ومن هذا المنطلق كان الغلو في هذه الأمور خطأ كبيرا ولأن ديننا قوي الحجة لا يحتاج لمثل هذه الأشياء لإثباته .. فلو أراد المرء أن يتفكر فأمامه كون فسيح يشهد لهذا الدين بل أمامه نفسه قبل كل شيء فهذه حجة قوية لكل معترض تردعه عن اعتراضه إلا أن يكون جاهلا أو متكبرا عاتيا
وأما تلك الصور فهي ظواهر عادية تستحدث كل يوم بل كل دقيقة فلم يكن رسمها ذلك الدليل القوي
ولأن قوي الحجة يحتج بدليل قوي كقوة حجتهم وظهورها أما هؤلاء فكأنما يستدلون بلا دليل ولو أنهم جعلوا تحريك وتسيير السحاب في السماء – على سبيل المثال – آية لكانت حجتهم قوية فهذه لا يعترض عليها إلا جاهل لأن السحاب ما كان ليتشكل ويتحرك إلا وهناك من يسيره ويقدر حركته وهو سبحانه يجعله بشتى الأشكال والأحجام
أما أن يجعل شكل السحاب معجزة إلهية فهذا ما أنزل الله به من سلطان فلو قلنا بذلك وقدر الله لسحابة أن تكون قريبة من شكل النار مثلا فهل ننقلب إلى عبادتها من دون الله؟؟!!!
فهؤلاء كأنما يقولون بذلك وهم لا يعلمون
وربنا الرحمن المستعان على ما تصفون
وقد قال سيد قطب رحمه الله:
(لا يجوز أن نعلق الحقائق النهائية التي يذكرها القرآن أحيانا عن الكون في طريقه لإنشاء التصور الصحيح لطبيعة الوجود وارتباطه بخالقه , وطبيعة التناسق بين أجزائه. . لا يجوز أن نعلق هذه الحقائق النهائية التي يذكرها القرآن , بفروض العقل البشري ونظرياته , ولا حتى بما يسميه "حقائق علمية " مما ينتهي إليه بطريق التجربة القاطعة في نظره. إن الحقائق القرآنية حقائق نهائية قاطعة مطلقة. أما ما يصل إليه البحث الإنساني - أيا كانت الأدوات المتاحة له - فهي حقائق غير نهائية ولا قاطعة ; وهي مقيدة بحدود تجاربه وظروف هذه التجارب وأدواتها .. فَمِن الخطأ المنهجي - بحكم المنهج العلمي الإنساني ذاته - أن نُعَلِّق الحقائق النهائية القرآنية بحقائق غير نهائية. وهي كل ما يصل إليه العلم البشري. اهـ.)
وقد قال أيضا في تفسيره لآية الخامسة من سورة الزمر: " ( .. يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل .. )
وهو تعبير عجيب يقسر الناظر فيه قسراً على الالتفات إلى ما كشف حديثاً عن كروية الأرض ومع أنني في هذه الظلال حريص على ألا أحمل القرآن على النظريات التي يكشفها الإنسان , لأنها نظريات تخطى ء وتصيب , وتثبت اليوم وتبطل غداً. والقرآن حق ثابت يحمل آية صدقه في ذاته , ولا يستمدها من موافقة أو مخالفة لما يكشفه البشر الضعاف المهازيل! "
وأما سخرية أهل الكفر منا فهي تتجلى في غباء بعضنا إلا من رحم ربي والبقية هنا:
http://www.tkroni.com/up/store/tkroni_UXjLvIvwFg.jpg (http://www.tkroni.com/up/store/tkroni_UXjLvIvwFg.jpg)
ثانيا: -
ومن بين هذه الصور ما يصور فيه الشمس والقمر بحالات معينة – بعضها فيه شيء من التزوير والتلاعب –
ويستشهد صاحب هذه الصور بآيات قرآنية عدة تتناسب مع الصورة - في نظره -
وحين تعود للآية تجدها تتحدث عن يوم القيامة فتعلم أن هؤلاء يزورون حقائق كونية أو يضعون الكلم في غير مواضعه
لترويج صور عديدة أو كسب ود الناس ونشر الإعلانات المختلفة وكل هذا تحت مسمى التورُّع
فكيف يزور هؤلاء حقائق يوم القيامة ويجعلونها حقائق دنيوية لتلبية مقاصد معينة
ومن المعلوم أنه من أراد أن يستشهد بشيء فيجب أن يكون صوابا لا يشوبه شيء
فإن شابه شيء من تزوير أو كذب بطل الدليل مما يؤدي أحيانا إلى بطلان المستدل له وحاشى ديننا من ذلك
وآيات الكون كثيرة .. ألم يحلوا لهم إلا الاستشهاد بآيات يوم القيامة لصور فيها شيء من التزوير أحيانا – ولا أقول دائما حتى لا نكون قد ظلمناهم
فمن يعلم بهذا الأمر يحتج عليه – وأقصد بذلك أهل الكفر – فيقول بأن ديننا مبني على تزوير حاشاه من ذلك
وقد أوقع صاحب هذا الفعل نفسه في موقف لا يحسد عليه وهو يريد الخير وكم من مريد للخير لا يصيبه
فالصدق مطلوب وديننا ظاهر الحجة والدليل ويرفض التزوير وتلوين الكلام ليناسب أهواء الناس فهو قائم على حق ظاهر جلي لا يشوبه غبش ولا ظلمة ومن لم ير هذا الحق فقد طمس على قلبه فلم يفقه شيئا
فهل الذي لم يفهم – أو بالأحرى تكبر وعاند – من دليل واضح جلي أمام مرأى عينه هل يا ترى سيخضع لدليل مكذوب لم يره البتة بل جاءته بعض صور عنه
¥