تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إخوةَ الإيمان، ومِن المنافع التي يجب أن نشهدَها في هذا المؤتمر الإسلاميّ ضرورةُ العناية بفئةٍ عزيزة على نفوسنا جميعًا، فئةٍ تُعدُّ بحقٍّ مناطَ آمَال الأمّة ومعقِدَ رجائها، تلكُم هي فئة الشباب، إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ ءامَنُواْ بِرَبّهِمْ وَزِدْنَـ?هُمْ هُدًى [الكهف:13]؛ لأنّ إغفالَ قضايا هذه الشريحة المهمّةِ في الأمّة والتجافيَ عن محاورتهم وتوجيههم وإرجاءَ الحلولِ لمشكلاتهم قد يؤدّي بهم إلى فسادٍ عريض في كلّ مزلَقٍ خلقيّ وجنوح سلوكيّ وانحرافٍ فكري.

يجب تحصينُ الشباب من لوثاتِ العولمة والتغريب والحفاظُ عليهم من تيّارات التطرُّف والغلوّ، وما فواجعُنا التي كابدناها منّا ببعيد، لذا فإنّ الحاجةَ ملِحَّةٌ لأخذهم بحكمةِ العاقل الأحوذي، واحتضانهم وفتح الصدور لهم بقدرة العاقل الألمعيّ، واستخدامِ أمثل الأساليب التي تُلامس أفئدتهم وتوافق فِطرَتهم لنثوبَ بهم إلى رحابِ الجيل الإسلامي المأمول بإذن الله، ولعلّ ذلك يكون من أولويّات حوارنا الإصلاحيّ الذي نفَحَنا عَبَق أريجة وقام داعيًا إلى منهج الوسطية والاعتدال والمطارحاتِ الشفيفة في الآراء دونَ مواربة أو إعضاء، وإنّ منهجَ الحوار ليُحسَبُ للأمّة الإسلاميّة وثبةً فكريّة وحضاريّة تُحكِم نسيجَ الجماعةِ المسلمَة وتعضدُ من وَحدتها وتآلفها، ومنقبَةً شمّاء تستطلِع في شموخٍ آليّاتِ التحدّي داخليًا وخارجيًا في هذا العصر المتفتِّق على متغيّراتٍ خطيرة، لكن ثم لكن لا بدَّ من مراعاة آداب الحوار وضوابِطه ومنهجِه وأخلاقياته، حتى لا يتحوّل الحوارُ إلى فوضى فكريةٍ تلحِقُ الآثارَ السلبية على البلاد والعباد، وأن لا يتّخَذ الحوار من ذوي المآرب المشبوهة مطيّةً للنيل من المسلَّمات والمساس بالثوابت، سدّد الله الخُطى ومَنى التوفيق.

أمّةَ الإسلام، لوسائل الإعلام النزيهةِ المنصفة من قنوات وشبكاتٍ وصُحفٍ ومجلاّت عبءٌ في بيان وبثِّ قضايا الأمة والسعيِ للدفاع عنها، مع كشف هجماتِ الأعداء المسمومة والوقوف بحزمٍ أمام حملاتهم المحمومة وتصحيحِ المفاهيم المغلوطةِ عن ديننا وعقيدتنا وشريعتنا.

أما بعضُ وسائلِ الإعلام والقنوات الفضائيّة المتهتِّكة التي تثير غاراتٍ شعواء من الشهوات والملذّات التي تضرِم نيرانَ الفساد والإفساد وتزلزل معاقِلَ الطُّهر والفضيلة من القواعدِ فإننا نناشدهم اللهَ عز وجل أن يتَّقوا الله في قِيَم الأمّة ومُثُلِها وفضائلها، وأن يُبقوا على لُعاعةٍ من حياء لبني الإسلام ودياره.

إنَّ استحواذَ الرذيلة على جوانبَ من حياة الأمة عبرَ تلك القنوات يُعرِّضها لأخطرِ المهالك، ويفضي بها إلى مهاوٍ سحيقة من الظلْم والظّلَم، خصوصًا وأنَّ كثيرًا من القلوب خاوية من اليقين والخشية، وهما خير عاصمٍ من قواصم تلك القيعان الوبيئة. وايم الله، إنّك لتُقضَى أسًى وحسرةً على الأحوال المزرية المسِفَّة التي آل إليها أمرُ كثير من الفضائيات وشبكات المعلوماتِ من الدعوة الصارخة إلى الفُحشِ والفضائح وسردِ المخازي والقبائح، في تحطيمٍ أرعن للشرَف والعِفّة والفضيلةِ والأخلاق.

إنّ هذا الواقعَ المأساويّ المرير لمن أمضى الأسلحةِ التي انتضاها أعداؤنا وبعضُ أفراخهم من بني جِلدتنا للقضاء على ما تبقّى من شأفتنا، وحسبُك من شرٍّ سماعُه. فماذا دَهانا؟! وأيّ أمرٍ أمَرٍّ عَرانا؟! أين ضياءُ العفاف والطُّهر؟! أينَ عزّةُ الغيرة والفضيلةِ والحياء؟! بل أين صلابة العقيدة وقوّة الإيمان؟! إِنَّ ?لَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ ?لْفَـ?حِشَةُ فِى ?لَّذِينَ ءامَنُواْ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِى ?لدُّنْيَا وَ?لآخِرَةِ وَ?للَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ [النور:19].

فيا إخوةَ الإسلام، يا حجّاجَ بيتِ الله الحرام، صونوا أبصارَكم وأنفسَكم وأبناءكم وأُسَركم عن تلك المباءات، واحسِمُوا هذا الداءَ قبل استطارة شرّه، فمعظمُ النار من مستصغَر الشَّرَر، وما شرَرُها إلا كبير وخطير، ممّا يدعو إلى ضرورةِ الالتزام بميثاق شرَف إسلاميّ إعلاميّ، يتقيّد به جميعُ مُلاّك هذه القنوات في إعلاءِ صرح الفضيلة. وإنّ لكم في الإعلام الإسلاميّ الهادف الرصين المرتقِي في أدائه المبدِع في عرضه النيِّرِ في فكره المتميِّز في طرحه خيرُ بديلٍ في تمثيل الإسلام أحسنَ تمثيل لمواجهةِ التحدِّيات الإعلامية المناوئةِ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير