تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

بارك الله فيك شيخ وليد، هذا أيضا من المراضع التي تحتاج إلى تحرير، فقد وردت أحاديث كثيرة (أكثر من أربعة عشر حديثا) في ذم ولد الزنا وأغلبها ضعيف، ولكن صحح جمع من العلماء بعض الأحاديث – كما سيأتي-

وممن ذكر نحوا مما ذكرتم: ابن القيم رحمه الله في المنار المنيف ولكنه ذكره بمعنى أخص وهو الاقتصار على تضعيف الأحاديث التي تقضي بعدم دخوله الجنة، فقال: (ومن ذلك أحاديث: لا يدخل الجنة ولد زنا، قال أبو الفرج ابن الجوزي:" وقد ورد في ذلك أحاديث ليس فيها شيء يصح وهي معارضة بقوله تعالى: (وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) "

قلت - القائل ابن القيم-: ليست معارضة بها إن صحت فإنه لم يحرم الجنة بفعل والديه بل لأن النطفة الخبيثة لا يتخلق منها طيب في الغالب ولا يدخل الجنة إلا نفس طيبة فإن كانت في هذا الجنس طيبة دخلت الجنة وكان الحديث من العام المخصوص

- وقد ورد في ذمه أنه شر الثلاثة وهو حديث حسن ومعناه صحيح بهذا الاعتبار فإن شر الأبوين عارض وهذا نطفة خبيثة فشره في أصله وشر الأبوين من فعلهما) اهـ من المنار المنيف لابن القيم ص/84 ط. الشيخ اليماني رحمه الله.

والحديث الذي ذكره ابن القيم رحمه الله رواه الإمام أحمد 2/ 311، وأبوداود (3963) والطحاوي في مشكل الآثار 1/ 267، والحاكم 2/ 214، والبيهقي في الكبرى 10/ 57 من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

وحسنه ابن القيم كما سبق، وصححه علي القاري في الأسرار المرفوعة ص/466، والشيخ أحمد شاكر رحمه الله في تعليقه على المسند 15/ 233 رقم 8084، والشيخ الألباني في الصحيحة (672)

وقد وردت شواهد أخرى للحديث عن عائشة وابن عباس وغيرهما، وفي بعضها تفسيرات وزيادات ولكنها ضعيفة لا تصح.

واختلفت توجيهات العلماء رحمهم الله لهذا الحديث وسأذكر أقوالهم إجمالا - وقد ذكرت تفصيل أقوالهم بأدلتهم في تحقيقي للمنار المنيف لابن القيم رحمه الله - فأقول في تأويل العلماء لهذا الحديث أقوال:

1 - أنه شرهم إذا عمل بعمل والديه.

2 - أنه محمول على إنسان بعينه.

3 - أنه شرهم أصلا وعنصرا.

4 - هو شرهم لأنهما يتوبان.

5 - أن أصله: (خير الثلاثة) فحوله الناس فقالوا الولد هو شر الثلاثة.

لذا يحسن بارك الله فيكم استثناء هذا الحديث كما فعل ابن القيم في المنار، ويتأكد الاستثناء في حقكم لأنكم صغتم القاعدة بصورة أعم مما ذكرها ابن القيم، هذا والله أعلم.

ـ[وليد بن راشد بن سعيدان]ــــــــ[21 - 10 - 09, 09:29 ص]ـ

أخي أبي عمرو .. لقد تمت مراجعة الموضع المذكور وتبين أنني أخطأت في التعميم، فأخطأت أنا وأصبت أنت بارك الله فيك، وسيتم التصحيح إن شاء الله تعالى، وفقك الله تعالى لكل خير، وزادك علما وتقى وغفر لوالديك وأسكنهم فسيح جناته، وجمعك بأحبابك في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر، ورحم الله امرءا دلني على الصواب فيما أخطأت فيه، فإن الصواب ضالة المؤمن، وإنني لأفرح بالنقد والتوجيه الهادف أعظم وأشد من فرحي بغيره ... وتوجيهك هذا ألذ على قلبي وكبدي من الماء البارد في رائعة النهار ... اللهم اغفر لأخي أبي عمرو واجزه عني خير الجزاء وعامله بعفوك وفضلك ومغفرتك وإحسانك، آمين ...

ـ[وليد بن راشد بن سعيدان]ــــــــ[21 - 10 - 09, 10:18 ص]ـ

الحمد لله وبعد:ــ أيها الإخوة، لقد نبهني أخي أبو عمرو على أن الكلية الثانية والأربعين لا يصلح فيها التعميم، وأن هناك أحاديث قد حسنها بعض أهل العلم، ولكنها لا تتلعق بمنع دخول ولد الزنا الجنة، ولكنها في بيان أنه شر الثلاثة، وقد راجعت الموضع المذكور، ونظرت في إحالات الشيخ أبي عمرو، ووجدت أنني أخطأت في التعميم، وكان الأصح أن يقال:ــ وكل حديث في منع دخول ولد الزنا الجنة فهو ضعيف، ولكنني غفلت عن تصحيح الحاكم له، وعن موافقة الذهبي له، وعن تصحيح العلامة الألباني له، رحم الله الجميع رحمة واسعة، وأجزل لهم الأجر والمثوبة، وبناء عليه فالأصح في هذه الكلية أن يقال (وكل حديث في منع دخول ولد الزنا الجنة فلا يصح) فليحرر الموضع، بارك الله في جهود أخينا أبي عمرو،

ـ[عبدالمنان الأثري]ــــــــ[21 - 10 - 09, 11:23 ص]ـ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير