس القديسين) وهو أعظم الأنبياء , الذي هو (الرئيس) الذي سيفتح شعبه هذه المدينة و ينسخ ما قبله كما سنوضح.
= و أخّرَ الأحداث التي تسبقهما:
2 - (فاعلم و افهم أنه من خروج الأمر) بسبي اليهود عبيدا إلى بابل. (إلى تجديد أورشليم) عودتهم لبناء الهيكل و تعمير المدينة , استعدادا لمجيء المسيح الأخير (سبعة أسابيع) هي السبعين سنة التي فهمها دانيال من كتاب (أرميا النبي) , يظل فيها اليهود عبيدا في بابل , إلى أن يأتي ملك فارس و يسقط مملكة بابل و يعيد اليهود أو يطردهم إلى بلاد بيت المقدس.
3= ثم إلي (مجيء المسيح الرئيس) عيسى عليه السلام , آخر نبي يهودي (62 أسبوع) أي 620 سنة و هي الفترة بين العودة من السبي البابلي إلى بداية دعوة سيدنا عيسى و عمره ثلاثون عاما. وأنا لن ألتفت إلى تزييفهم للتاريخ , فانه كله مكتوب بعد المسيح بمئات السنين من اختراعهم , لتغيير الفترة التالية فلا تصل إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
== (و يعود و يبني سوق و خليج) هي عن عودته في آخر الزمان , في زمن أعظم فتنتين في تاريخ البشرية كله , المسيح الدجال و يأجوج و مأجوج. لذلك قال (في ضيق الأزمنة) حيث يهلك الفتنتين (السوق) ولا يقبل إلا الإسلام (الخليج). و الله أعلم.
4= (و بعد 62 أسبوعا يُقطع المسيح و ليس له) الفترة الأخيرة بين المسيح الرئيس و النبي الخاتم , 620 سنة , تنتهي بنسخ دين المسيح (يُقطع المسيح) , ولا يقطع وحده , بل يوجد من يقطع استمرار الفساد , وهو جزء محذوف , فلا يقطعه إلا أعظم منه. (و ليس له) أي ليس للمسيح أي شيء مما يدّعونه عنه , من الصلب و الدفن و القيامة و الربوبية ,البنوة لله و الألوهية و الكتب المدعوة الأناجيل و الكنائس و الصور و التماثيل و الصلبان و البخور و الشموع و أسرار الكنيسة و سلطان الكهنة و الجسد و الدم. .الخ.
== ثم ذكر في معرض الكلام (رئيس آت) و هو أعظم نبي , و تكون بعثته بعد المسيح ب 620 سنة ,. ولا يوجد في تلك الفترة إلا محمد صلى الله عليه و سلم و كان عمره يوم بعثته كما نعلم أربعين عاما.
= وهو الذي تكون رسالته (ختم الرؤيا و النبوة).وهو (مسح قدوس القديسين) اصطفاء أعظم الأنبياء. .
= = فيقوم أصحابه من بعده و يفتحون بيت المقدس.
= وقوله هنا (يخرب) هو من التحريف المقصود. و كان المقصود أنه ينهي و ينسخ شريعة اليهود (المدينة)
و كتاب النصارى (و القدس).فاليهود ما زالوا يؤمنون أن المدينة المقدسة لهم وحدهم , والمسيحيون يؤمنون أن أقدس مكان هو (مذبح الكنيسة) و يدعونه (قدس الأقداس).
== (و إلى النهاية) بعد هذا النبي (حرب و خرب قُضيَ بها) , حروب ضد الإسلام قضى الله و قدرها على تلك الأمة.
= و هذا النبي الخاتم (يثبت عهدا مع كثيرين في أسبوع) خلال العشر سنين من بعثته , ينشر دعوته بالحسنى و العهود و المواثيق , و في وسط هذه المدة يعلن أنه نسخ دين اليهود (يبطل الذبيحة) و دين النصارى (و التقدُمة).
== و من بعده يأتي المسيح الدجال (المخرب) , في مكان نجس (على جناح الأرجاس).
و سوف يتأكد كل هذا في النبوءة التالية.
== (حتى يتم و يُصَبُ المقضي على المُخَرّب) قبل قيام الساعة يقضي المسيح عيسى على المسيح الدجال , و يقضي المسلمون على اليهود أتباع الدجال , وذلك بقضاء الله و تقديره من قبل الخلق.
== و لو لم يكن الرئيس الأخير رسول الله لما أعطاه السلطان أن يُبطل الذبيحة و التقدمة إلى يوم القيامة , وأن يكون قتل الدجال تبعا له.
و لو لم يكن أعظم نبي لما أسماه ختم الرؤيا و النبوة و المختار قدوس القديسين.
== أخيرا:
لم أجد معنى لقوله (و انتهاؤه بغمارة) إلا في (مزمور 32: 6) الذي بدأ بقول داود لله (طوبى للذي غُفرَ إثمه و سُترَت خطيته. طوبى لرجل لا يَحسب له الرب خطية) ثم قال. (لذلك يصلي لك كل تقي , في وقت يجدك فيه و عند غمارة المياه الكثيرة , إياه لا تصيب). فيكون هذا المزمور نبوءة عن سيدنا محمد الذي غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. فلا يوجد أحد في كتابهم كله موصوف بهذا الوصف. ويكون معنى (غمارة) هو مكان الرحمة و الحماية الإلهية , الحرم المكي الآمن. و الله أعلم.
¥