تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أَيْ لَمْ تَخُنْهُ أَبَدًا وَحَوَّاء بِالْمَدِّ. رُوِّينَا عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ: سُمِّيَتْ حَوَّاء لِأَنَّهَا أُمّ كُلّ حَيّ. قِيلَ: إِنَّهَا وَلَدَتْ لِآدَم أَرْبَعِينَ وَلَدًا فِي عِشْرِينَ بَطْنًا فِي كُلّ بَطْن ذَكَر وَأُنْثَى.

وَاخْتَلَفُوا: مَتَى خُلِقَتْ مِنْ ضِلْع آدَم؟ فَقِيلَ: قَبْل دُخُوله الْجَنَّة فَدَخَلَاهَا، وَقِيلَ: فِي الْجَنَّة. قَالَ الْقَاضِي: وَمَعْنَى هَذَا الْحَدِيث أَنَّهَا أُمّ بَنَات آدَم فَأَشْبَهْنَهَا وَنُزِعَ الْعِرْق لِمَا جَرَى فِي قِصَّة الشَّجَرَة مَعَ إِبْلِيس فَزَيَّنَ لَهَا أَكْل الشَّجَرَة فَأَغْوَاهَا فَأَخْبَرْت آدَم بِالشَّجَرَةِ فَأَكَلَ مِنْهَا " اهـ.

* قال الحافظ ابن حجر العسقلاني: " قوله (لم تخن أنثى زوجها) فيه إشارة إلى ما وقع من حواء في تزيينها لآدم الأكل من الشجرة حتى وقع في ذلك فمعنى خيانتها أنها قبلت ما زين لها إبليس حتى زينته لآدم ولما كانت هي أم بنات آدم أشبهها بالولادة ونزع العرق فلا تكاد امرأة تسلم من خيانة زوجها بالفعل أو بالقول وليس المراد بالخيانة هنا ارتكاب الفواحش حاشا وكلا ولكن لما مالت إلى شهوة النفس من أكل الشجرة وحسنت ذلك لآدم عدَّ ذلك خيانة له وأما من جاء بعدها من النساء فخيانة كل واحدة منهن بحسبها وقريب من هذا حديث جحد آدم فجحدت ذريته وفي الحديث إشارة إلى تسلية الرجال فيما يقع لهم من نسائهم بما وقع من أمهن الكبرى وأن ذلك من طبعهن فلا يفرط في لوم من وقع منها شيء من غير قصد إليه أو على سبيل الندور وينبغي لهن أن لا يتمكن بهذا في الاسترسال في هذا النوع بل يضبطن أنفسهن ويجاهدن هواهن والله المستعان " اهـ

* قال السيوطي: " (لم تخن أنثى زوجها الدهر) أي أبدا لأنها ألجأت آدم إلى الأكل من الشجرة مطاوعة لعدوه إبليس وذلك خيانة له فنزع العرق في بناتها " اهـ.

* قال علي القاري: " (ولولا حواء) بالمد أي لولا خيانتها في مخالفتها لم تخن أنثى زوجها أي لم تخالفه الدهر أي أبدأ وكان الخيانة تحصل من العوج الذي في طينتها أو جباتها قال القاضي أي لولا أن حواء خانت آدم في إغرائه وتحريضه على مخالفة الأمر بتناول الشجرة وسنت هذه السنة لما سلكتها أنثى مع زوجها ا ه وقيل إن خيانتها أنها ذاقت الشجرة قبل آدم وكان قد نهاها ففوته حتى أكل منها وقيل خيانتها أنها أرسلها آدم لقطع الشجرة فقطعت سنبلتين وأدته واحدة وأخفته أخرى والله تعالى أعلم " اهـ

* قال المناوي: " (ولولا حواء) بالهمز ممدودا يعني ولولا خلق حواء مما هو أعوج أو لولا خيانة حواء لآدم في إغوائه وتحريضه على مخالفة الأمر بتناول الشجرة، قيل سميت حواء لأنها أم كل حي (لم تخن أنثى زوجها) لأنها أم النساء فأشبهنها ولولا أنها سنت هذه السنة لما سلكتها أنثى مع زوجها فإن البادي بالشئ كالسبب الحامل لغيره على الإتيان به فلما خانت سرت في بناتها الخيانة فقلما تسلم امرأة من خيانة زوجها بفعل أو قول وليس المراد بالخيانة الزنا حاشا وكلا لكن لما مالت إلى شهوة النفس من أكل الشجرة وزينت ذلك لآدم مطاوعة لعدوه إبليس عد ذلك خيانة له وأما من بعدها من النساء فخيانة كل واحدة منهن بحسبها وفيه إشارة إلى تسلية الرجال فيما يقع لهم من نسائهم لما وقع من أمهن الكبرى وأن ذلك من طبعهن والعرق دساس فلا يفرط في لوم من فرط منها شئ بغير قصد أو نادرا وينبغي لهن أن لا يتمسكن بهذا في الاسترسال على هذا النوع بل يضبطن أنفسهن ويجاهدن هواهن " اهـ

* قال محمد بهجة البيطار: " وأما خيانة حواء لزوجها فيما بدأت به و زينت له من الأكل من الشجرة المنهي عنها. فالخيانة اسم جنس شامل لجميع أنواعها، وتزيين حواء لآدم الأكل من هذه الشجرة الضارة هو نوع منها. ثم توسعت بنات حواء في الخيانة وارتكبن منها كل قبيح كما هي عادة البشر و طبيعة المجتمع في التفنن بكل نافع وضار على تراخي الزمن، وتجدد الشئون، واشتداد البواعث، وتولد المصالح و المفاسد، وتنوع البشر إلى غوى ورشيد، وانقسامهم إلى شقي وسعيد، وابتلائهم بسوء التربية وفساد العشرة والتقليد.

" وهل أنا إلا من غزية إن غوت غويت وإن ترشد غزية أرشد " انتهى.

... هذا والله أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.

ـ[عبدالمنان الأثري]ــــــــ[19 - 10 - 09, 10:40 ص]ـ

لو اعده أحد من الاخوة للشاملة

ـ[أبو معاذ السلفي المصري]ــــــــ[19 - 10 - 09, 11:16 ص]ـ

نرجو الكتاب مصورًا بصيغة pdf

ـ[الفاضل]ــــــــ[19 - 10 - 09, 07:13 م]ـ

الاخوة الاحبة اعدت تحميل الملف مرة ثانية فجربوه وادعوا لاخيكم

جزاك الله خيرا وبارك فيك

لم يعزّ الطلب علي إذ الكريم قد أجاب

نرجو إتمام الكتاب -مشكورا مأجورا-.

ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[19 - 10 - 09, 08:46 م]ـ

جزاك الله خيرا وبارك فيك

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير