تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إن الأمة وقد مرت بمراحل الضعف والهون وذاقت من الذل ألوان وتجرعت من القهر كيزان أو جربت حلولاً ومخارج باءت بالفشل، وزادت من الهزائم والضياع، إن الأمة وقد مرت بكل ذلك لقد بدأت تعود لوعيها، وتوقن أن الحل في إسلامها، بل توقن عين اليقين وحق اليقين وعلم اليقين بأنه لا ملجأ من الله إلا إليه، فهذه المساجد التي كانت خاليةً في بعض البلاد إلا من شيخٍ هرم أو رجلٍ همل أو يائس قعيد، تعاظم روادها، وصلاة الجماعة تكاثر مقيميها، عمرت بيوت الله بالشباب والكهول والشيوخ في حرصٍ على السنة وفقه في العبادة وخشوع في الأداء واستمساك في أداء الحشمة والعفاف والحجاب وأوجدوا لهم مصليات حيث لا يوجد مساجد واستكثروا مراكز، إن المسجد موقع من مواقع العزة ومصدر من مصادر القوة ولكنه عند الأعداء مصدر خوف ومنبت إرهاب، ومن البشائر صيحات النداءات المتعالية لتطبيق شرع الله على عباد الله في شؤونهم كافة، والتخلص من تحكيم الدساتير البشرية، وإن واقع هذه البلاد بلاد الحرمين الشريفين ـ أدام الله عليها حفظه وعنايته ـ إن واقعها في تحكيم شرع الله والسير على أحكام دينه وما أفاء الله عليها من الأمن والأمان والفضل والبر لدليل شاهد وبرهان قائم لمن في قلبه ريب أوشك، وفي حديث الفأل والمبشرات لا تنسوا ما أنتجه وعي المسلمين بواقعهم حين أدركوا هيمنة الربا وخطره على الدين والاقتصاد والحياة، فتنادى مخلصون لإنشاء مصارف إسلامية، ومؤسسات مالية، تناما وجودها على الرغم من الصعوبات التي تواجهها والعثرات التي تصاحب مسيرتها، ومشقة العوم والسبح في محيط ملوث بأوحال الربا ومستنقعاته، ومن المبشرات انبعاث روح الجهاد في مواقع مضطهدة، كان الجهاد الأفغاني من روادها على الرغم مما أصابه من تشويه من قبل أهله بعد دحر عدوان الكافرين، وانتفاضة المسلمين في الأرض المحتلة، والكفاح المشروع في كشمير، ومواقف البطولة والبسالة في البوسنة والهرسك، ورجال الشيشان الأشاوس، والصابرين في الفلبين كل أولئك صورٌ من المبشرات ودواعي التفاؤل، وقبل ذلك وبعده فإن المسلمين رغم واقعهم الأليم، ورغم ضعفهم الظاهر فإنهم رقمٌ محسوب في السياسة الدولية. إن الحرب العسكرية والإعلامية على الإسلام ورجاله ودياره دليل كبير على تعاظم قوته وشعور الأعداء بخطره. إن كل قذيفة توجه وكل يدٍ تغتصب وكل جرحٍ ينزف مطارق وموقظات توقظ الأمة من غفلتها، وتوجهها نحو الصحيح من مساريها ومسيرتها.

الله أكبر، ما بال هذه الجماهير المسلمة التي تعرضت لكل أنواع المسخ وغسل المخ، ما بالها تعود إلى رياض دينها وتستعصي أن ترضى بالدنية من دينها، ما أثمر العنف الدولي إلا عنفاً أشد منه، ولم تزد شراسة الأعداء وعصية الغلاظ إلا استمساكاً بالدين وقناعة بالحق، لقد ظن الأعداء أنهم حينما نجحوا في وأد بعض النداءات القومية والشعارات الوطنية حين وأدوها وروضوها بأنواع الترويض المادي والمعنوي العنيف منه واللطيف ضنوا أن ذلك مجدٍ في أوساط المسلمين المخلصين ممن أراد الله والدار الآخرة ممن كانت الآخرة عنده خيراً من الأولى، ليعلم الكفار أن الحرب على أهل الإسلام ليست حرباً على أشخاص ولكنها حربٌ على سنة الله ودينه ويأبى الله إلا يمضي سنته ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره المشركون.

الله أكبر الله أكبر لا إله الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.

يا أهل الإيمان، يا حجاج بيت الله الحرام، يا ضيوف الرحمن يا أمة الإسلام، أما الفرج والنصر فاسمعوا إلى حديث القرآن عن خبركم وخبر من قبلكم، اقرؤوا في حال فرعون وملؤه: إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلاَ فِى ?لأرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مّنْهُمْ يُذَبّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْىِ نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ ?لْمُفْسِدِينَ وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى ?لَّذِينَ ?سْتُضْعِفُواْ فِى ?لأرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ ?لْوَارِثِينَ وَنُمَكّنَ لَهُمْ فِى ?لأرْضِ وَنُرِىَ فِرْعَوْنَ وَهَـ?مَـ?نَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَحْذَرونَ [القصص:4 - 6]، واقرءوا ما جاء في خبر بني إسرائيل وَقَضَيْنَا إِلَى? بَنِى إِسْر?ءيلَ فِى ?لْكِتَـ?بِ لَتُفْسِدُنَّ فِى ?لأرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً فَإِذَا جَآء وَعْدُ أُولَـ?هُمَا

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير