تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أولاً: اعترف بأن أول التاريخ الحديث هو ظهور الإسلام وليس سقوط الدولة الرومانية.

ثانياً: اعترف بعطاء حضارة الإسلام للبشرية:

1ـ المنهج التجريبي.

2ـ منهج المعرفة ذي الجناحين.

3ـ قوانين قيام الأمم والحضارات وسقوطها.

ثالثاً: دخول الإسلام أوروبا سلماً وامتداده إلى أمريكا واستراليا وتقديم منهج الإسلام في صورة مجتمع جديد.

ولقد عاش المسلمون حياتهم خلال أربعة عشر قرناً بين عامل الاستجابة والتفريط متطلعين إلى المثل الأعلى الذي رسمه القرآن وطبقه الرسول الكريم وفي محاولة لإقامة منهج الله تبارك وتعالى على الأرض ولكن تجربتهم البشرية كانت تصيب وتخطئ وتسدد وجهتها أو تنحرف وكان إغراء عدوهم لهم بمتاع الحياة الدنيا وزخرفها يخرجهم من الصمود فيأمنوا عدوهم، وقد كانت القوى الخارجية لا تغفل عنهم فقد ولد الإسلام في قلب التحدي من خلال مخططات معدّة تطمع في تدميره والقضاء على أهله وقد أنذرهم القرآن الكريم وحذرهم في أكثر من موضع عن أن يأمنوا في مواجهة التحديات أو أن يتخذوا بطانة من دونهم أو أن يغفلوا عن ثغورهم ومقدراتهم، وفي أكثر من موقف خلال تاريخهم كان العدو قادراً على اقتحام ثغورهم وتدمير قواهم وتفريق وحدتهم.

(وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً) (النساء الآية102) (وَخُذُوا حِذْرَكُمْ).

ولقد عمل المسلمون على إقامة مجتمعهم الرباني وحشدوا في سبيل ذلك قواهم ومقدراتهم ولكن التجربة كانت في حاجة إلى الصمود والثبات في وجه الأحداث ولكن المسلمين سرعان ما كانوا يغفلون ويأمنون فتجتاحهم الأخطار وتستولي على ما في أيديهم ولم يكن العيب في هذا راجع إلى المنهج فقد كان المنهج سليماً ربانياً محذراً من الترف والأمن الخادع ومطالباً بالإعداد والحشد والقدرة على الردع والمواجهة والاخشوشان ولو وعي المسلمون مقولة الرسول صلى الله علي وسلم من أن جند المسلمين في هذه المنطقة هم في رباك إلى يوم القيامة لعلموا أنهم يجب أن يحتشدوا ويرابطوا ويكونوا دائماً على تعبئة كاملة.

ولو علم المسلمون من ميراثهم الخالد (القرآن والسنة) أن التماسهم منهج الله تبارك وتعالى هو دائماً المخرج من الأزمات الكبرى التي تتجمع فيها قوى الخصم لتجتاحهم، وتحاول صهرهم في بوتقة الأممية وأن الإيمان ولاستشهاد وبيع الأنفس لله تبارك وتعالى هو المعادل الحقيقي لقوة العدو والمحتشدة، لو علموا ذلك لالتقوا على وحدة الكلمة.

وتكشف صفحات التاريخ الإسلامي عن هذه الحقائق في بيان ناصع وتعلن في صدق واضح: أن الأزمات تأتي نتيجة تفريط المسلمين في القوة والاستسلام إلى التحلل واللذات العاجلة والترف وعندها يحتشد العدو ليضرب ضربته الفاصلة كما حدث في سقوط بغداد وسقوط غرناطة وسقوط القدس في الأخير. وهناك عدة أشياء غائبة عن المسلمين أهمها:

العودة إلى العزائم والتماس أسباب التمكين وامتلاك أدوات التقدم وتصحيح كثير من الأوضاع الاجتماعية التي دفعتهم إلى الحضارة الغربية وهي التطلع إلى الترف والمادة والتماس مصادر الحرام والنزوع إلى الإسراف في المتعة المادية وتجاهل الخطر المحدق الذي يعمل على احتواء المسلمين ومحاصرتهم والحيلولة دون تمكينهم من امتلاك إرادتهم وبناء مجتمعهم الرباني وتوجيه ثرواتهم نحو بناء قوة اقتصادية إسلامية تكفل لهم استغلال مواردهم فيستقل قرارهم ولا يكونوا خاضعين لمن يفرض عليهم وجهتهم ولا يتأتى هذا إلا بالعمل على إقامة وحدة جامعة بين كل العناصر الإسلامية: عربية وفارسية وتركية وهندية تستمد مقوماتها من المنهج الإسلامي الذي يجمع ولا يفرق. كذلك فالمسلمون في حاجة إلى تأكيد الهوية الإسلامية الجامعة بين الهويات القومية والوطنية في دائرتها الكبرى حتى لا يحد خصوم الإسلام ثغرة ينفذون منها وليأخذوا من التاريخ الطويل عبرة وعظة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير