الأصل في مثل هذا الاكتفاء بما سطره أهل الجرح والتعديل قديما، وكلامهم غاية في الإنصاف.
ولكن، صدرت في الآونة الأخيرة كتب ودراسات لبعض أهل السنة تبالغ في الدفاع عن الحجاج، حتى ترفعه فوق منزلته، وتتكلف في محو مخازيه.
فأدى ذلك إلى أمرين:
- أولهما: اختلاط الأمور عند بعض صغار طلبة العلم. فصاروا يُسوون بين الطعن في الحجاج، والطعن في معاوية وعمرو بن العاص رضي الله عنهما. وصاروا إذا رأوا من يذكر الحجاج بشر، صاحوا به من كل جانب، وكادوا يتهمونه بالرفض.
- والثاني: ضعف الموقف الحِجاجي أمام الروافض - أخزاهم الله - الذين يتهمون أهل السنة بأنهم مع الحكام دائما، ويرقعون لهم مساوئهم. وهم بذلك يكسبون كثيرا من العوام المتحمسين.
فإذا جاء السني يدافع عن الصحابي الجليل معاوية رضي الله عنه مثلا، قالوا: من كان يدافع عن طاغية مثل الحجاج، كيف يقبل قوله في الملوك والحكام؟ وبالتالي: دفاعك عن معاوية من جنس دفاعك عن الحجاج، كلاهما مردود لأنه قائم على أصلك في الترقيع للحكام.
ومثل هذه الحجج تنفق عند العوام كثيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد
فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فلقد قرأت كتاب ((الحجاج بن يوسف الثقفي المفترى عليه))!! رسالة دكتوراة لمحمد زيادة. وفيه من الطوام ما الله يعلمه ومن بينها تنقيصه للصحابي الجليل عبد الله بن الزبير بل في بعض المواضع جعل الحجاج أعقل وأقضل من عبد الله بن الزبير
ولا أدري كيف أخذ رسالة دكتوراه والله المستعان
ينبغي تذكر عدة أمور عند دراسة تاريخ الحجاج بخاصة:
1ـ أن الرجل كان سفاكاً مبيرا، بل قد نزَّل بعض السلف حديث رسول الله عليه الصلاة و السلام عن الثقفي المبير على الحجاج، فظلم الحجاج و اجترائه على الدماء لايختلف فيه اثنان.
2ـ نحلة الحجاج، فقد ذكروا أن الحجاج كان عثمانيا، و هذا المذهب يرى وجوب طاعة ولي الأمر حتى في المعصية، و هذه النحلة هي التي جرَّأت الحجاج على ما أقدم عليه من الفظائع.
3ـ أن الحجاج و إن كان ظالما مستبدا سفاكا، فقد كان عفيفا عما في أيدي الناس من الأموال، وقالوا لذلك أن الحجاج باع آخرته بدنيا غيره،أي عبدالملك بن مروان و ابنه الوليد، بل أن من أسباب شدة سطوته و استبداده حرصه على انتشار الأمن و ردع الخارجين على الدولة.
4ـ انة الحجاج كان يقاتل على عدة محاور:
ـ قتاله للخوارج.
ـ و قتالة لابن الاشعث و غيره من الخارجين على الخلافة.
ـ و فتحه لكثير من بالبلدان كخراسان العجم و السند و غيرها.
ـ و تتبعه لمن لم يبايع لولي الأمر.
ـ و غير ذلك من الشدائد.
ممّ*َا أدَّى به إلى تلك القسوة الفظيعة، لأن الأمر كان بالنسبة إليه مسألة حياة دولة أو موتِها.
5ـ أن الوضع حين انتدب عبدالملك الحجاج لأمارة تبالة ثم الحجاز كان مأساويا، فقد اجتمع في وقت واحد في موسم الحج اربع رايات لأربعة خلفاء، عبدالملك، و عبدالله بن الزبير، و الضحاك بن قيس الخارجي و المختار بن أبي عبيد.
أنا لا أدافع عن الحجاج، لكن ينبغي ألاَّ ندرس سيرته بمعزِلٍ عن الظروف التي عاش فيها و عاناها،
أولا: طلباً للانصاف.
ثانياً: لأن هناك عدة محاذير ينبغيالتفطن التنبه لها، اذكر منها أمرين:
1ـ أن من لا يطبق شرع الله من الحكام يجعلون من سيرة الحجاج ذريعة إلى
اقرار ما هم عليه من الجور، مع أن الحجاج بالنسبة إليهم سماء.
2ـ بعض القنوات العربية جعلت من سيرة الحجاج مدخلاً إلى تشويه تاريخ السلف الصالح و عصر التابعين فقاموا بانتاج مسلسل تاريخي عن الحجاج ليصموه فيه بكل سوء و شر.
، ثم ترقَّو إلى الصحابة، فتدرج بهم الامر إلى مسلسل عن سبف الله المسلول ملؤوه بالدس في سيرة هذا الصحابي الجليل بكثير من مفتريات الرافضة قبحهم الله.
فينبغي ألاَّ ننجرَّ إلى هذا المزلق دون قصد، لأن الأمر ممرحَل و ممنهَج.
و الليلي من الزمان حُبالى .............. مثقَلاتٍ يلدن كلَّ عجيب
للمزيد أنظر ما يلي:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=59186
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[13 - 04 - 10, 09:00 م]ـ
هما كتابان بنفس العنوان ولم أعلم الأخ أيهما يقصد
1 - الحجاج بن يوسف الثقفي المفترى عليه , للدكتور محمد زيادة
2 - الحجاج المفترى عليه للدكتور إحسان صدقي العمد
قرأت الكتاب الكتاب الأول وهو جيد وإن كانت عليه بعض المؤاخذات. لكني أبحث عن الكتاب الثاني إذ لم أجده في المكتبات