تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إن وجود الكون إما أن يكون أزليا بلا موجد أو أن يكون مخلوقا من قبل خالق، ولا يمكن أن يكون أوجد فجأة بلا خالق،أي انتقل من العدم إلى الوجود دون تأثير خارجي لأن هذا مخالف لمبدأ الترموديناميك الأول (إن الطاقة لا تفنى و لا تخلق من العدم).

لنفرض جدلا أن الكون أزلي ولا يؤثر عليه أي قوى خارجية فهو في هذه الحالة يعتبر جملة معزولة وجميع العمليات و الأفعال الكائنة على هذا الكون تكون تلقائية و بالتالي تؤدي إلى ازدياد الأنتروبية حتى وصولها إلى حدها الأعظم وحصول حالة توازن و بالتالي انعدام كافة الأفعال التلقائية وحصول سكون أنتروبي.

فلو كان الكون أزليا وهو موجود منذ اللانهاية لكنا الآن في سكون أنتروبي وهذا مخالف للواقع فلا بد لهذا الكون من خالق هو الله وهذا الخالق يختلف بصفاته عن صفات هذا الكون إذ لو أنه يخضع لقوانين هذا الكون لكان هو بدوره وصل إلى السكون الأنتروبي و لانعدمت كل الحوادث التلقائية.

فسبحانه ليس كمثله شيء وهو السميع العليم وصفات الخالق مختلفة عن صفات الكون المخلوق

فالله القوي القادر الذي يمتلك الطاقات اللامحدودة و الامتناهية، القادر على الخلق من العدم سبحانه

لا إله إلا هو.

فهو الأول ليس قبله شئ وقدرته لا تنتهي ولا تفنى،وهو الآخر ليس بعده شئ سبحان الله الواحد الأحد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد.

و لا يجوز لنا أن ننسب الألوهية سوى لله فالله يرُدُ على من ينسب الألوهية لعيسى عليه السلام بقوله:

ومَا المَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلانِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ.

أي أن طاقة عيسى عليه السلام ليست ذاتية ولو عزلناه عن الوسط المحيط لوصل إلى السكون الأنتروبي لذلك كان يأكل الطعام ليستمد طاقته منه شأنه في ذلك شأن باقي البشر فهو لا يصلح لأن يكون إله لأن الإله طاقته ذاتية نابعة منه لا تأتيه من غيره وطاقته لا تفنى أبداً.

اللهم هديت عقلي فاهدِ قلبي واهدِ جوارحي آمين وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


الدكتور الصيدلاني أحمد زهيراتي
دكتور أخصائي في الكيمياء الحيوية السريرية
[email protected]
[email protected]

ـ[ ahmadzherati] ــــــــ[26 - 10 - 08, 08:32 ص]ـ
نعم لقد أكتشف العلم القانون الثاني للحرارة الديناميكية وهذا القانون الذي يسمى حاليا بقانون الطاقة المتاحة يثبت لنا وجوب الإيمان بخلق الكون وعدم كونه أزليا فهو يقول أن الطاقة الموجودة في الكون تنتقل من طاقة مفيدة إلى طاقة غير مفيدة وهكذا أثبتت البحوث العلمية دون قصد أن لهذا الكون بداية فأثبتت تلقائيا وجود الإله

فلو كان الكون أزليا وهو موجود منذ اللانهاية لكنا الآن في سكون أنتروبي وهذا مخالف للواقع إذ العمليات الكيميائية والفيزيائية والطبيعية جارية وأن الحياة قائمة، فلا بد لهذا الكون من خالق هو الله

لأن كل شيء ذي بداية لا يمكن أن يبتدئ بذاته ولا بد أن يحتاج إلى المحرك الأول الخالق الإله

إن هناك أدلة علمية كثيرة تدعونا للإيمان بوجود خالق للكون وتجعلنا نتعرف على الخالق من خلال معرفة الكون وما فيه ولو نرى الشواهد الطبيعية التي أكتشفها العلم والتي تثبت أن الكون لم يكن موجودا من الأزل وان له عمرا محدودا فان علم الفلك يقرر أن الكون يتسع بالتسلسل الدائم وان مجاميع النجوم والأجرام والأجسام الفلكية تتباعد بسرعة مدهشة بعضها عن بعض وهذا يعني أن هذه الأجزاء التي تتباعد عن بعضها كانت في وقت ما كتلة واحدة مجتمعة مع بعضها ثم بدأت الحرارة والحركة ونتيجة هذا
الكشف العلمي هو الإيمان أن للكون عمرا محدودا وانه في حركة مستمرة سوف تنتهي به إلى الدمار يوما ما ....

ـ[ ahmadzherati] ــــــــ[26 - 10 - 08, 08:33 ص]ـ
خلاصة القول:
1 - يؤكد هذا المقال وجود الله الخالق لهذا الكون
2 - كما يؤكد أن صفات الخالق مخالفة لصفات المخلوق
3 - وكل ما نراه من علم مادي لا يصلح أن يكون هو الخالق للكون لأن الخالق لا يستمد قدرته من غيره و طاقة الإله الخالق لهذا الكون ذاتية و هي غير محدودة
4 - وإن وجود التنظيم في هذا الكون لا يمكن أن يكون أتى صدفة بدون خالق فالكون يميل نحو الفوضى و نحو العشوائية و وجود الحياة على هذا الكون هي أكبر دليل على وجود إله خالق مبدع قدير حي قيوم

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير