تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ذلك الخليط الذي تجمع في الغرب من فلسفة اليونان وفكر الرومان من ناحية ومن تراث اليهودية والمسيحية من ناحية أخرى وهو ما صهره الفلاسفة والمفكرون في أيدلوجيتين عصريتين هما (الليبرالية والاشتراكية) فليس في ذلك قديم وحديث ولكنه فكر مستقل ممتد من عصور ما قبل الميلاد حتى اليوم بما فيه من ركام وخلط واضطراب وما علاه من انحراف عن رسالة الدين الحق وغلبته روح المادية والإباحية وسيطرة النظرية الطبيعية التي تنكر وجود الله تبارك وتعالى والتي تضخم الحياة بمفاهيم الاستعلاء وسيطرة الإنسان الأبيض وقدرته على صناعة الحضارة الاستهلاكية وما غلب على ذلك من إنكار وتجاهل للجوانب الروحية والمعنوية والدينية وسيطرة المفاهيم المادية التي أحدثت أزمة الإنسان المعاصر وأزمة الحضارة وتفسخ المجتمعات نتيجة انهيار القيم الأخلاقية والاستغراق في اللذات والجنس.

فنحن في حاجة إلى أن نستكمل جوانب النقص في ثقافتنا المعاصرة وفي مناهجنا التعليمية حتى يعرف شبابنا المسلم أن ما هو قائم بين يديه اليوم في الصحافة أو التأليف أو مناهج الدراسة ليس هو فكرنا الأصيل وإنما هو خليط من مفاهيم قاصرة أو محرفة من الفكر الإسلامي وقد سيطر عليها الفكر الغربي فأقام خليطاً مضطرباً في مختلف مجالات العلوم الاجتماعية والنفس والأخلاق والسياسة والاقتصاد والتربية.

إن الإسلام عطاءه الواضح في مختلف هذه المجالات، وإذا كانت الثقافة المعاصرة تقدم وجهتي نظر الفكر الغربي فتقدم لنا التفسير الغربي الليبرالي للحياة والمجتمع والتاريخ والحضارة، أو تقدم لنا التفسير الماركسي الاشتراكي حيث يتاح لهذين التفسيرين التنافس والصراع على حلبة الصحافة العربية والتأليف والثقافة والجامعات والمعاهد المختلفة، حيث تدرس نظريات هذا الفكر بشقيه وحدهما دون أن يقدم (منهج الإسلام) في هذه القضايا فإننا في حاجة إلى أن نستكمل هذا النقص، وأن يكون بين أيدينا -اليوم لا غداً- هذا المضمون الإسلامي قائماً واضحاً بحيث يستطيع شبابنا المثقف أن يستحضره وهو يتناول هذه الدراسات وأن يراجعه ويقارن بينه وبين ما يقدم إليه من مناهج وافدة.

ولا ريب أنه في مجال حجب الثقافة الإسلامية ومفاهيم الفكر الإسلامي فإن هناك مغالطات وأكاذيب وادعاءات كثيرة تقال وهي تقدم شرائح منتزعة من الفكر الإسلامي بهدف ازدرائه وتصويره لشبابنا المسلم على أنه قاصر أو متخلف أو بدوي أو صحراوي على النحو الذي ظلوا يرددونه حتى كذبتهم الأحداث التي بين أيدينا الآن والتي سنقدمها لشبابنا المثقف ليرد بها على أكاذيبهم وليدحض هذه الدعوى.

وكل هدفنا من هذا العمل أن نسترد ثقة شباب الإسلام بمنهج الله وأن نقوي الإيمان بصدق هذا المنهج وخلوده وظهوره على المناهج كلها (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ) هذه الثقة وهذا الإيمان بعظمة عطاء الإسلام: هو الهدف الحقيقي لهذا العمل الذي نطمع في أن نحقق به بناء هذا السور الذي طالما تسلقه اللصوص من أجل أن ينتقصوا منهجنا أو يصوبوا لنا السهام، ولقد كان واضحاً أن شبابنا المسلم خلال هذه الحملة الحاقدة الماكرة الخبيثة التي تدار بروح من اللؤم والخسة، والتي لا تعرف الأسلوب العلمي ولا الصدق ولا الوجهة الصالحة ولا الهدف الصحيح لخدمة هذه الأمة بدعوى أن أصحابها يقدمون لنا شيئاً نافعاً، فأنت تقرأ هذه الكتابات فتراها تنضح بالخبث، وتتربى بالمكر، وتذهب هنا وهناك لتقتطع نصاً، أو تزيف حكماً، فإذا صححت لها خطأها، أبت واستكبرت واستعلت بالإثم لأنها في حقيقة أمرها لا تقصد وجه الله ولا وجه الوطن، ولا تريد إلا أن تعكر الماء وتبلبل العقول، وتثير الشبهات في الصدور، وتحاول أن تصادم ذلك الإيمان العميق الذي ينبعث من قلوب غضة طاهرة، صادقة الإيمان بدينها وعقيدتها.

لم يعد هناك سبيل حقيقي إلا أن نسدّ هذه الثغرة وأن نبني هذا الحائط، ومن ثم يكون في يد المثقف المسلم السلاح الحقيقي لمواجهة الشبهات، والدليل الأكيد، الذي غاب عنه في مناهج الثقافة والصحافة والعلوم الجامعية التي صيغت على نحو يجعلها معارضة أو منافرة لحقائق الإسلام.

صفحة الكتاب والتحميل في موقع رابطة العالم الإسلامي

http://www.themwl.org/Publications/default.aspx?d=1&cid=1&cidi=349&l=AR

رابط آخر:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير