تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وسمعتُ شيخَ الإسلام ابنَ تيمية – قدس الله روحه ونور ضريحه – يقول: مررتُ أنا وبعضُ أصحابي في زمن التتار بقوم منهم يشربون الخمر، فأنكر عليهم من كان معي، فأنكرتُ عليه!، وقلتُ له: إنما حرم الله الخمر لأنها تصد عن ذكر الله وعن الصلاة، وهؤلاء يصدهم الخمر عن قتل النفوس وسبئ الذرية وأخذ الأموال فدعهم!» ().

??????

(8)

الدَّاعِيَة البَصِير ..

يعتني ببيان محاسن الإسلام

"إنَّ من أكبر الدعوة إلى دين الإسلام شرح ما احتوى عليه من المحاسن التي يقبلها ويتقبلها كلُّ صاحب عقلٍ وفطرة سليمة، فلو تصدّى للدعوة إلى هذا الدين رجالٌ يشرحون حقائقه، ويبينون للخلق مصالحه، لكان ذلك كافياً كفاية تامةً في جذب الخلق إليه، لما يرون من موافقته للمصالح الدينية والدنيوية، ولصلاح الظاهر والباطن من غير حاجة إلى التَّعرض لدفع شُبَهِ المعارضين، والطّعن في أديان المخالفين، فإنه في نفسه يدفع كلّ شُبهة تعارضه، لأنه حقٌ مقرونٌ بالبيان الواضح، والبراهين الموصّلة إلى اليقين، فإذا كُشف عن بعض حقائق هذا الدين صار أكبر داعٍ إلى قبوله ورجحانه على غيره، واعلم أنَّ محاسن الدين الإسلاميّ عامّة في جميع مسائله ودلائله، وفي أصوله وفروعه، و فيما دلَّ عليه من علوم الشرع والأحكام، وما دلَّ عليه من علوم الكون والاجتماع .. " إلى آخر ما قاله وبينه ومثل عليه العلاّمة عبد الرحمن السَّعديّ في كتابه "الدُّرة المختصرة في محاسن الدين الإسلاميّ" ().

وقال السّعديّ في كتابه "القواعد الحسان في تفسير القرآن" (): «القاعدة العاشرة: في طرق القرآن إلى دعوة الكفار على اختلاف مللهم. يدعوهم إلى الإسلام، والإيمان بمحمد @ بما يصفه من محاسن شرعه ودينه، وما يذكره من براهين رسالة محمد @ ليهتدي منْ قصد الحق والإنصاف، وتقوم الحجة على المعاند، وهذه أعظم طريق يدعى بها جميع المخالفين لدين الإسلام، فإن محاسن دين الإسلام ومحاسن النبي @ وآياته وبراهينه فيها كفاية تامة للدعوة، بقطع النظر عن إبطال شبههم، وما يحتجون به، فإن الحق إذا اتضح علم أن كل ما خالفه فهو باطل وضلال .. ».

??????

(9)

الدَّاعِيَة البَصِير ..

يحذر من مخالفة الكتاب والسنة مسايرةً للواقع ()

مما يعترض الدَّاعِيَة فتنة مسايرة الواقع وضغط الفساد ومسايرة العادات، ومراعاة رضا الناس وسخطهم، وهي فتنة لا يستهان بها؛ فلقد سقط فيها كثير من الناس وضعفوا عن مقاومتها، والموفق من ثبته الله ? كما قال تعالى:

? ????????? ???? ????????? ?????????? ???????????? ?????•???? ??? ???????????? ?????????? ????? ?????????? ? ?

[إبراهيم: 27].

وإذا كان الرسول @ قد قال له ربه تبارك وتعالى: ? ???????? ??? ??????????? ?????? ????? ???????? ?????????? ??????? ??????? ???? ? [الإسراء: 74]، فسواه من الناس أحوج إلى التثبيت من ربه تعالى، وفي هذا تأكيد على أهمية الدعاء وسؤال من بيده التثبيت والتوفيق وهو الله ?.

إن المطلوب من الدَّاعِيَة في مجتمعات المسلمين هو تغيير المجتمعات وتسييرها إلى ما هو أحسن لا مسايرتها ومداهنتها، فهذه والله هي مهمة الأنبياء والمصلحين من بعدهم، وهذه هي الحياة السعيدة للعالِم والدَّاعِيَة، وإلا فلا معنى لحياة الدَّاعِيَة والعالم ولا قيمة لها إذا هو ساير الناس واستسلم لضغوط الواقع وأهواء الناس. إن العالم والدَّاعِيَة لا قيمة لحياتهما إلا بالدعوة والتغيير للأحسن، ولا شك أن في ذلك مشقة عظيمة؛ ولكن العاقبة حميدة بإذن الله تعالى في الدارين لمن صبر وصابر واستعان بالله ?.

ومن أخطر صور فتنة مسايرة الواقع مسايرة ركب الغرب في بعض الميادين من قِبَلِ دعاة العصرانية () من أبناء المسلمين، وهم لا يعترفون بأنها

مسايرة؛ ولكنهم يسمونها تجديداً وتطويراً يناسب العصر، وتحت هذا المسمى يقضون على كثير من الثوابت الشرعية ويتحللون من شرع الله ? باسم

التطوير وهو في الحقيقة مسايرة للواقع الغربي وتقليد أعمى وانبهار بإنجازاته

المادية بل الهزيمة النفسية أمامه؛ والغريب في أمر هؤلاء أنهم يرفضون التقليد ويشنعون على من يقلد سلف الأمة ويتبعهم، وعلى من يبقى على الموروث

لا يتجاوزه ولا يطوره، ثم هم في الوقت نفسه يسقطون في تقليد الغرب ومحاكاته بصورة لا تدع مجالاً للريب والشك؛ وهم الذين يتشدقون بالعقلانية

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير