أيها المسلمون، أدوا الصلاة المفروضة فإنها عمود الإسلام، والفارق بين الكفر والإيمان، احذروا الوقوع في المعاصي، أدوا زكاة أموالكم، صوموا شهركم، وحجوا بيت ربكم، ولا تبخسوا الناس أشياءهم، أطعموا الطعام، وأفشوا السلام، وأطيبوا الكلام، وصِلوا الأرحام، وبروا الوالدين.
واحذروا الربا والزنا وقتل النفس والمسكرات, والمخدرات، فإن وبالها عظيم, وشرها مستديم, تقود إلى الجريمة بشتى صورها. احذروا الرشوة وقول الزور وشهادة الزور والغش والخديعة والغدر والخيانة والغيبة والنميمة والبهتان والحقد والشحناء والحسد والبغضاء. وتحلوا بخلق الأنبياء والصالحين, تحلوا بالصدق والصبر والأمانة والوفاء وحسن التعامل وسلامة الصدر فيما بينكم. توبوا إلى الله من جميع ذنوبكم, وابدؤوا صفحة جديدة ملؤها الأعمال الصالحة، تذكروا باجتماعكم هذا اجتماعَكم يوم العرض على قيوم السماوات والأرض, يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
يا نساء المسلمين، اتقين الله تعالى في واجباتكن التي أمركن الله بها، أحسِنَّ إلى أولادكن بالتربية الإسلامية النافعة، واجتهدن في إعداد الأولاد إعدادًا سليمًا ناجحًا، فإن المرأة أشد تأثيرًا على أولادها من الأب، وليكن هو معينًا لها على التربية، والتزمن ـ يا نساء المسلمين ـ بآداب الإسلام, قال تعالى: فَلاَ تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِى فِى قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفًا و َقَرْنَ فِى بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ لْجَاهِلِيَّةِ الأولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَءاتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ [الأحزاب:32، 33].
وأطعن أزواجكن بالمعروف, واحفظن أعراضكن, والتزمن بالحجاب الشرعي بحشمة وعفة، وتصدّقن ولو من حليّكن، وابتعدن عن اللعن والغيبة والنميمة, فقد قال عليه الصلاة والسلام: ((يا معشر النساء، تصدقن وأكثرن الاستغفار، فإني رأيتكن أكثر أهل النار))، فقالت امرأة منهن جَزْلة: وما لنا ـ يا رسول الله ـ أكثر أهل النار؟ قال: ((تُكثرن اللعن, وتَكفُرن العشير))، تكثرن اللعن من سبّ وشتم وتجسس وغيبة ونميمة، وتكفرن العشير أي: تكفرن بنعمة الزوج، فلا تعرفن له طاعة، ولا معروفًا، ولا قدرًا، ولا نعمة.
فأحسني ـ أيتها المرأة المسلمة ـ إلى زوجك بالعشرة الطيبة، وبحفظه في عرضه وماله وبيته، وبرعاية حقوق أقاربه وضيفه وجيرانه، ولا تكلفيه ما لا يطيق من المصارف، وكوني مقتصدة لماله غير مسرفة فيه, وكوني طائعة له غير ناشزة, تفوزي برضا ربك والجنة، قال النبي: ((إذا صلَّت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وأحصنت فرجها، وأطاعت زوجها، قيل لها: ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت)).
عباد الله, إن اليوم الحادي عشر من ذي الحجة هو أول أيام التشريق المباركة التي قال الله عز وجل فيها: وَاذْكُرُواْ اللَّهَ فِى أَيَّامٍ مَّعْدُوداتٍ [البقرة:203]، قال ابن عباس رضي الله عنهما: (هي أيام التشريق)، وقال فيها النبي: ((أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله عز وجل)) أخرجه مسلم وغيره. فأكثروا ـ رحمكم الله ـ من ذكر الله وتكبيره في هذه الأيام المباركة، امتثالاً لأمر ربكم تبارك وتعالى، واستنانًا بسنة نبيكم، واقتداء بسلفكم الصالح، فقد كان الصحابة رضي الله عنهم يكبرون في هذه الأيام الفاضلة
ـ[عاطف جميل الفلسطيني]ــــــــ[18 - 11 - 09, 02:24 ص]ـ
الخطبة الأولى
أما بعد: إن الأمة الإسلامية، تستعد في هذه الأيام لاستقبال مناسبة عظيمة من مناسباتها، وهي عيد الأضحى المبارك. غداً بحول الله وقوته يكون أول أيام عيد الأضحى المبارك. وقد قيل: من أراد معرفة أخلاق الأمة، فليراقبها في أعيادها. إذ تنطلق فيه السجايا على فطرتها، وتبرز العواطف والميول والعادات على حقيقتها. والمجتمع السعيد الصالح، هو الذي تسمو أخلاقه في العيد إلى أرفع ذروة. وتمتد فيه مشاعر الإخاء إلى أبعد مدى، حيث يبدو في العيد متماسكاً متعاوناً متراحماً، تخفق فيه القلوب بالحب والود والبر والصفاء.
أيها المسلمون، إن العيد في دين الإسلام، له مفهومه الخاص، وله معناه الذي يخصه دون سائر الأديان ودون سائر الملل والنحل.
¥