وإيّاكم والزِّنا؛ فإنّه عارٌ ونار وشَنار، قال تعالى: وَلاَ تَقْرَبُواْ ?لزّنَى? إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً [الإسراء:32]، وفي الحديث: ((ما مِن ذنبٍ أعظم عند الله بعد الشِّرك من أن يضَعَ الرجل نطفتَه في فرجٍ حرام)) [7].
وإيّاكم وعملَ قومِ لوطٍ؛ فقد لعن الله من فعل ذلك، قال: ((لعَن الله من عَمِلَ عملَ قومِ لوط)) قالها ثلاثًا [8].
وإيّاكم والمسكراتِ والمخدِّرات؛ فإنّها موبِقاتٌ مهلِكات، توجب غضَبَ الربِّ، وتمسَخ الإنسان، فيرى الحسنَ قبيحًا، والقبيحَ حسنًا، عن جابر أنّ النبيَّ قال: ((كلُّ مسكرٍ حرام، وإنّ على الله عهدًا لمن يشرَب المسكر أن يسقيَه من طينة الخبال، عُصارةِ أهل النار)) رواه مسلم والنسائي [9].
وإيّاكم وشربَ الدّخان، قال تعالى: وَتَحْسَبُونَهُ هَيّنًا وَهُوَ عِندَ ?للَّهِ عَظِيمٌ [النور:15]، وهو باب من أبواب الشرّ كبير، يفتح على الإنسان شرورًا كثيرة.
وإيّاكم وأموالَ المسلمين وظلمَهم؛ فمن اقتطَع شبرًا من الأرض بغيرِ حقٍّ طوَّقه الله إياه من سبعِ أراضين.
وإيّاكم وأموالَ اليتامى؛ فإنّه فَقرٌ ودمار وعقوبة عاجلة ونار.
وإيّاكم وقذفَ المحصنات الغافلات، فإنه من المهلِكات.
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
وإيّاكم والغيبةَ والنميمة؛ فإنها ظلمٌ للمسلم وإثم، تذهَب بحسناتِ المغتاب، وقد حرَّمها الله في الكتاب.
وإيّاكم وإسبالَ الثياب والفخرَ والخُيَلاء، ففي الحديثِ: ((ما أسفَلَ من الكعبَين فهو في النّار)) [10].
يا معشرَ النِّساء، اتَّقين اللهَ تعالى، وأطِعن الله ورسوله، وحافِظن على صلاتِكنّ، وأطعنَ أزواجكنّ، وارعَينَ حقوقهم، وأحسِنَّ الجوار، وعليكنّ بتربيةِ أولادكنّ التربيةَ الإسلامية ورعاية الأمانة، وإيّاكنّ والتبرجَ والسفور والاختلاطَ بالرّجال، وعليكنّ بالسِّتر والعفاف؛ تكنَّ من الفائزات، وتدخُلنَ الجنّةَ مع القانتات، عن عبد الرحمن بن عوف قال: قال رسول الله: ((إذا صلَّت المرأة خمسَها وصامت شهرَها وحفِظت فرجَها وأطاعت زوجَها قيل لها: ادخُلي الجنّةَ من أيِّ أبواب الجنة شِئتِ)) رواه أحمد والطبراني [11].
وعن ابن عبّاسٍ رضي الله عنهما قال: جاء النبيُّ مع بلال إلى النّساء في عيد الفطر فقرأ: ي?أَيُّهَا ?لنَّبِىُّ إِذَا جَاءكَ ?لْمُؤْمِنَـ?تُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى? أَن لاَّ يُشْرِكْنَ بِ?للَّهِ شَيْئًا وَلاَ يَسْرِقْنَ وَلاَ يَزْنِينَ وَلاَ يَقْتُلْنَ أَوْلْـ?دَهُنَّ وَلاَ يَأْتِينَ بِبُهُتَـ?نٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلاَ يَعْصِينَكَ فِى مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَ?سْتَغْفِرْ لَهُنَّ ?للَّهَ إِنَّ ?للَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ [الممتحنة:12]، ثم قال: ((أنتُنّ على ذلك؟)) قالت امرأة: نَعَم يا رسول الله [12]. وروى الإمام أحمدُ أنّ أُمامةَ بنت رُقيقة بايعَت رسولَ الله على هذه الآية، وفيه: ((ولا تنوحِي، ولا تبرَّجي تبرُّجَ الجاهلية)) [13]. ومعنى وَلاَ يَأْتِينَ بِبُهُتَـ?نٍ يَفْتَرِينَهُ أي: لا يلحِقنَ بأزواجهنّ غيرَ أولادهم؛ لحديث أبي هريرة: ((أيما امرأةٍ أدخلت على قومٍ ولدًا ليس منهم فليسَت من الله في شيءٍ ولن تدخُلَ الجنّة)) رواه أبو داود [14].
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ [يونس:57، 58]
بارك الله لي ولكم في القرآنِ العظيم، ونفَعني وإيّاكم بما فيه من الآيات والذّكر الحكيم، ونفعنا بهدي سيّد المرسلين وبقولِه القويم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليلَ لي ولكم ولسائرِ المسلمين من كلّ ذنب فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر.
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
¥