[كتابان للأستاذ أنور الجندي من سلسلة دعوة الحق]
ـ[محمد مبروك عبدالله]ــــــــ[18 - 08 - 09, 12:45 م]ـ
الكتاب الأول:
مايختلف فيه الإسلام عن الفكر الغربي والماركسي العدد (52) من سلسلة دعوة الحق
الملخص
يوضح بجلاء عمق الفوارق بين الإسلام وبين الأيدلوجيات القديمة والمتجددة في مختلف جوانب القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية كمنطلق للقضاء على الدعوة المسمومة المثارة حول وحدة الأديان، كما يكشف الأفكار الهدامة التي تحاول النيل من الإسلام والقضاء عليه ويعبر بحث عن موقف الإسلام وتميزه واختلافه مع الفكر الغربي بامتداده الوثني القديم ومراحل الفكر الديني اليهودي والمسيحي والمرحلة المعاصرة من خلال الفلسفات المادية ويقرر أن الفكر الإسلامي لا شرقي ولا غربي إنه الفطرة والعقل والمستقبل
المقدمة
(وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ).
(اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ مَا لَكُمْ مِنْ مَلْجَأٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَكِيرٍ (47) فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلاغُ).
حماية الذات الإسلامية من الاحتواء والحصار هي غاية الغايات التي يجب أن يركز عليها الفكر الإسلامي في هذه المرحلة من حياة الأمة الإسلامية (منتصف العقد الأول من القرن الخامس عشر) في مواجهة الحملة المتزايدة التي تتسع كل يوم منذ بدأت علامات الصحوة الإسلامية والخروج من التبعية، واقتحام بعض الأقطار الإسلامية للأصالة والعودة إلى المنابع كظاهرة عملية لاندفاع الموجة الإسلامية التي تتنامى اليوم في قلوب وعقل الشباب المسلم المثقف في أغلب بلاد العالم الإسلامي والتي تتمثل في صيحة (العودة إلى المنابع) وتصحيح المفاهيم، وتأكيد مفهوم الإسلام بوصفه (منهج حياة ونظام مجتمع) والانطلاق إلى بناء المجتمع الإسلامي الملتزم داخل نطاق المجتمع الإسلامي العام من خلال ظاهرتين كبيرتين:
الأولى: ظاهرة رفض النظام الربوي المصرفي واعتماد المصارف الإسلامية والمؤسسات التي يقوم الاقتصاد فيها على أساس المشاركة والمضاربة.
الثاني: إسلام المرأة وجهها لله، والعودة إلى الحجاب، وفهم مسئولية الأسرة والمنزل والطفل فهما إسلامياً صحيحاً.
وإن هذا الشباب المسلم الملتزم، في ثيابه وصلاته وأسلوب الحياة في أسرته وفي مجتمعه وفي حركة التعامل مع الناس في أشد الحاجة إلى حماية وتوجيه ومعالجة لمختلف ما يمر به من مواقف وأمور ومتابعة تحركاته على النحو الذي يعمّق فيه شعور الالتزام والانتماء، والقدرة على الصمود في وجه المغريات الكثيرة المبثوثة حوله سواء عن طريق المجتمع نفسه من حيث القرى وأسلوب الحوار وفقدان الوعي بالحلال والحرام، أو من خلال ما يعرض عليه في التلفزيون والمسرح والصحف من مفاهيم وقيم تختلف تماماً عن مفهوم الإسلام فهو في حاجة دائمة إلى تذكرة وإلى تقوية العزم على الثبات في وجه المغريات المتدفقة، ليصمد على إيمانه بالله والتزامه حتى يتكون من خلال ذلك: المجتمع الإسلامي الملتزم القادر على حماية نفسه من أعاصير الحضارة الغربية التي تهب على المجتمعات الإسلامية لإفسادها وإغرائها بالتحلل والجري وراء الأهواء والمغريات.
ولعل أخطر ما يواجه شبابنا المسلم هو: قصور مناهج التعليم عن العطاء الإسلامي الحقيقي وهذا هو ما نرجو أن يعوضه الشباب بالثقافة الإسلامية الحرة الملتزمة التي تقدم له وجهة نظر الإسلام في مختلف قضايا السياسة والاجتماع والاقتصاد.
إننا نطمع من تبني هذه القضية أن نصل فيها إلى موقف حاسم وإلى نتيجة إيجابية واضحة تحقق لنا (تصويب) الواقع المضطرب الذي تعيشه المجتمعات الإسلامية من ناحية مفاهيم وقيم مقدمة لها أو مفروضة عليها تختلف اختلافاً واضحاً وعميقاً عن قيمها الإسلامية الحقيقية ومفاهيمها الأصلية بدعوى أن ما يقدم لها هو: فكر العصر ولغة العصر، بينما يوصف الفكر الإسلامي بأنه القديم الذي تجاوزه الزمن وأن العودة إليه هي بمثابة الردّة والنكوص عن المعاصرة وهي مغالطة واضحة، فإن هذا الفكر الغربي الوافد المعاصر ليس إلا فكراً غربياً خالصاً مستمداً من قيم الغرب ومفاهيمه وعقائده وآدابه وأخلاقه وتقاليده، وهو عصارة
¥