تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فَ?عْبُدُونِ [الأنبياء:92]، وأن لا تربطَ ولاءاتِها وتوجُّهاتها إلا لعقيدتها ودينها وثوابتها، وَ?عْتَصِمُواْ بِحَبْلِ ?للَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ [آل عمران:103]، وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ [آل عمران:139].

وفي هذا الموسمِ الكريم ملتقَى العالم الإسلاميّ من أطراف البقاع والأسقاع يجب على الأمّة أن يمتدَّ بصرُها لتعيَ جيِّدًا موقعَها من ركاب العلياء والقيادة، ولتعلم أنَّ مسؤوليّاتٍ جسامًا تنتظرها، كفاؤها الصبرُ والعِزّة، في ابتدارٍ لأسباب النصرةِ ووسائل الظَّفر مهما كانت قوّةُ العدوّ قاهرة، لاَ تَحْسَبَنَّ ?لَّذِينَ كَفَرُواْ مُعْجِزِينَ فِى ?لأرْضِ وَمَأْوَاهُمُ ?لنَّارُ وَلَبِئْسَ ?لْمَصِيرُ [النور:57]، يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُواْ نُورَ ?للَّهِ بِأَفْو?هِهِمْ وَيَأْبَى? ?للَّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ ?لْكَـ?فِرُونَ [التوبة:32].

أيها المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها، إنّه لا سبيلَ للغاية المنشودةِ من القوّة والعزّةِ والوحدَة وحماية الديار والذّمار ودَحر المعتدين على كلّ أرضٍ مسلِمة إلاّ بالأوبةِ العمليّة الصادقة إلى الوحيين واتخاذهما شِرعةً ومنهاجًا. وإنّنا في حاجة ملحّة إلى أن نتمثَّل ذلك كلٌّ بحسَب ثغرِه من الأمانة والمسؤوليّة على كلّ صعيد؛ سياسيًّا وثقافيًّا، فكريًّا واقتصاديًّا، اجتماعيًّا وإعلاميًّا وتربويًّا، إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى? يُغَيّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ [الرعد:11].

الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

إخوةَ الإسلام، وكُبرى القضايا المعاصِرة التي أشخصتِ الأبصار وفرتِ الأكبادَ وأذاقت الغيورَ اللوعةَ والسُّهاد قضيةُ فلسطين المحتلَّة السليبةِ والمسجد الأقصى الجريح المعَنَّى، فلسطينُ المسلمة تُسام العذاب والدون، والأقصى الملَوَّع يقاسي مرائرَ العدوانِ والهون، فليت شِعري كيف تطيب الحياةُ وأرضُنا المقدّسة مسرى إمام الأنبياء عليه الصلاة والسلام في قبضةِ شِرذمةٍ من الصهاينة الغاشمين، يُلطِّخونها بأرجاسِهم وأنجاسِهم، ويثبِّتون فيها أقدامَهم، ويحشُدون قواهم، ويضاعفون خُططَهم ومآربهم عبرَ توسُّعاتٍ جغرافيّة ومستوطنات عدوانية وجدرانٍ فاصلةٍ عنصريّة، ومضاعفةٍ لترسانة الأسلحة النووية التي تمثِّل خطورةً بالغة على الأمن والسلام في المنطقة على سمع العالم ومرآه، بل إنهم يسومون إخوانَنا هناك القصفَ والخسف والمذابِح والمجازرَ والتدمير والتشريد والإرهاب بكلّ ما يحمله هذا المصطلحُ من معاني الظّلم والغِلظة والقسوَة والعنجهيّة، وأليّة بفاطِر الأرض والسماء لا حنثَ يعروها، لو أنَّ الظلمَ والإرهابَ والصَّلَف والقِحة والإرعاب صُوِّرت مخلوقًا لما تخطّى تلك الطُّغمةَ الباغية من الصهاينة المعتدين الغاشمين.

الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

وتستحكِم بنا حلقاتُ المحن، ويبسط الأعداءُ أيديَهم بالسوء، وتُرزَأ الأمّة في جزء آخرَ من أجزاء جسدها المثخَن بالجراح، يتمثَّل ذلك في بلادِ الرافدَين مهدِ العلماء وموئِل الخلافة الإسلاميّة حِقبةً من الزمان، وتعيش تلك الرّقعة الهضيمةُ حياةَ النّهب والسّلب والفوضى، حتى أمسَى العَمارُ فيها دمارًا وتبارا، وأسرع الغاصِب إلى خيراتها وتبارَى، وغدا الاستقرار فوضىً وبوارًا، وإلى الله وحدَه نجأر بالبثِّ والشَّكوى، والدعوةُ موجَّهة إلى العالم بأسرِه للإسهام في إعمارِ العراقِ العريق ودَعم شعبِه المسلِم والحِفاظ على وَحدتِه، والدعاءُ مبذولٌ أن يهيِّئ الله لإخوانِنا في بلادِ الرافدَين ولايةً تحكمُهم بالكتابِ والسنّة، وتؤمِّن بإذنِ الله سُبُلهم، وتحقِّق أمنَهم، وتوحِّد صفوفَهم، وترعى مقدَّراتهم، وتحافظ على خيراتهم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير