تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

يقول تعالى ممتناً على عباده وَ?لاْنْعَـ?مَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْء وَمَنَـ?فِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى? بَلَدٍ لَّمْ تَكُونُواْ بَـ?لِغِيهِ إِلاَّ بِشِقّ ?لانفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ [النحل:5 - 7]، ويقول سبحانه: أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا خَلَقْنَا لَهُم مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعـ?ماً فَهُمْ لَهَا مَـ?لِكُونَ وَذَلَّلْنَـ?هَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ وَلَهُمْ فِيهَا مَنَـ?فِعُ وَمَشَـ?رِبُ أَفَلاَ يَشْكُرُونَ [يس:71 - 73].

إخوة الإسلام في كل مكان، أيها المجمع العظيم أذكركم والذكرى تنفع المؤمنين، أن الله خلقنا لعبادته وتوحيده وحذرنا من الإشراك به في القول والعمل، ورتب على ذلك خسران الدنيا والآخرة وحرمان الجنة ودخول النار والعياذ بالله: إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِ?للَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ ?للَّهُ عَلَيهِ ?لْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ ?لنَّارُ وَمَا لِلظَّـ?لِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ [المائدة:72]، فأخلصوا توحيدكم لربكم وحققوا إيمانكم واحذروا صرف نوع من أنواع العبادة لغير الله عز وجل فذلك الذنب الذي لا يغفر إِنَّ ?للَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِ?للَّهِ فَقَدِ ?فْتَرَى? إِثْماً عَظِيماً [النساء:48]، وَمَن يُشْرِكْ بِ?للَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَـ?لاً بَعِيداً [النساء:116]، وإياكم والبدع في الدين، فإن كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار، واحذروا خرافات المخرفين وشعوذة المشعوذين واتباع المضلين الذين لا يضرون ولا ينفعون واتبعوا سنة نبيكم فخير الهدي هدي محمد وتمسكوا بكتاب الله وسنة نبيه مصدري الفلاح والغلبة يقول: ((تركت فيكم ما إن تمسكتم به فلن تضلوا بعدي أبداً كتاب الله وسنتي)) [6].

ولا خلاص لما يعيشه العالم اليوم من تدهور وضياع وانحلال وفتن إلا بالرجوع إليهما والتحاكم إليهما في كل صغير وكبير فلا عز يُنشد ولا أمن يذكر ولا سعادة تطلب إلا بتحكيم شريعة الله والوقوف عند حدوده وترك ما سوى ذلك، والاعتصام بحبل الله جميعاً وعدم التفرق والاختلاف، وليت المسلمين اليوم يستفيدون من مناسبات الخير والإحسان وأوقات البر والغفران ويغيروا من حياتهم ويسيروا على نهج ربهم وسنة نبيهم عليه الصلاة والسلام.

إنني في هذا اليوم المبارك، في يوم الحج الأكبر، في هذا العيد السعيد ـ بإذن الله عز وجل ـ أنادي باسم كل مسلم غيور على دينه من أطهر بقعة على وجه الأرض، من مكة المكرمة، من جوار الكعبة المشرفة، من حرم الله الآمن أنادي المسلمين أينما وجدوا وحيثما حلَّوا للعودة الرشيدة إلى دينهم وأن يكونوا يداً واحدةً على أعدائهم فإلى متى الغفلة أيها المسلمون؟! وإلى متى الإعراض عن شرع الله وإلى متى اتباع الأهواء؟! إِنَّ فِى ذ?لِكَ لَذِكْرَى? لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى ?لسَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ [ق:37].

اللهم اجعل عيدنا سعيداً، اللهم أعده علينا أعواماً عديدة وأزمنة مديدة، اللهم أعده على الأمة الإسلامية جمعاء وقد تحقق لها ما تصبوا إليه من عز وكرامة وغلبة على الأعداء.

أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

الحمد لله الذي بلغنا بمنّه ولطفه هذا اليوم العظيم، أحمده سبحانه وأشكره على سوابغ نعمه، وأصلي وأسلم على أشرف أنبيائه ورسله نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه ودعا بدعوته إلى يوم الدين.

الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر كبيراً والحمد لله كثيراً، وسبحان الله وبحمده بكرةً وأصيلاً.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير