نحن بحاجة إلى الولاء، أن تقول: أنا لست بخير إذا كان المسلمون ليسوا بخير، أن تشعر أن ما يصيب المسلمين يصيبك.
أحيانا لا يكون عند الإنسان مشكلة، بلده والحمد لله آمِنٌ، لكن هل نحن مرتاحون لما يجري في فلسطين؟ في العراق؟ في الصومال مثلاً؟ في السودان؟ هناك أخطار تتهدد هذه البلاد، فعلامة ولاءك وبرائك أقلّ شيء أنْ تتألم، وأقلّ شيء أن تدعو لهم، وأقلّ شيء أن تساعدهم بمالك إن أمكنك، هذا هو الولاء والبراء.
أتمنى أن تكون هذه الأفكار واضحة، لأنك توالي الله عز وجل، تحمل همّ المؤمنين، يفرحك إذا كانوا في سعادة، يؤلمك إذا كانوا في شقاء، تعجب بوحدتهم، تتألم لفرقتهم، تخفف من آلامهم، تحمل بعض همومهم، هذا هو الولاء والبراء، الولاء والبراء جزء من الدين.
أيها الإخوة، يقول الله عز وجل:
? وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ ?.
(سورة التوبة الآية: 71).
والله علامة إيمانك أينما ذهبت، إلى أين مكان في العالم ترى المؤمن فتحبه، وكأنه أقرب الناس إليك.
مرة سمعت محاضرة من عالم أصله من السند، مقيم بجنوب إفريقية، أحمد ديدات، لا يتكلم العربية، أقسم لكم بالله شعرت أنه أقرب إلي مِن أقرب الناس إلي، هذا الولاء والبراء، أينما سافرت المؤمن تحبه، تجده سمته حسنا، متواضعا، غيورا على هذا الدين، يحب أن يقدم شيئًا، يخفف من آلام المسلمين، هذا هو الولاء والبراء، وما لم تتمتع هذا بالولاء والبراء ففي الإيمان خلل كبير.
لذلك:
? وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ ?.
? يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ?.
(سورة التوبة).
أنا أريد أن ألخص لكم معنى الولاء: المجموع لواحد، والواحد للمجموع.
زبدة القول وملخَّصُه:
مرة طُرح شعار، والقصة قديمة، فأنا أعجبني هذا الشعار، الشعار هو: لسنا وحدنا في المعركة، أنا عدّلته، وقلت: لست وحدك أيها المؤمن في الحياة، هناك ألْف أخٍ يعاونك، ألف أخ ينجدك، ألف أخ يقدم لك شيء، ألف أخ ينصحك، ألف أخ يأخذ بيدك، لست وحدك في الحياة، وما لم نكن كذلك فالله عز وجل لا ينظر إلينا.
مرة صحابي تخلف عن رسول الله، النبي سأل عنه، لكن أحدَهم طعن فيه، قال له: شغله بستانه، فقام أحد الصحابة قال: لا والله يا رسول الله، والله قد تخلف عنك أناس ما نحن بأشد حباً لك منهم، ولو علموا أنك تلقى عدواً ما تخلفوا عنك، فابتسم النبي فرحاً بهذا الموقف.
دافع عن أخيك، وهناك حالات كثيرة الآن من هذا القبيل، فإذا ذُكِر أخ لك بسوء لا تبق ساكتًا، وأنت تعرفه أن الأمرَ خلاف ذلك، فدافعْ عنه.
الآن هناك اتجاهات منها الانتماء الفردي، ليس الرجل مستعدا أن يقول كلمة، ما ولا أن يدافع عن رأيه إطلاقاً، حتى لا يكون عليه مأخذ.
إذا اتُّهم المؤمن بشيء هو بريء، وأنت تعرف بريء، فدافعْ عنه، هذا هو الولاء والبراء، وعلامة إيمانك ولاءك وبرائك، وعلامة ضعف الإيمان ضعف الولاء والبراء.
والحمد لله رب العامين
بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.
قانون الولاء والبراء:
أعزائي المشاهدين ... أخوتي المؤمنين ... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ولا زلنا في قوانين القرآن الكريم، والقانون اليوم (قانون الولاء والبراء) وهذا موضوع دقيق جداً وخطير في الدين.
الولاء والبراء أحد أركان الدين و أصل من أصوله:
أنت من؟ تنتمي لمن؟ هل تنتمي لهذه الأمة؟ إن كنت كذلك ينبغي أن يؤلمك ما يؤلمهم، ينبغي أن يفرحك ما يفرحهم، ينبغي أن تسعى جاهداً لحمل همومهم، للتخفيف عنهم ينبغي أن تسعى جاهداً لتكون قوياً بين الأمم، الولاء والبراء أحد أركان الدين، الذي يعد أصلاً في الدين، كي تتوضح الحقيقة نضرب هذا المثل:
¥