تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

اللهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ مِن قَبلُ فَطَالَ عَلَيهِمُ الأَمَدُ فَقَسَت قُلُوبُهُم وَكَثِيرٌ مِنهُم فَاسِقُونَ.

إِنَّنَا وَاللهِ عَلَى خَطَرٍ مِن مَوتِ القُلُوبِ إِذَا نحنُ لم نُفِقْ مِن غَفلَتِنَا وَنَنتَبِهْ مِن سَكرَتِنَا وَنَعمَلْ بما عُلِّمْنَا وَنَفعَلْ مَا بِهِ وُعِظْنَا، قَالَ: ((تُعرَضُ الفِتَنُ عَلَى القُلُوبِ عَرضَ الحَصِيرِ عُودًا عُودًا، فَأَيُّ قَلبٍ أُشرِبَهَا نُكِتَت فِيهِ نُكتَةٌ سَودَاءُ، وَأَيُّ قَلبٍ أَنكَرَهَا نُكِتَت فِيهِ نُكتَةٌ بَيضَاءُ، حَتى يَصِيرَ القَلبُ أَبيَضَ مِثلَ الصَّفَا لا تَضُرُّهُ فِتنَةٌ مَا دَامَتِ السُّمَاوَاتُ وَالأَرضُ، وَالآخَرُ أَسوَدَ مُربَدًّا كَالكُوزِ مُجَخِّيًا، لا يَعرِفُ مَعرُوفًا وَلا يُنكِرُ مُنكَرًا إِلاَّ مَا أُشرِبَ مِن هَوَاهُ) وَقَالَ سُبحَانَهُ: وَلَو أَنَّهُم فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيرًا لَهُم وَأَشَدَّ تَثبِيتًا وَإِذًا لآتَينَاهُم مِن لَدُنَّا أَجرًا عَظِيمًا وَلَهَدَينَاهُم صِرَاطًا مُستَقِيمًا.

أَلا فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ، وَتَمَسَّكُوا بِكِتَابِ رَبِّكُم وَسُنَّةِ نَبِيِّكُم، اِعرِفُوا حَقِيقَةَ الدُّنيَا وَلا تَغتَرُّوا بها، وَاطلُبُوا الآخِرَةَ وَكُونُوا مِن أَهلِهَا، لا تُلهِيَنَّكُمُ الفَانِيَةُ عَنِ البَاقِيَةِ، اللهَ اللهَ في طَاعَةِ اللهِ وَالصَّلاةِ مَعَ الجَمَاعةِ، فَإِنَّهَا نِعْمَ الذُّخرُ وَحَسُنَتِ البِضَاعَةُ، أَدُّوا الزَّكَاةَ وَأَنفِقُوا لِوَجهِ اللهِ، وَارحَمُوا مَن في الأَرضِ يَرحَمْكُم مَن في السَّمَاءِ، مُرُوا بِالمَعرُوفِ أَمرًا حَلِيمًا رَفِيقًا، وَانهَوا عَنِ المُنكَرِ نَهيًا حَكِيمًا رَقِيقًا، اِحفَظُوا أَقدَارَ وُلاةِ الأَمرِ وَالعُلَمَاءِ، وَصُونُوا أَعرَاضَ أَهلِ الحِسبَةِ وَالدُّعَاةِ الفُضَلاءِ، أَطِيعُوا مَن وَلاَّهُ اللهُ أَمرَكُم، وَاحذَرُوا التَّفَرُّقَ وَالتَّشَرذُمَ، وَتَجَنَّبُوا مَوَاقِعَ الفِتَنِ وَمُصَاحَبَةَ المَفتُونِينَ، وَأَحيُوا رُوحَ الأُخُوَّةِ الإِسلامِيَّةِ وَمَحَبَّةَ الخَيرِ لِلآخَرِينَ، وَأَمِيتُوا التَّعَصُّبَ وَالأَثَرَةَ وَحُبَّ الذَّاتِ وَالحَسَدَ، بَرُّوا وَالِدِيكُم وَصِلُوا أَرحَامَكُم، تَرَاحَمُوا وَتَلاحَمُوا، وَتَصَالَحُوا وَتَسَامَحُوا، وَلا تَقَاطَعُوا وَلا تَهَاجَرُوا، عَلَيكُم بِالصِّدقِ وَالوَفَاءِ وَالحَيَاءِ، وَاجتَنِبُوا الكَذِبَ وَالغَدرَ وَالجَفَاءَ، أَدُّوا الأَمَانَةَ وَاحذَرُوا الخِيَانَةَ، وَأَلزِمُوا أَنفُسَكُم وَأَهلِيكُم الحِشمَةَ وَالصِّيَانَةَ، اِحفَظُوا العُهُودَ وَأَوفُوا بِالعُقُودِ، اِحذَرُوا الغِشَّ وَالفُحشَ وَقَولَ الزُّورِ، وَإِيَّاكُم وَالغِيبَةَ وَالنَّمِيمَةَ وَالشَّائِعَاتِ، وَاتَّقُوا الظُّلمَ وَالبُهتَانَ وَالتَّسُاهُلَ في حُقُوقِ العِبَادِ، وَلا تَقرَبُوا الفَوَاحِشَ وَالزِّنَا، وَاحذَرَوا الرِّشوَةَ وَالرِّبَا، وَاجتَنِبُوا المُسكِرَاتِ وَالمُخَدِّرَاتِ.

أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيطَانِ الرَّجِيمِ، إِنَّ الَّذِينَ لاَ يَرجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالحَياةِ الدُّنيَا وَاطمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُم عَن آيَاتِنَا غَافِلُونَ أُولَئِكَ مَأوَاهُمُ النُّارُ بِمَا كَانُوا يَكسِبُونَ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهدِيهِم رَبُّهُم بِإِيمَانِهِم تَجرِي مِن تَحتِهِمُ الأَنهَارُ في جَنَّاتِ النَّعِيمِ دَعوَاهُم فِيهَا سُبحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُم فِيهَا سَلاَمٌ وَآخِرُ دَعوَاهُم أَنِ الحَمدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ وَلَو يُعَجِّلُ اللهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ استِعجَالَهُم بِالخَيرِ لَقُضِيَ إِلَيهِم أَجَلُهُم فَنَذَرُ الَّذِينَ لاَ يَرجُونَ لِقَاءَنَا في طُغيَانِهِم يَعمَهُونَ وَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنبِهِ أَو قَاعِدًا أَو قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفنَا عَنهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لم يَدعُنَا إِلى ضُرٍّ مَسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلمُسرِفِينَ مَا كَانُوا يَعمَلُونَ وَلَقَد أَهلَكنَا القُرُونَ مِن قَبلِكُم لَمَّا ظَلَمُوا وَجَاءَتهُم رُسُلُهُم بِالبَيِّنَاتِ وَمَا

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير