وقد حذرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من سؤال أهل الكتاب،فعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -:لاَ تَسْأَلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ عَنْ شَيْءٍ، فَإِنَّهُمْ لَنْ يَهْدُوكُمْ، وَقَدْ ضَلُّوا، فَإِنَّكُمْ إِمَّا أَنْ
تُصَدِّقُوا بِبَاطِلٍ، أَوْ تُكَذِّبُوا بِحَقٍّ، فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ مُوسَى حَيًّا بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ، مَا حَلَّ لَهُ إِلاَّ أَنْ يَتَّبِعَنِي. (2)
وعَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: تَسْأَلُونَ أَهْلَ الْكِتَابِ عَنْ كُتُبِهِمْ وَعَندَكُمْ كِتَابُ اللهِ أَقْرَبُ الْكُتُبِ عَهْدًا بِاللَّهِ تَقْرَؤُونَهُ مَحْضًا لَمْ يَشُبْ. (3)
وعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: لاَ تَسْأَلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ عَنْ شَيْءٍ فَتُكَذِّبُوا بِحَقٍّ، أَوْ تُصَدِّقُوا بِبَاطِلٍ، فَإِنَّهُمْ لَنْ يَهْدُوكُمْ وَيَضِلُّونَ أَنْفُسَهُمْ، وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْهُمْ إلاَّ فِي قَلْبِهِ تَالِيَةٌ تَدْعُوهُ إلَى دَيْنِهِ كَتَالِيَةِ الْمَالِ. (4)
أما آن لهذه الأمة أن تصحو من هذا السهاد؟!!.
هذا وقد انتبه عدد من المخلصين والغيورين على دينهم من أبناء هذه الأمة، لهذا الخطر المحدق بنا، فألَّفوا عددا جيدا من الكتب والأبحاث التي تعطينا البديل الإسلامي الصحيح، القادر على إنقاذ هذه الأمة مما ألمَّ بها، والأخذ بيدها صعدا نحو مدارج الكمال.
فإذا أخذنا بهذا المنهج فإننا نغدو خير أمة أخرجت للناس، كما قال تعالى: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ .. } (110) سورة آل عمران.
ونقود البشرية من جديد نحو برِّ الأمان بعد أن غاصت إلى الركب بالدماء والأشلاء.
والله تعالى يخاطبنا بقوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} (24) سورة الأنفال
يا أيها الذين صدِّقوا بالله ربًا وبمحمد نبيًا ورسولا استجيبوا لله وللرسول بالطاعة إذا دعاكم لما يحييكم من الحق، ففي الاستجابة إصلاح حياتكم في الدنيا والآخرة، واعلموا -أيها المؤمنون- أن الله تعالى هو المتصرف في جميع الأشياء، والقادر على أن يحول بين الإنسان وما يشتهيه قلبه، فهو سبحانه الذي ينبغي أن يستجاب له إذا دعاكم; إذ بيده ملكوت كل شيء، واعلموا أنكم تُجمعون ليوم لا ريب فيه، فيجازي كلا بما يستحق (5).
وفي هذا الكتاب قد تطرقت للأمور التالية:
الباب الأول= حول تعريف التربية وأهميتها، وفيه مباحث:
المبحث الأول-مفهوم التربية في الإسلام
المبحث الثاني-أهداف التربية الإسلامية ومقاصدها
المبحث الثالث-ميزات التربية الإسلامية
المبحث الرابع-سمات التربية الإسلامية
الباب الثاني= أصول التربية الإسلامية، وفيه مباحث:
المبحث الأول-البناء العقائدي
المطلب الأول: أهمية مرحلة الطفولة في غرس العقيدة
المطلب الثاني: أسس غرس أركان الإيمان في الأطفال
المطلب الثالث: ترسيخ حب النبي - صلى الله عليه وسلم- وحب آل بيته وصحبه.
المطلب الرابع: الإيمان بالملائكة
المطلب الخامس: الإيمان بالكتب السماوية
المطلب السادس: الإيمان بالرسل عليهم السلام
المطلب السابع: الإيمان باليوم الآخر
المطلب الثامن: الإيمان بالقدر خيره وشره
المطلب التاسع: تعليم الطفل القرآن والسنَّة النبوية المطهرة
المطلب العاشر: الثبات على العقيدة والتضحية من أجلها
المطلب الحادي عشر - تعريفه أول ما يعقل أحكام الحلال والحرام
المبحث الثاني-البناء العبادي
المطلب الأول: تكامل العقيدة مع العبادة في تربية الطفل
المطلب الثاني: الصلاة
المطلب الثالث: الصيام وبيان حكمه على الطفل وأثره عليه
المطلب الرابع: الزكاة
المطلب الخامس: الحج
المبحث الثالث-البناء الأخلاقي
المطلب الأول: خلُق تأديب الأطفال
المطلب الثاني: أنواع الأخلاق النبوية للأطفال
المطلب الثالث -التحذير من الأخلاق الهابطة
المطلب الرابع: أنواع الآداب النبوية للأطفال
المطلب الرابع - المبادئ الصحيحة في تربية الولد على الخلق القويم، والشخصية الإسلامية المتميزة
¥