-وكذلك الرسول -صلى الله عليه وسلم- ما خُيِّرَ بين أمرين إلا اختار أيسرهما، فمن أيسر الطرق ومن أسهلها ومن أدلها ومن أدينها هو مثل هذا الكتاب الذي بسط القواعد وسهلها ويسرها وضرب أمثلة ونماذج عليها، فهذا الكتاب جمع بين التقعيد الموجز والشرح التطبيقي المكثر المطول ليمرن طالب العلم وليربي ذائقته العربية وسليقته اللغوية على أمثل الأساليب العربية وأبلغها وهي القرآن الحكيم والأشعار الفصيحة الصحيحة.
ثم إن سببًا آخر أيضًا ينضم إلى السبب الأول وهو كون هذا الكتاب منتشرًا في مكتبات العالم العربي والإسلامي فبإمكان طالب العلم وطالبة العلم أن تمتد يدها إلى اقتناء هذا الكتاب وشراءه من أي مكتبة فهو سهل التناول وسهل الحصول عليه،
-ثم إن لغته كما ذكرنا وأسلوبه سهل الهضم جيد الإدراك، ولذلك اخترنا هذا، هذا أمر.
الأمر الآخر أن المنهج الذي سنسير عليه -إن شاء الله- وفي هذه الحلقة سيكون ما تيسر من مقدمة عن هذا العلم ثم بعد ذلك نبدأ في مسائل العلم وذلك بقراءة القاعدة التي ضربها أو قعدها المؤلفان لهذا العلم ثم بعد نختار من الأمثلة والشواهد ما يوضحها ويبين دقائقها ومتنها.
ثم بعد ذلك نشير على الطلاب والطالبات أن يعودوا إلى النماذج المحلولة والشواهد التطبيقية الموجودة في الكتاب ليطبقوا تلك القاعدة التي سمعوها.
وهذا مرفق مع كتاب الشيخ دليل البلاغة الواضحة وهي حلول للأسئلة التي في نفس المتن يرجع إليه
نعم هذا صحيح، ولهذا أحب أن أنبه على الإخوة والأخوات الذين يرغبون في اقتناء الكتاب ومتابعة هذه الحلقات العلمية، أن يشتروا كتاب "البلاغة الواضحة" و"دليل البلاغة الواضحة"؛ لأن الدليل هو جمع كثيرًا من النصوص وطبقها ثم حللها على وفق منهج البلاغة الواضحة.
فهذا الكتاب كتابان في كتاب، ثم إن هناك نسخًا قد تكون مفردة، البلاغة الواضحة فقط، وهذا جيد ولكن طالب العلم يفوته في هذه النسخة المختصرة الدليل الذي فيه شواهد وشوارد كثيرة متعددة ومفيدة يحسن أن يقتني الكتاب الذي يضم كتابين في كتاب في طبعة واحدة، وهي طبعة الدار المصرية السعودية، طبعت هذين الكتابين في كتاب أو في مجلد واحد، وأظنه موجود في بعض المكتبات، وبالنسبة لنا في الرياض فإنه موجود في مكتبة "الرشد" للتوزيع والنشر.
بعد ذلك بحسب طريقة المنهج والعرض نشرح ما تيسر من القواعد والضوابط ثم بعد ذلك نتيح المجال لمن أراد أن يسأل أو يناقش ثم بعد ذلك نستمع إلى المداخلات أو الأسئلة سواء كانت هاتفية أو مقروءة، فما كان منها حاضر الجواب نجيب عنه، وما كان منها يحتاج إلى تحضير أو مراجعة نؤجله إلى حلقة قادمة؛ لأن العلم أمانة لا ينفع فيه إلا التدقيق والتحقيق قدر الإمكان بإذن الله -عز وجل-.
هذه مسألة انتهينا منها، أمر آخر نحب أن ننبه عليه وهو أننا ينبغي أن نحمد الله -عز وجل- على نعمة عظيمة وهي أن جعلنا مسلمين، وأن جعلنا من عباده المهتدين، وأن جعلنا على هذا الصراط المستقيم، فهو صراط عظيم من هُدِيَ إليه فقد هدي، ولذلك نلحظ نعمة الهداية واردة مكررة في سورة الفاتحة عندما نقرأها في فرائضنا في الصلوات أو في النوافل أو في غيرها نجد قوله -جل وعز-: ? بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ? ما المطلب؟ قال: ? اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ? [الفاتحة: 1 - 6]، يكرر هذا لاحظ أن هذا أمر ولكنه لما كان من الأدنى إلى الأعلى انقلب إلى غرض مجازي بلاغي، والغرض منه هنا هو طلب الدوام والتثبيت على هذه الهداية، أي أدم هدايتنا وثبتنا على هذا الصراط المستقيم، في كل يوم خمس مرات أو أكثر بعدد الصلوات في أربع ركعات أحيانًا أو ثلاث أو ثنتين نكرر هذه الفاتحة أي أدم هدايتنا، لأن الهداية نعمة، ولهذا تلاحظون عظم ما كان يواظب عليه النبي -عليه الصلاة والسلام-: (يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك وعلى طاعتك) وأيضًا الآية الحكيمة: ? رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ ? [آل عمران: 8]، فالهداية نعمة من وفق إليها ينبغي أن يسأل الله -عز وجل- دوام الثبات عليها والاستقامة؛ لأنها كنز عظيم إذا فقد
¥