تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[البلاغة الواضحة شرح ناصر الخنين]

ـ[عاطف جميل الفلسطيني]ــــــــ[27 - 07 - 09, 04:57 م]ـ

اللغة العربية

المستوى الثالث

البلاغة

ناصر بن عبد الرحمن الخنين

الدرس الأول

مقدمة في البلاغة الواضحة

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتد، ومن يضلل فلن تجد له وليًا مرشدًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله، بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده فصلوات الله وسلامه عليه وعلى من سار على هديه واقتفى أثره واستن بسنته بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

فأحمد الله -جل وعز- على أن يسر لنا هذا الاجتماع الطيب المبارك في هذه الأكاديمية المباركة وإنها لفرصة تتاح لي أن أشكر القائمين على هذه القناة، بارك الله فيهم وفي أعمارهم وفي أموالهم وفي جهودهم وفي قواهم، فلقد أبدلوا السيئ وجاءوا بالجديد، ولله الحمد فقد كانت هذه القناة بفروعها وأنواعها العامة والأكاديمية العلمية والأطفال وغير تلك الفروع المتعددة والأنواع المتعددة كانت حقيقة بديلاً ناجحًا وأسهمت في توعية المسلمين وفي تثقيفهم وفي تبصيرهم وفي تفقيههم لأمور دينهم وهذا هو الواجب الشرعي، وإني لأرجو أن يكون هذا مندرجا في عموم قوله جل وعز: ?وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ? [العنكبوت: 69]، فإن هذا ضرب من الجهاد في سبيل الله، في سبيل تفقيه الأمة وتعليمها وبيان ما يهمها وما يعنيها، وبيان –أيضًا- المعارف المهمة بالنسبة لها وبخاصة هذه الأكاديمية التي عُنيت بالعلم وإن هذا لعله مندرج فيما صح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في قوله: (خيركم من علم القرآن وتعلمه)، فتعليم القرآن أو علم القرآن يقتضي فقه لغته، والعلم بها وضبط قواعدها والوقوف على علوم معانيها وبيانها وبديعها وهذه هي مفاتيح التنزيل فلا يمكن أن يوصل إلى أحكام هذا القرآن ولا إلى درك مسائله وإلى فقه دقائقه وأحكامه إلا بهذه العربية فإن العربية هي علم الآلة، وهذه الشريعة وهذا الدين كنز عظيم، أشبه بالقصر المملوء بالخيرات ولكن هذا القصر يتعثر الوصول إليه إلا بمفتاح، وهذا المفتاح هو العربية، وذروة سنام العربية ولبها وجوهرها وتاجها هي البلاغة، ولقد عدها العلماء علمًا قرآنيًا؛ لأن نشأتها في الأساس هي في أحضان فهم التنزيل وإدراك أسباب الإعجاز ومعرفة طرقه ومسالكه التي تحدى الله -عز وجل- بها العرب قاطبة، تحدى الله العرب وهم أهل اللسن والفصاحة والبيان والبلاغة تحداهم أن يأتوا بمثل هذا القرآن، فطفق كثير من العلماء يبحث عن أسباب إعجاز هذا القرآن وتحديه، ولذلك فإن هذا العلم ينال الشرف الأعلى لكون موضوعه ولكون مادته هي القرآن الحكيم وهي الآيات الحكيمات، ومن وصل إلى القرآن الكريم ووقف على إعجازه وعرف مسائله ودقائقه وضبط قواعده فإنه إلى ما دونه من الفصاحة أعلم وأفقه وأدرى؛ فإن ذروة البيان وذروة التحدي هي في القرآن، يلي بعد ذلك القرآن الحكيم في الفصاحة والبلاغة سنة المصطفى -عليه الصلاة والسلام- ثم كلام العرب الفصحاء الذين لا يشق لهم غبار في البيان في الشعر في الأمثال في الخطب.

فأقول إن إدراك ذلك والوقوف عليه لا يتم إلا بالعربية وبخاصة علم البلاغة وعلم الفصاحة وعلم البيان، وهذا ما سيكون-إن شاء الله- مسلكنا في هذه الحِلق المباركة التي ستمد فيما أعلم إلى قرابة أربعة عشر حلقة تقريبًا-إن شاء الله-.

ولقد اخترنا كناب البلاغة الواضحة البيان المعاني البديع،ودليل البلاغة الواضحة للشاعر علي الجارم، وللأديب مصطفى أمين، وذلك لأسباب منها:

-كون هذا الكتاب مختصرا والذين يتابعون هذه الحِلق وهذه الدروس المباركة لاشك أنهم أجناس متفاوتة وأن مستوياتهم أيضًا مختلفة، وأن منهم الداني ومنهم العالي وكلهم يتقرب إلى الله -عز وجل- بهذه العلم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير