والحمد لله الذي أنعم علينا بكثرة الأدلة الظاهرة الجلية وأسأله سبحانه أن يجعلنا من أهل الحق الذين لا يزورون في الحقائق شيئا
ومثلها في عجالة:
1 - صورة انشقاق السماء كأنها وردة كالدهان:
وهذا ظاهر ولا يحتاج لتبيين لأن ذلك لا يحصل إلا يوم القيامة وما أسلفنا يكفي ويزيد
2 – صورة " كانتا رتقا ":
ولعلي أبين الخطأ فيها
وهي صورة للآية: (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ) [الأنبياء: 30].
فالتفاسير تقول بأن السماء والأرض كانتا ملتصقتين
فلا السماء تنزل مطرا ولا الأرض تنبت زرعا
ففتق الله بينها فجعل السماوات سبعا وأنزل المطر وأنبت الزرع
ولا يوجد دليل على كون هذا الفتق قد حدث بانفجار!
وإن كان كذلك فالله تبارك وتعالى قد فتقها قبل آلاف آلاف الأعوام
فهل كانت هناك آلات تصوير لتأتي لنا بهذه الصورة؟!
وهذه الصورة كغيرها مما يستخف بها أهل الكفر بأهل الإسلام
ولا حول ولا قوة إلا بالله
ونظير ذلك من هذه الصور
ثالثا: -
وأما هؤلاء الذين غيروا مقصد الشريعة في علم الأسماء والصفات فالله المستعان على ما يقولون
إذ يقولون بأن التلفظ بأسماء الله تعالى يعطيك طاقة شفائية
ويعطيك شحنات لا أدري نوعيتها تعالج الأمراض مستدلين بآية من القرآن قد حرفوا كلمها عن موضعه {الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} الرعد28
وبالرجوع إلى تفسير الآية:
حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ: ثَنَا يَزِيد , قَالَ: ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَوْله: {وَتَطْمَئِنّ قُلُوبهمْ بِذِكْرِ اللَّه} يَقُول:
سَكَنَتْ إِلَى ذِكْر اللَّه وَاسْتَأْنَسَتْ بِهِ.
أي أنه اطمئنان نفسي داخلي وليس معنويا
والمشروع في ذكر الله أو أسمائه عامة أن ندعوه بها
{وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} الأعراف 180
وقد حذرنا الله عز وجل من الحيدة عن أصل أسمائه - وهو الدعاء بها - إلى الإلحاد فيها
وهؤلاء الذين يدّعون الإعجاز العلمي ويغلون فيه
وصل بهم التكلف إلى الإلحاد بأسماء الله تعالى
حتى جعلوا ذكر الله شفاء للجسم لا شفاء للنفس والقلب؟؟!!
فبأي دليل يقولون هذا الكلام
ومن المعلوم في شرعنا أنه لا يجوز مشروعية شيء إلا بدليل من الدين
وهؤلاء يقولون ما لم ينزل به الله من سلطان ويلحدون في أسمائه
بل هو قول على الله بغير علم
قال الشيخ حامد بن عبد الله العلي في اقتباس لرده على مثل هذه الأمور: (( ... ولو كانت هذه الخصائص المزعومة بغير دليل، من العلم النافع الذي يعرف به أثر هذه الأسماء الحسنى، لما ترك النبي صلى الله عليه وسلم دلالة أمته عليه، فقد دلها على كثير من المنافع المؤثرة في التداوي في بعض السور والآيات، وبعض الأذكار والكلمات، وبعض الأدولة والنباتات، ولم يذكر شيئا عن أثر أسماء الله الحسنى، فكيف توصل هؤلاء على معرفة ما لم يعرفه النبي صلى الله عليه وسلم عن أسماء الرب سبحانه، وهو أعلم الخلق بالله تعالى؟! ... ))
فهذا غلو كبير يؤدي إلى الهلاك دون أن يعلم صاحبه
إذ هو يجزم بأن دعاءه لله بالاسم الفلاني سيشفيه من المرض الفلاني فمن أين أتى بذلك الجزم وكيف يقول على الله ما ليس له به علم وهل ينزل عليه وحي من الله ليقر بما أقره
أم أنه متبع لهواه يريد أن يكسب بما يقول ود الناس أو يقربهم من الدين وما هو بمقربهم من الدين ما يقول
بل منفرهم ومبعدهم لأنهم وجدوا كلامه كذبا وبهتانا وزورا
وإن شئت فقل إنه يعلمهم التواكل وعدم الأخذ بالأسباب لأنهم لو كانوا قد عقلوا آيات الله وأحاديث نبيه صلى الله عليه وسلم لما انحرفوا عنها إلى كلام الجهلاء أمثال الذين يقولون بأدعية غير ثابتة في السنة
ولأخذوا بأسباب الشفاء وأدعية الرقية وتوكلوا على الله
ولكن أمتنا واأسفاه تقبل غث القول وسمينه
وليحذر الإخوة من مثل تلك الأمور
التي تحسبها الأمة هينا وهو عند الله عظيم
ولست بذلك أقول ببطلان الدعاء بها .. فنرجو الانتباه بارك الله فيكم
¥