تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُوْلِى بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلَـ?لَ ?لدّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولاً ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ ?لْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَـ?كُم بِأَمْو?لٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَـ?كُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لاِنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاء وَعْدُ ?لآخِرَةِ لِيَسُوءواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ ?لْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيرًا عَسَى? رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَـ?فِرِينَ حَصِيرًا [الإسراء:4 - 8]، أما في خبركم فاقرءوا هذه الأعجوبة لنبيكم محمد ولأتباع محمد انظروا، بشرى المؤمن وعواجل الخير له وتوارد المسرات عليه تصل إليه بيسرٍ لا يحتسبه وبسهولة لا يقدرها، وبعجلة لا ينتظرها، ولكنه الله العلي الحكيم يدني ما بُعد ويهول ما صعب، فهو سبحان إن شاء جعل الحزن سهلاً اقرءوا هُوَ ?لَّذِى أَخْرَجَ ?لَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ ?لْكِتَـ?بِ مِن دِيَـ?رِهِمْ لأَِوَّلِ ?لْحَشْرِ مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُواْ [الحشر:2]، سبحان الله لم تكونوا تتوقعون خروجهم فقد كانوا من القوة والمنعة في حصونهم بحيث لا تظنون خروجهم، وغرتهم المنعة فنسوا قوة الله التي لا تردها حصون وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مّنَ ?للَّهِ فَأَتَـ?هُمُ ?للَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُواْ [الحشر:2]، أتاهم من داخل نفوسهم لا من داخل حصونهم وَقَذَفَ فِى قُلُوبِهِمُ ?لرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِى ?لْمُؤْمِنِينَ فَ?عْتَبِرُواْ ي?أُوْلِى ?لأَبْصَـ?رِ [الحشر:2]، واقرءوا إن شئتم خبر الأحزاب حين زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وامتلئن بالقلوب الظنون وتحرك المرجفون وتخاذل المنافقون وزلزل المؤمنون زلزالاً شديداً وحين بلغ البلاء ذروته والامتحان قمته وَرَدَّ ?للَّهُ ?لَّذِينَ كَفَرُواْ بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُواْ خَيْراً وَكَفَى ?للَّهُ ?لْمُؤْمِنِينَ ?لْقِتَالَ وَكَانَ ?للَّهُ قَوِيّاً عَزِيزاً [الأحزاب:25]، وماذا بعد وَأَنزَلَ ?لَّذِينَ ظَـ?هَرُوهُم مّنْ أَهْلِ ?لْكِتَـ?بِ مِن صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِى قُلُوبِهِمُ ?لرُّعْبَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَـ?رَهُمْ وَأَمولَهُمْ وَأَرْضاً لَّمْ تَطَئُوهَا وَكَانَ ?للَّهُ عَلَى? كُلّ شَىْء قَدِيراً [الأحزاب:26، 27]، ألا فاتقوا الله رحمكم الله، اقرءوا وتأملوا واعتبروا وبشروا واستمسكوا، فمهما تشبث أهل الغواية بغوايتهم وأصر أهل الباطل على باطلهم فإن أهل الحق أطول نفسا وأمضى عزيمة وأهنئ بالا وأفضل حالا، وخيرٌ عقبى وأحسن مآلاً والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأهل الكفر لن تغني عنهم فئتهم شيئاً ولو كثرة وإن الله مع المؤمنين.

وأقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.

الخطبة الثانية

الله أكبر الله أكبر ... الله أكبر الله أكبر عدد من أمّ البيت الحرام على مر السنون والشهور والأيام، الله أكبر مرتفعة كف الضراعة إلى المولى بطلب الغفران، ورفع الآثام، الله أكبر ما تفضل ربنا ومولانا بجزيل الفضل وعظيم الإنعام، الله أكبر كبيراً والحمد لله كثيراً وسبحان الله بكرةً وأصيلاً.

الحمد لله دعا عباده إلى أشرف بيتٍ وأعظم مزار، دعاهم إلى أم القرى ليجزل لهم الضيافة والقرى، ويحبط عنهم الذنوب والأوزار فأجابوا دعوته ولبوا نداؤه ومن طلب المعالي تحمل الأخطار. أحمده سبحانه وأشكره وأتوب إليه وأستغفره وهو العزيز الغفار، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا ونبينا محمد عبد الله ورسوله، أشرف من طاف في البيت المحرم وسعى ورمى الجمار وبارك عليه وعلى أصحابه الأبرار وآله الأطهار والتابعين ومن تبعهم بإحسان ما تعاقب الليل والنهار.

أما بعد:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير