تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وتستطرد لتقول: مؤخرا عرفت أن هذه الفتاة هي أسماء، التي نشرتم قصتها والتي أخبرت والدتها بعد أن تركت المنزل أنها تنصرت وتقوم بتنصير الفتيات المسلمات. كانت تشجعني وتعدني بأنها ستوفر لي المكان الذي أعيش فيه، وكان تعلقي بأسرتي ووالدي يمنعني من اتخاذ هذه الخطوة، ولكن استمرار حديثي معها وما دبرته مع باقي المجموعة من الإلحاح عليَّ لدفعي لترك المنزل حتي أنهم كانوا يستشهدون بآيات من الانجيل لتشجيعي علي هذه الخطوة مثل "من أحب أبا أو أما أكثر مني فلا يستحقني".

واتخذت القرار في نوفمبر 2004، ودون أن أخبر أحدا بهذه الخطوة قبل أن أقوم بها. وبمجرد خروجي اتصلتُ ببنت السامرية لأخبرها أنني تركت المنزل وأريد أن أعيش معها فقالت لي إن ظروفها لا تسمح في الوقت الحالي باستضافتي. فاتصلت بأحد خدام الكنيسة الذي كنت قد تعرفت عليه أيضا من خلال النت، فاستأجر لي شقة بحلوان لأعيش بها بمفردي لفترة حيث إنني خرجت وبحوزتي مبلغ كبير من المال. اتصلت بمعارفي من القساوسة الذين كنت قد تعرفت عليهم وتلقيت منهم الاهتمام والرعاية المادية والمعنوية، وتبادلت معهم الزيارات هم وأسرهم في منازلهم وفي الكنائس. وتعرفت من خلالهم علي عدد من الفتيات المتنصرات. ونصحني أحد الآباء الكهنة أنا ومجموعة من هؤلاء الفتيات، وعددهن أربع، باستئجار شقة كبيرة نعيش فيها سويا. وكنت أقمت فترة عند أحد القساوسة. وبالفعل استأجرنا شقة في المقطم. وكان هؤلاء القساوسة وزوجاتهم يزوروننا باستمرار للحديث في الدين والصلاة.

سألنا زينب عن فكرة السفر للخارج، وهل شجعها أحد عليها؟ فأكدت أن الفكرة كانت مرفوضة بالنسبة لها علي الرغم من أن كثيرا من أصدقائنا الذين سافروا أكدوا لها أن الحياة في مصر غير آمنة وأن حياتهم بالخارج أفضل. وتقول: كنت أرى أن السفر هروب، وأنني تركت المنزل لأبحث عن الله. وإن كانت هناك بعض الصعاب فلابد أن أتحملها.

فسألناها عن الخطاب الذي وصل لوالدها بخط يدها من الخارج،

فأجابت أنها كانت تريد أن تتصل بأسرتها بأي شكل لتطمئنهم عليها. ولكن لصعوبة ذلك ولخوفها من أن يكتشف والدها مكانها قررت أن ترسل الخطاب إلي إحدى صديقاتها في فرنسا داخل مظروفين لتقوم هذه الصديقة بإرسال الخطاب من الخارج لوالدها.

وتكمل زينب: كنت عن طريق البال توك قد تعرفت علي سيدة مسيحية اسمها شيرين وقابلتها أكثر من مرة هي وزوجها. وكانت هي حلقة الوصل بيني وبين زكريا بطرس والمجموعة بالخارج حيث لم يكن بإمكاني الاتصال بهم فلم يكن لدي كمبيوتر أو موبايل. وقد أعطتني شيرين أسماء بعض الآباء الكهنة الذين سيقدمون لي المساعدة، وبعدها انشغلت عني. وكانت جريدة "الأسبوع"وقتها قد نشرت موضوعا عني فامتنعتُ عن الاتصال بأحد منهم حتي لا ينكشف أمري. وفي يوم شم النسيم ذهبت مع صديقاتي إلي أديرة وادي النطرون، وهناك قمت بدق الصليب في دير مارجرجس الخطاطبة.

أما عن التعميد فتقول زينب: نصحني أحد المعاونين لزكريا بطرس بالتوجه إلي أحد القساوسة من آباء الكنيسة الإنجيلية والذي قام بتعميد عدد من الفتيات المتنصرات من صديقاتي وغيرهن، وله نشاط واضح في التنصير. وهو قمص بكنيسة مشهورة بوسط القاهرة واسمه (م. ع). ولكن ولأنني ذهبت إليه وطلبت مقابلته بمفردي رفض مقابلتي لشكه في أنني مدسوسة عليه من الأمن. وبعدها عرفتني زميلاتي بأحد القساوسة المشهورين بالكنيسة الأرثوذكسية (الكاتدرائية)، وهو القمص (م. ي). وقد قام بتعميد عدد منهن، وهو الذي أطلق عليَّ اسم كريستينا وأخذ يعطيني الدروس والكتب. وكان علي وشك تعميدي، وأعطاني موعدا لذلك، ولكن في ذلك الوقت تم القبض علي أحد أصدقائي المتنصرين وزوجته فتراجعت تماما عن مقابلته.

وعندما سألنا زينب عن إحساسها بأسرتها خلال تلك الفترة تنهدت وامتلأت عيناها بالدموع وقالت: كان يملؤني الحنين والشوق لأبي وأمي وإخوتي، وفكرت في الرجوع أكثر من مرة، ولكن حديث صديقاتي حول حد الردة وأن أهلي سوف يقتلونني إذا ما عدت إليهم كان يمنعني.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير