تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

عن ثابت البناني قال: " كان صلة بن أشيم يخرج إلى الجبانة فيتعبد فيها وكان يمر عليه شباب يلهون ويلعبون فيقول لهم أخبروني عن قوم أرادوا سفرا فحادوا النهار عن الطريق وناموا بالليل متى يقطعون سفرهم قال وكان كذلك يمر بهم فيعظهم فمر بهم ذات يوم وقال لهم هذه المقالة فقال شاب منهم يا قوم أنه والله ما يعني بهذا غيرنا نحن بالنهار نلهوا وبالليل ننام ثم أقلع عنهم وتبع صلة فلم يزل يختلف معه إلى الجبانة ويتعبد معه حتى مات ".

عن ابن شودب قال: سمعت فرقدا يقول: " إنكم لبستم ثياب الفراغ قبل العمل ألم تروا أن الفاعل إذا عمل كيف يلبس أدنى ثيابه فإذا فرغ اغتسل ولبس ثوبين

نقيين ثم يلبس ثياب الفراغ بعد العمل ".

قال بعضهم سمعت عبد الله بن المبارك يقول: " إن الصالحين فيما مضي كانت أنفسهم تؤاتيهم على الخير عفوا وإن أنفسنا لا تكاد تؤاتينا إلا على كره فينبغي لنا أن نكرهها ".

قال مالك بن دينار حدثني شيخ أدرك الصدر الأول أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يعظ أصحابه ويقول لهم: " أرأيتم نفسا إن نعمها صاحبها ورفق بها ذمته غدا عند الله وإن خالفها وأنصبها وأتعبها مدحته غدا عند الله عز وجل ففيكم أنفسكم التي بين أجنابكم ". (ضعيف)

قال محمد بن المنكدر: " سمعت زياد بن أبي زياد وهو يخاصم نفسه في المسجد يقول يا نفس اجلسي أين تريدين تذهبين أتخرجين إلى أحسن من هذا البيت هذا بيت يعبد فيه الله عز وجل أتردين أن تبصري دار فلان ودار فلان ما لكِ عندي في الطعام إلا هذا الخبز والزيت وما لكِ من الثياب إلا هذين الثوبين وما لكِ من النساء إلا هذه العجوز أتردين هلاكي بإتباع شهواتك لا ".

عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " ما جلس قوم فتفرقوا على غير ذكر الله عز وجل إلا تفرقوا على مثل جيفة حمار وكان ذلك المجلس عليهم حسرة يوم القيامة ". (صحيح)

عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ما جلس قوم مجلسا لا يذكرون الله عز وجل فيه ولا يصلون على رسوله محمد إلا كان عليهم حسرة يوم القيامة وإن دخلوا الجنة لمَ يرون من الثواب لغيرهم ". (صحيح)

وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " مَنْ قال سبحان الله العظيم وبحمده غرست له نخلة في الجنة ". فالعجب من رجل يؤمن بهذا ويضيع زمانه في غير الغرس ولو أنه ذاق طعم النخيل لاستكثر من غرس النخل إن مثَل عمل الخير في العمر كمثل رجل قيل له كلما زرعت حبة أخرجت لكَ ألف ألف كرٍ أفتراه يفتر مع سماع هذا الربح.

قال أبو هريرة رضي الله عنه: "إن الله سبحانه وتعالى يكتب للمؤمن بالحسنة الواحدة ألف ألف حسنة ". فهذا الذي حث المجتهدين في الغالب ومنهم من يعمل أداء لحق الحق لا لطلب للأجر.

وقد قيل أن عمر الإنسان يبسط يوم القيامة سنين ثم يبسط شهورا ثم أسابيع ثم أياما فإذا رأها فارغة في خير ندم وتحسر فكيف إذا كانت مملوءة شرا.

وقال الحسن: " يعرض على ابن آدم يوم القيامة ساعات عمره فكل ساعة لم يحدث فيها خيرا تقطعت نفسه عليها حسرات ".

وقد قيل أن الإنسان يتنفس كل يوم وليلة أربعا وعشرين ألف نفس اثنا عشر تدخل ومثلها تخرج فكل نفس كخزانة فأنظر ماذا تعمل فيها.

وقد قال الحسن: " إن الملائكة تغرس للعبد في الجنة فربما فتروا فيقال لهم فيقولون فتر صاحبنا ففترنا قال الحسن أمدوهم رحمكم الله بالنفقة ".

وليتفكر الإنسان في صائم جلس وقت العشاء ليفطر مع من كان مفطرا فكلاهما يشبع حينئذ وقد ذهب تعب الصوم وراحة الإفطار وتباين الحال في الثواب.

ومثله إخوان طلب أحدهما العلم في صغره وآثر الأخر البطالة واجتمعا عند علو السن وجلسا في مكان فلاح على هذا أثر التعب وقد حصل العلم والتقوى وأما الأخر فليس بيده من آثار الراحة شيء بل إن تفكر تحسر فأفٍ لعاقل يستعجل البطالة وينسى ما يجري.

عن عبد الله بن بشر قال: " جاء أعرابيان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أحدهما يا رسول الله أي الناس خير قال من طال عمره وحسن عمله وقال الأخر أي الأعمال أفضل قال أن لا يزال لسانك رطبا بذكر الله تعالى ". (حسن)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير