تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فالذي أتحدث عنه هو ما يفعله عوام الصوفية مثل هذه الجملة: ((يا رحيم يا رحيم يا رحيم ... ))

أو ((الله الله الله .. ))

فهذا هو مقصدي من الكلام وأما أصل التشريع وهو الدعاء بها وهو الوارد في شرع الله تعالى

كأن يقول: (يا رحمن ارحمني , أو يا شافي اشفني .. ) ونحو ذلك

فهذا أمر مشروع بل قد حببنا النبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء وأمرنا به وأخبرنا بأن الله يحب العبد الذي يلح في الدعاء

وهنا لمن أراد الاستزادة في شأن هذه المسألة:

http://www.khayma.com/da3wah/50.html (http://www.khayma.com/da3wah/50.html)

رابعا: -

" اسم الله في كل اللغات ثلاثة أحرف "

وهذا الذي لا يرى فيه شيء إلا التكلف الزائد عن حده

إذ نحن نكتب الله بالإنجليزية Allah

لأنه اسم علم وأسماء العلم لا تحرف

كأن نقول أحمد = Ahmed

فكلمة الله = Allah

وليس كما هو مذكور

والصواب في هذا الأمر التالي:

أولا وهو المهم: أن اسم الله عز وجل في اللغة العربية ليس ثلاثة حروف وهذه أكبر حجة

ثم إن الله تعالى علوا كبيرا له أسماء كثيرة فهل كلها ثلاثة حروف؟

ثانيا وهو الأهم: لو قلنا بهذا الكلام فهو حجة علينا لا لنا ولا أبالغ إن قلت أنه قد يدخل في كونه افتراء على الله تعالى

ففلان مثلا اسمه في كل اللغات له نفس عدد الحروف

فهل هو 000 عياذا بالله تعالى علوا كبيرا عما يشرك به الظالمون

وهذا قد يجعل النصارى يحتجون بقولهم عيسى أو يسوع أو روح القدس له نفس عدد الأحرف إذا هو إله .. !!

ثالثا وهو أهم من المهم: أن عدد الحروف ليس مقياسا للربوبية أو العبودية وحقائق العلم ليست قطعية الثبوت فلو اتبعنا جهلاء هذه الأمة في كل نقطة فلا أستبعد أن يخرجوا لنا بقول يقول أن الشخص الذي عدد حروف اسمه أكثر فهو أكثر تقى عند الله؟ وهذا غير مستبعد فماداموا قد اعتدوا على اسم الله – تعالى علوا كبيرا عن ذلك – فسيعتدون على أسماء كثيرة غيره

وبعض الجهلاء جعل عدد أحرف الاسم مقياسا للذكاء والغباء

بل هو جاهل قليل علم لا يفقه من أمره شيئا ولم يعرف المقياس الحقيقي فجاء يدعي العلم بمقياس فاسد

فهل عدد الحروف أصبح مقياس ربوبية أو ألوهية أو ما دون ذلك من الأمور .. ألا هزلت!!

ثم حتى لو كان كذلك فديننا ليس بحاجة لإثباتات وتأكيدات

لقوله تعالى: " الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً " المائدة 3

فالدين قد اكتمل في حجة الوداع كما بينا سالفا

والله تعالى أمرنا بالتفكر في الكون لنعلم أنه إله حق وأنه دين حق وأنه رسول حق

وما يقوم به الناس من تكلف وابتداع هي أشياء ما أنزل الله بها من سلطان

خامسا: -

وخرج لنا ممن يدعي العلم من يقول لك: إذا قرأت القرآن على الزرع فإن محصوله يزداد!! ونظير ذلك من هذه الأقوال الجاهلة

فهل هذا كلام عاقل وهل لهذا القرآن نزل أم هل نسينا قضاء الله وقدره في هذه الأمور

ولو قلنا بأن أحدهم صغّر عقله وفعل ذلك بناء على جهل منه بمثل هذه الأمور وقدر الله للمحصول أن يكون قليلا

فإن كان من الجهلاء ضعاف الإيمان فسيقول قد فعلت ولم يزدد المحصول فيشككه الشيطان بدينه فيكثر شك نفسه وينسى أنه جاهل يأخذ غث القول وسمينه ولا يحكّم عقله

وينسى أنها أشياء ما نزل بها سلطان لا في كتاب ولا في سنة

ولا أمر الله بها وحيا ليوحي إلى رسول

وليس لهذا نزل القرآن وليست هذه حجة يستدل بها على صدقه

فهل نسينا تدبر القرآن وفهم معانيه وإعجازه

وحدنا عنه إلى اتباع الهوى والعقل ثم جعلها أمورا دينية

وقد قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: " لو كان الدين بالعقل لكان مسح باطن الخف أولى من ظاهره "

بل أضف إلى ذلك أن هذا ليس كلاما عن عقل بل هو كلام تكلف وغلو لابتداع أساليب تعبدية جديدة

ونسينا أو تجاهلنا أن القرآن مصدر التشريع الأول والسنة مصدره الثاني ثم إجماع فقياس فاجتهاد

وليس فيها كلها شيء مما يقوله هؤلاء وبعضهم يظن نفسه على خير ويحسب أنه يفعل خيرا وفعله مبني على جهل بأمور الدين والتشريع الإسلامي

والتكلف في الأمور يؤدي إلى الهلاك لا إلى النجاة

ولو كان في الأمر خير لسبقنا إليه خير صحبة لخير نبي

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير