كلما تعمقت في الدين كان ولاءك لأهل الحق وللمؤمنين، ولو كانوا فقراء، وكلما ضعف إيمان المؤمن والى أهل الدنيا وعظّمهم، ويتعامى عن أخطائهم، ويثني عليهم ثناءً غير صحيح، فالبطولة ولاءك وبراءك، لذلك: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ اللَّهَ قَالَ:
((مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ ... )).
[البخاري]
بالمناسبة آذنته بالحرب في القرآن وردت في آية الربا:
? فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ?.
(سورة البقرة الآية: 279).
في الحديث وردت:
((مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ ... )).
الآية الثالثة:
إخواننا الكرام، آية أخرى دقيقة جداً:
? إِنَّ الَّذِين آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُوْلَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ ?.
الآن:
? وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يُهَاجِرُواْ مَا لَكُم مِّن وَلاَيَتِهِم مِّن شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُواْ ?.
(سورة الأنفال الآية: 72).
الولاء للمؤمنين يقتضي خدمتهم والتحرك نحوهم:
ما لم تتحرك، ما لم تتخذ موقف، ما لم تهاجر، ما لم تفعل شيئاً، ما لم تلتزم فإيمانك لا قيمة له:
? وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يُهَاجِرُواْ مَا لَكُم مِّن وَلاَيَتِهِم مِّن شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُواْ ?.
أوضح مثلٍ: إنسان ذهب إلى بلاد بعيدة، وأخذ الجنسية، واستقر، ونسي أمته، هو لحم كتفه من خير بلده، علمه لأعداء المسلمين، الذي عنده ولاء لأمته ولدينه يريد أن يرد لأمته جميلها، فيعود إلى بلده، ويعالج المرضى المؤمنين.
فلذلك:
? وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يُهَاجِرُواْ مَا لَكُم مِّن وَلاَيَتِهِم مِّن شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُواْ ?.
? وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلاَّ عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ?.
الآن دققوا:
? وَالَّذينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ ?.
(سورة الأنفال الآية: 73).
يتعاونون، يتناصرون، يسهرون الليل، يخططون، يتعاونون، وتجد تحالفات كلها ظالمة، تحالفات من أجل اغتصاب الشعوب، من أجل قهر الشعوب ك
? وَالَّذينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ ?.
لكن أدق شيء في الآية:
? إِلاَّ تَفْعَلُوهُ ?
(سورة الأنفال الآية: 73).
هذه الهاء ضمير غائب على من تعود؟
? إِلاَّ تَفْعَلُوهُ ?
يعني إن لم تؤمنوا، وإن لم تهاجروا، وإن لم تجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله، وإن لم تؤووا، وتنصروا، إن لم يكن لكم ولاء للمؤمنين.
? إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ ?.
(سورة الأنفال).
هذه الهاء تعود على الآية السابقة بأكملها:
? إِلاَّ تَفْعَلُوهُ ?.
إذا ما آمنت وهاجرت، وجاهدت بمالك، ونفسك، وآويت، ونصرت:
? تَكُن فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ ?.
الآن: ما سبب ضعف المسلمين؟ تفرقهم، عدوهم ينال منهم واحداً واحداً، ينال من جهة، والكل يتفرج، ينال الثاني والكل يتفرج، إلى أن يأتي عليهم جميعاً، ولا أحد يتحرك لكن المؤمنين كما قال عليه الصلاة والسلام:
((سلمهم واحدة، وحربهم واحدة)).
[ورد في الأثر]
? وَإِن طَائِفَتَان مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ ?.
(سورة الحجرات الآية: 9).
الولاء للمؤمنين يقتضي الانتماء للمجموع:
هناك انتماء إلى المجموع، وأكبر مرض يعاني منه المسلمون الانتماء الفردي، حيث كل إنسان يقول: أنا ما عندي مشكلة، لكن في الحقيقة هناك مشكلة كبيرة عند بعض الناس دون أن نفكر في حلها.
أوضح مثلٍ:
احترق بيت في شارع، هذه البيوت كلها إن لم تخرج لإطفاء الحَريق فالحريق سيصل إليها بيتاً بيتاً.
¥