وكما حث الإسلام على الطهارة نهى عن تلويث البيئة فنهى عن البصاق على الأرض ونهى عن البول في الطرقات أو تحت الأشجار أو في المياه، ليكون المسلم نظيفاً في كل شيء: في عقيدته، في معاملته، في المحيط الذي يعيش فيه، وإنه لواجب علينا معاشر المسلمين أن نذكر أنفسنا بهذه التوجيه وأن يقوم الخطباء والوعاظ بتذكير الناس بهذا الأمر، وأن يحرص المعلمون والأساتذة على تذكير التلاميذ والطلبة بنظرة الإسلام نحو البيئة، فذلك من التعاون على البر والتقوى، قال تعالى: وَتَعَاوَنُواْ عَلَى ?لْبرِ وَ?لتَّقْوَى? وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى ?لإِثْمِ وَ?لْعُدْوَانِ [المائدة:2].
بارك الله لي ولكم في الكتاب الحكيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولجميع المسلمين إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
أما بعد:
عباد الله، عيدان اجتمعا لكم في يومكم هذا، فيوم الجمعة قال عنه نبينا عليه الصلاة والسلام: ((خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة)) [1] فيوم الجمعة سيد الأيام ونبينا محمد عليه الصلاة والسلام سيد الأنام، فلذلك يستحب الإكثار من الصلاة والسلام عليه في هذا اليوم.
ويومكم هذا هو يوم الحج الأكبر وهو الأضحى والنحر، فأكثر مناسك الحج تؤدى في هذا اليوم، وما عمل ابن آدم في هذا اليوم عملاً أحب إلى الله من إراقة دم وذبح الأضاحي عبادة يتقرب بها العبد إلى ربه قال تعالى: قُلْ إِنَّ صَلاَتِى وَنُسُكِى وَمَحْيَاىَ وَمَمَاتِى للَّهِ رَبّ ?لْعَـ?لَمِينَ [الأنعام:162]. وقال تعالى: إِنَّا أَعْطَيْنَـ?كَ ?لْكَوْثَرَ فَصَلّ لِرَبّكَ وَ?نْحَرْ [الكوثر:1، 2]. الله أكبر.
عباد الله، أمر الله نبيه أن يكون نسكه أي عبادته وذبيحته لله وحده، وأن يصلي صلاة العيد وينحر بعدها. وها أنتم خرجتم إلى هذا الصعيد، لأداء صلاة العيد، تأسياً بنبيكم وطمعاً في رحمة ربكم. فأبشروا برحمة الله، واستحضروا قول ربكم: إِنَّ رَحْمَتَ ?للَّهِ قَرِيبٌ مّنَ ?لْمُحْسِنِينَ [الأعراف:56]. فالإحسان في كل شيء واجب، من ذلك قوله عليه الصلاة والسلام: ((إذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته)) [رواه مسلم] [2]. فاحرصوا رحمكم الله على الرفق بالضحايا عند ذبحها واذكروا اسم الله عليها وقولوا: بسم الله والله أكبر، والأولى أن تذبح أيها المسلم أضحيتك بيدك. فإن لم تتمكن فلتوكل في الذبح مسلماً مصلياً وتنوي لنفسك، والأفضل أن تأكل من الأضحية وتتصدق منها قال تعالى: فَكُلُواْ مِنْهَا وَأَطْعِمُواْ ?لْبَائِسَ ?لْفَقِيرَ [الحج:28]. ووقت ذبحها بعد ذبح الإمام بالمصلى ويمتد إلى غروب شمس اليوم الثالث من العيد، ولا يجوز بيع شيء منها ولا يعط شيء منها أجرة للجزار. الله أكبر.
معاشر المسلمين، أيام العيد أيام أكل وشرب وذكر لله تعالى، فكبروا الله تعالى بعد الصلوات المفروضة من ظهر يومكم هذا إلى صبح اليوم الرابع، وأكثروا من الصلاة والسلام على من أخرجكم الله به من الظلمات إلى النور ...
ـ[محمود غنام المرداوي]ــــــــ[20 - 11 - 09, 11:42 م]ـ
جهد مشكور أخي الفاضل
ـ[أبو عبد الرحمان القسنطيني الجزائري]ــــــــ[21 - 11 - 09, 10:37 ص]ـ
جزاك الله خيرا على هدا المجهود
ـ[وذان أبو إيمان]ــــــــ[21 - 11 - 09, 02:34 م]ـ
بارك الله فيك
لقد اختصرت علينا الكثير سأقوم بإذن الله بتنزيلها
شكر الله سعيك وبارك فيك وحقق لك ما تريد
ـ[عاطف جميل الفلسطيني]ــــــــ[21 - 11 - 09, 04:50 م]ـ
غفر الله لكم أجمعين
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[22 - 11 - 09, 12:39 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم عاطف جميل الفلسطيني على هذا المجهود الطيب، أرحت الخطباء من عناء إعداد خطبة العيد بهذا الجمع الطيب والموفق.
ـ[وذان أبو إيمان]ــــــــ[22 - 11 - 09, 07:34 م]ـ
جزاك الله كل خير
ليتك تقوم بانتقاء بعض الخطب المؤثرة أو محاضرات مكتوبة في هذا الباب لنختار منها أجمل ما فيها لعلنا نقدم للناس خطبة جميلة يوم العيد
فإننا نحاول الاجتهاد قدر المستطاع
والله وحده الموفق للصواب
لعلك إمام مسجد مغترب أخي الكريم
ـ[عاطف جميل الفلسطيني]ــــــــ[23 - 11 - 09, 05:09 م]ـ
الأخ وذان وفقه الله:
هذه الخطب وضعتها لكي ينتقي منها ما شاء وما يناسبه من عبارات وكلمات، وطريقتي في إعداد الخطب هي كالتالي:
1 - البحث عن موضوع الخطبه مثلا ((ذكر الله، عذاب القبر، أحداث اليوم الآخر))
2 - قراءة كل موضوع يتعلق بموضوع الخطبه
3 - تقييد الفوائد والكلمات المؤثرة مثال في خطبة العيد ((ملة إبراهيمية جارية، وسنة محمدية سارية .. ))
4 - بعد أن يتم جمع القدر المناسب من المواضيع أقوم بترتيب الأفكار في ورقة خاصة
5 - أعتمد غالبا على أسلوبي في الخطب وليس على كلام الخطباء بشكل عام
ولذلك أخي الكريم وضعت هذه الخطب كما ذكرت لك أعلاه لكي ينتقي منها من أراد أن ينتقي، والذي يريد نفس الخطبة دون إضافات أو دون تعديل فإن الغالب على هذه الخطب أن لا تكون مؤثرة بشكل كبير ....
نعم أخي الكريم أنا مغترب، وأتبادل الخطابة مع الآخرين إلى أن يتم تعيين الإمام الراتب ........
¥