[حمل ثلاثة أعداد من معلمة الإسلام تصدرعن جمعية محبي أنور الجندي]
ـ[محمد مبروك عبدالله]ــــــــ[12 - 08 - 09, 04:03 م]ـ
معلمة الإسلام:
صحيفة تصدرها جمعية محبي أنور الجندي للفكر المعاصر والأدب الإسلامي.
والمعلمة" اسم أطلقه المفكر أنور الجندي على واحد من أهم مؤلفاته, والمعلمة هي المعجم الذي يحوي مصطلحات العلوم والفنون أو ما يشبه دائرة المعارف الجامعة.
وهو مصطلح وجده الأستاذ أنورا لجندي أفصح وأكثر مقاربة في الترجمة للكلمة الإنجليزية encyclopedia والتي ترجمت للعربية (موسوعة أو دائرة معارف).
تعنى هذه الصحيفة بالجهود المبذولة للحفاظ على تراث هذا الكاتب الإسلامي الكبير ونشر مؤلفاته وتهتم برصد الأخبار والمقالات والندوات التي تقام من أجل إبراز جهود أنور الجندي والتعريف به.
المعلمة العدد الأول:
http://www.4shared.com/file/124432502/eb09c4b7/___online.html
المعلمة العدد الثاني:
http://www.4shared.com/file/124432785/be300f72/__online.html
المعلمة العدد الثالث:
http://www.4shared.com/file/12452710.../__online.html
أشكو إلى الله عقوق إخواني
بقلم د / عبد الباري محمد الطاهر
أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية بكلية دار العلوم جامعة الفيوم
في رحاب الله أستاذي، الأديب الأريب، الموسوعي الكبير، اللوذعي الرائد، المؤرخ اللغوي البارع، عملاق الأجيال، الأستاذ أنور الجندي.
أعتذر لك أستاذي من عقوق إخواني من هذا الجيل، ولسان حالك يقولها لهذا الجيل الذي فقد - أو كاد يفقد – معنى الوفاء لرائد من رواد الفكر المعاصر.
عرفتك - أستاذي – منذ كنت طالبا في كلية دار العلوم، وعملت بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية في أواخر السبعينات، فقد رأيتك هناك لأول مرة، وسمعت بعض عباراتك الرقراقة، ثم شاء قدر الله أن أسكن قريبا من منزلك بالطالبية بالهرم، وكنت أرمق شخصكم الكريم من بعيد، وانتم تجوبون شارع عثمان محرم لقضاء بعض حوائج المنزل، وأتهيب محاورتكم على الرغم من علمي بتواضعكم الجم، وأدبكم النبيل، وقدر الله مرة أخرى أن أزوركم عن طريق التواصل معكم حين تفضلتم بتقديم بعض المداخل لموسوعة سفير للمعارف الإسلامية في الثمانينيات، وعرفت مدى كرمكم، وحسن استقبالكم، وعظيم تواضعكم، ثم لمست صدق عفتكم حين رفضتم أخذ مكافأة على مشاركتكم في هذه الموسوعة، وكم كان أخي المرحوم أحمد تمام محظوظا حيث كان كثير التردد عليكم، كنت أصحبه تارة، وينفرد بالجلوس معكم مرات عديدة، ثم نلتقي، فيخبرني بحديثكم العذب، وكلامكم الطيب، وحنانكم الكريم.
ومرت الأعوام وكتبك – أستاذي – تجعلني أتواصل معكم بقلبي أكثر وأكثر.
إنك أنت ذلك العملاق الذي لم نكرمه حق الإكرام، ولم نعطه ما يستحقه في حياته، مع ما لمسناه من حب رائق، وكرم دافق، وعلم فياض، واجتهاد في تبليغ الحق، ونشر الفضل بين الناس، ومع كل هذا العطاء الثر، لم تلق ما تستحقه، ومن عجيب أنك كنت قانعا بذلك، فلم تطلب من أحد تكريما، ولم يحزنك تنكرهم، وكان يكفيك أن ينظروا في كلماتك، ويرددوا عباراتك، ويستلهموا أفكارك، وبعضهم يراك تسبق عصرك، وبعضهم يراك تضع يدك على الداء العضال في الأمة، وتشخصه كجراح ماهر، وتقدم الدواء الناجع، لكن ألسنتهم تنعقد عن شكرك، وعقولهم تذهل من قدرتك على الوصول المباشر للداء العضال، فلا يملكون إلا القول: ما شاء الله لا قوة إلا بالله، واعجباه!!!
إن شأنك في ذلك شأن العديد من أعلام أمتنا الذين تركوا بصمات واضحة في مجال الفكر والأدب والتاريخ والحياة العلمية بأسرها، وما أساتذتنا الكبار أمثال: مهدي علام وشوقي ضيف وغيرهما منك ببعيد.
إنني هنا أقول: إن جيل العمالقة الموسوعيين المبدعين لم يجد من يقدرهم في عالمنا المعاصر، كما لم يجد من يودعهم التوديع اللائق بهم.
فهل آن الأوان أن ندرك قيمتهم؟!!
كنت أتمنى أن يكرم إخواني من أبناء هذا الجيل أساتذتهم – ولو بعد وفاتهم – بعد أن عققناهم في حياتهم.
لعل محاولة التذكير السنوي بك – أستاذي – تعيد إلى أذهان إخواني من أبناء جيلي لمسة الوفاء الحانية التي كنا نستقبلها منك، لنردها أو نرد جزءا منها إليك.
وأتصور أن جزءً من البر بك وبجيل العمالقة أن تقام الصالونات الأدبية لتتحدث عن إبداعاتك وإبداعاتهم.
فكم أتمنى من المؤرخين أن يعقدوا الندوات العلمية عن ذلك المؤرخ العملاق وغيره من المؤرخين الأفذاذ الذين رحلوا عنا، تاركين آثارا تشهد على عمق رؤيتهم!
كما أتمنى من الأدباء أن يغوصوا في أعماق هذا الأديب الأريب، ليخرجوا لنا كنوزه الأدبية.
كما أتمنى من الجامعات المصرية أن تكرمك بتوجيه أبنائها لدراسة شخصيتك وأفكارك.
إنني أكاد أسمع كوكبة العلماء الذين رحلوا عن دنيانا في صمت، ولسان حالهم يقول:
أشكو إلى الله عقوق إخواني
أتمنى أن يسعفني الزمان لأقف مع بعضهم وقفة إكرام وإعزاز في مستقبل الأيام، مستلهما منهم العبر والعظات، علها تسهم في إكرامهم نوعا ما.
للتواصل [email protected]
¥