تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الرسول صلى الله عليه وسلم والذي اقتحم أوروبا من ناحيتين: من اسبانيا وجنوب فرنسا ومن بلاد البلقان حتى وصل إلى أسوار فينا خلال تاريخ حافل امتد أربعة عشر قرناً.

وقد تنامى الإسلام في دائرتين: (أولاً): من خلال الأزمات الكبرى حيث امتد إلى جنوب شرق آسيا وإلى قلب القارة الإفريقية على أيدي التجار والدعاة المتجردين بل لقد استطاع أن يقتحم إمبراطورية التتار المغولية وأن يسيطر عليها فتتحول إلى الإسلام كاملة.

(ثانياً): أما الدائرة الثانية فهي تتمثل في قدرة الإسلام على تصحيح مسار المسلمين إذا انحرفوا عن الطريق من خلال رفضه لكل ما يتعارض مع تكوينه القائم على التوحيد الخالص وفي أكثر من موقف استطاع بقدرته. الذاتية أن يستعيد المسلمين إلى الأصالة بعد أن تنحرف بهم الطرق حين تعرض عليهم التبعية للأمم الغازية أو المسيطرة.

ومن أبرز عوامل الاهتمام بالعالم الإسلامي المعاصر تلك الإحصائية التي أذاعتها منظمة الأمم المتحدة والتي تكشف عن أن المسلمين اليوم يشكلون ثلث سكان العالم وأن الدول التي مازالت تقاوم الاستعمار هي: كشمير وفلسطين واريتريا والصومال والفلبين وأن عدد الدول التي تسكنها أغلبية مسلمة هي أربعون دولة أما الدول التي يتراوح فيها عدد المسلمين من 30 إلى 40 في المائة من السكان فهي 15 دولة ما عدا روسيا (الاتحاد السوفيتي سابقاً) التي يبلغ عدد المسلمين فيها أكثر من أربعين مليوناً والهند 70 مليوناً وفي كل من يوغسلافيا (3مليون) وتايلاند (3مليون) وبورما (3مليون) والفلبين (4مليون) وفي دراسة قام بها مجموعة من خبراء هيئة الأمم المتحدة نشرت تحت عنوان (الأرقام المتوقعة) لسكان العالم عام 2000م أمكن استخلاص هذه المعلومات التي تفيد المشتغلين بدراسات العالم الإسلامي في العصر الحديث:

أولاً: يبقى الدور الذي تقوم به الدول النامية في الزيادة الحالية لسكان العالم على وضعه حتى نهاية القرن الحالي إذ أنها ستساهم بـ85% من مجموع الزيادة السكانية للفترة بين 1960 - 2000 على أية حال من الأحوال.

ثانياً: الزيادة السكانية الحاصلة في البلدان النامية هي أكثر من الزيادة الحاصلة في بقية العالم المتطور.

ثالثاً: الحجم الكلي لسكان البلاد النامية (الشرق الإسلامي) سوف ينمو إلى 72.5% وبهذا يمكن القول: إن البلدان النامية في خلال القرن الحالي وحتى نهايته سيتراوح عدد السكان فيها من ثلاثة أرباع إلى أربعة أخماس مجموع سكان العالم، أي أن البلدان النامية (وهي لا تدخل ضمن النظام الرأسمالي أو الشيوعي) ستضم نحو ثلثي سكان المعمورة .. آ. هـ. هذا وقد وضعت في يد العالم الإسلامي ثلاث قوى كبرى هي:

1ـ التفوق البشري. 2ـ الثروة المادية. 3ـ الطاقة: وصولاً إلى التكنولوجيا الإسلامي.

وقد روى الإمام أحمد بن حنبل في مسنده عن تميم الداري قال: سمحت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

ليبلغن هذا الأمر -أي الإسلام- ما بلغ الليل والنهار ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله هذا الدين يعز عزيزاً ويذل ذليلاً، عزاً يعز الله به الإسلام ولا يذل به الكفر. أما الذين يعزهم الله فيجعلهم من أهلها وأما الذين يذلهم الله فيدينون لغيره .. آ. هـ.

ولقد جاءت الأديان كلها قبل الإسلام تمهيداً للدين الخاتم، الذي يمثل عصر رشد الإنسانية، فقد جاء الإسلام حداً فاصلاً بين عصر وعصر، مما يصدق مقولة بعض الباحثين الغربيين المنصفين عن (الانقطاع الحضاري) فقد جاء الإسلام علامة على مرحلة جديدة تمر بها البشرية لها طابعها الخاص المتميز بالرحمة والإخاء البشري والسماحة والانفتاح على العصر وتقبل كل العناصر والأديان في محيطه حيث استصفى في منهجه خلاصة الدين الإلهي المنزل ليشكل ثقافة عالمية خالصة.

ومن هنا فإن هذه المرحلة .. مرحلة الضعف والتخلف التي يمر بها العالم الإسلامي هي مرحلة عارضة وليست تطوراً طبيعياً، وقد مرت هذه الأمة مرات من قبل بمثل هذه الأزمة في مواجهة التتار والصليبيين والفرنجة شرقاً وغرباً عندما اجتمعت عليها كل القوى لاحتوائها وتدميرها. ولكنها كانت تعرف أن الإسلام سيستردها ويبتعثها مرة أخرى من تخلفها إذا ما رجعت إليه والتمسته منهجاً لحياتها ومنطلقاً لوجودها ولقد اعترف الفكر الغربي في العقود الأخيرة بمجموعة من الحقائق لصالح الإسلام:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير