تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[حفظ العمر لإبن الجوزي رحمه الله]

ـ[صلاح أمين]ــــــــ[05 - 12 - 09, 05:07 م]ـ

حفظ العمر

للإمام ابن الجوزي رحمه الله

المقدمة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله الذي جعل عمر الآدمي سفرا إلى الأخرى طويلا وقصيرا، فسار الناس ببضائع الأعمال فربح المتيقظون ربحا كثيرا، وهلك المفرطون فكل منهم عاد مسكينا فقيرا، عرضت لهم الشهوات في بَر البِر فصار الجاهل لها أسيرا، فجَدَلَهُ سَبعُ الهوى فجَنْدَلَهُ فلقي هونا وتغبيرا، وكم حثه الشرع على الجد كما يحث المستأجر أجيرا، (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُوراً)، أحمده حمد من جعل حمده مصباحا وسميرا، وأصلي على رسوله المبعوث بشيرا ونذيرا، وعلى آله وأصحابه وأتباعه ورزقنا حسن إتباعه وكان ربك قديرا.

أما بعدُ: فإني رأيت العمر بضاعة للآدمي، فعجبت من تفريط الناس فيه وكأنهم ما علموا أن الدنيا ميدانُ سباق، وأن غاية العمر الغاية، إلا أن التفاضل في السباق على مقدار الهمم، وتفاوت الهمم على قدر الإيمان بالآخرة، فمن صدق يقينه جد، ومن تيقن طول الطريق استعد، ومن قلت معرفته تثبط، ومن لم يعرف المقصود تخبط.

وقد رتبت هذا الكتاب على ثلاثة أبواب:

الباب الأول في بيان شرف العمر والحث على اغتنامه في الخير

الباب الثاني في ذكر من كان يبادر العمر ويبالغ في حفظ لحظاته

الباب الثالث في ذكر سبب تضييع العمر

الباب الأول

في بيان شرف العمر والحث على اغتنامه في الخير

عن ابن عباس أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الصحة والفراغ نعمتان من نعم الله عز وجل مغبون فيهما كثير من الناس " (صحيح)

وعن شداد بن أوس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله عز وجل -الأمانِّي- " (ضعيف)

عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " بادروا بالأعمال سبعا هل تنتظرون إلا فقرا منسيا أو غنى مطغيا أو مرضا مفسدا أو هرما مفندا أو موتا مجهزا أو الدجال فشر غائب ينتظر أو الساعة والساعة أدهى وأمر " (ضعيف)

عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اليوم الرهان وغدا السباق والغاية الجنة أو النار والهالك من دخل النار " (ضعيف)

عن عبد الله بن حكيم قال: خطبنا أبو بكر فقال: " أوصيكم بتقوى الله وسابقوا في مهل آجالكم قبل أن تنقضي آجالكم فيردكم إلى أسوء أعمالكم فإن أقواما جعلوا آجالهم لغيرهم ونسوا أنفسهم فأنهاكم أن تكونوا أمثالهم الوحا الوحا النجا النجا إن من ورائكم طالبا حثيثا مُرهُ سريع " (ضعيف)

عن ثابت بن الحجاج أنه قال: قال عمر: " حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا فإنه أهون عليكم في الحساب غدا أن تحاسبوا أنفسكم اليوم وتزينوا للعرض الأكبر يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية " (ضعيف)

عن الأعمش عن مالك بن الحارث قال: قال عمر: " التؤدة في كل شيء خير إلا ما كان من أمر الآخرة " (ضعيف)

عن المسيب بن رافع قال: قال عبد الله: " إني لأبغض الرجل ليس في شيء من عمل الدنيا ولا من عمل الآخرة " (ضعيف)

وعن عبد الله بن الوليد قال: سمعت عبد الله بن حجيرة يحدث ابنه عن ابن مسعود أنه كان يقول: " إنكم في ممر الليل والنهار في آجال منقوصة وأعمال محفوظة والموت يأتي بغتة فمن زرع خيرا يوشك أن يحصد رغبة ومن زرع شرا يوشك أن يحصد ندامة ولكل زارع ما زرع " (ضعيف)

وقال ابن عباس: " تزوج التواني بالكسل فولد بينهما الفقر "

ولبعضهم:

وإن التواني زوج العجز ابنته * وأمهرها لما تزوجها مهرا

فراشا وطيا ثم قال أن ارقدا * فإن عشتما لا بد أن تلدا فقرا

وعن الحسن أنه قال: " ليس يوم يأتي من أيام الدنيا إلا يتكلم ويقول يا أيها الناس إني يوم جديد وأنا على ما يعمل في شهيد وإني لو قد أفَلَتْ شمسي لم أرجع إليكم إلى يوم القيامة "

وقال أبو بكر بن عياش: " أحدهم لو سقط منه درهم لظل يومه يقول إنا لله ذهب درهمي وهو يذهب يومه ولا يقول ذهب يومي وما عملت فيه "

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير