تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فيا عباد الله، يا من آمنوا بالله ورسوله، انظروا في حالكم، انظروا في أقاربكم، هل قمتم بما يجب لهم عليكم من صلة؟ هل ألنتم لهم الجانب؟ هل أطلقتم الوجه لهم؟ هل شرحتم الصدور عند لقائهم؟ هل قمتم بما يجب لهم من محبة وتكريم واحترام؟ هل زرتموهم في صحتهم توددًا؟ هل عُدتُموهم في مرضهم احتفاء وسؤالا؟ هل بذلتم لهم ما يجب من بذل من نفقة وسداد حاجة؟

أيها المسلمون، هذه الاستفهامات وغيرها من الاستفهامات التي تقتضيها صلة الرحم يجب على الإنسان أن يحاسب نفسه عليها، فلينظر هل قام بما يجب عليه في هذا الأمر أم هو مفرط فيه، فالصلة أمارة على كرم النفس وسعة الأفق وطيب المنبت وحسن الوفاء، ومعاداة الأقارب شر وبلاء، الرابح فيها خاسر، والمنتصر مهزوم، وكل رحم آتية يوم القيامة أمام صاحبها تشهد له بصلة إن كان وصلها، وتشهد عليه بقطيعة إن كان قطعها.

واجعل عيد هذا اليوم منطلقًا لوأد القطيعة وطي صحيفة الشقاق والنزاع، لوأدها مجالات واسعة يسيرة، فمن بشاشة عند اللقاء ولين في المعاملة، إلى طيب في القول وطلاقة في الوجه، زيارات وصلات، تفقد واستفسار، مهاتفة ومراسلة، والرأي الذي يجمع القلوب على المودة، كف مبذول، وبر جميل، وإذا أحسنت القول فأحسن الفعل.

الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

شباب الإسلام، أنتم أمل الغد وجيل المستقبل، عودوا إلى دينكم، وارفعوا راية لا إله إلا الله، وادعوا إليها، واحذروا الرذائل، وتحلّوا بالفضائل، وانتبهوا إلى ما يكيده أعداؤكم.

أيتها النساء الفاضلات، اتقين الله، اتقين الله في صلاتكن وزكاتكن، لا تؤخرنها عن وقت وجوبها، وإياك ـ يا أمة الله ـ أن تسكتي عن الزوج والأولاد الذين لا يصلون. وكنَّ خير خلف لخير سلف من نساء المؤمنين، واحذرن من التبرج والسفور والاختلاط بالرجال الأجانب والتقصير في أداء أمانة الرعاية في البيت على الأولاد والزوج؛ فإن مسؤوليتكن عظيمة، وتأثيركن في البيت أعظم، إن خيرًا فخير وإن شرًا فشر.

يا نساء المسلمين، أمانة كبيرة تلك التي حمِّلتِ إياها في تربيتكِ لابنتك في دينها وأخلاقها وحشمتها وسترها وتعقلها وحسن تعاملها مع زوجها.

توبوا إلى الله ـ يا عباد الله ـ من جميع ذنوبكم، وابدؤوا صفحة جديدة ملؤها الأعمال الصالحة.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: مَنْ عَمِلَ صَـ?لِحًا مّن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى? وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَو?ةً طَيّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ [النحل:97].

اللهم اجعل عيدنا سعيدًا، اللهم أعده علينا أعوامًا عديدة وأزمنة مديدة، اللهم أعده على الأمة الإسلامية جمعاء وقد تحقق لها ما تصبو إليه من عز وكرامة وغلبة على الأعداء.

أقول قولي هذا، وأسأل الله أن يبارك لي ولكم في القرآن، وينفعنا بما فيه من الآيات والهدى والبيان، وأن يرزقنا السير على سنة المصطفى من ولد عدنان.

سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك، إنك أنت الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر.

الله أكبر خلق الخلق وأبدع الكائنات، الله أكبر شرع الدين وأحكم التشريعات، الله أكبر كلما ارتفعت بطلب رحمته الأصوات، الله أكبر كلما سكب الحجيج العبرات.

الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

الحمد لله، يمنّ على من يشاء من عباده بالقبول والتوفيق، أحمده تبارك وتعالى وأشكره على أن منّ علينا بحلول عيد الأضحى وقرب أيام التشريق، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له هدانا لأكمل شريعة وأقوم طريق، وأشهد أن سيدنا محمدًا عبد الله ورسوله ذو المحْتِد الشريف والنسب العريق، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أولي الفضل والتصديق، والتابعين ومن تبعهم بإحسان ما توافد الحجيج من كل فج عميق، آمِّين البيت العتيق، وسلم تسليمًا كثيرًا.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير