تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

بالنسبة لطريقة الحفظ كما قلت لك سابقا تتنوع بتنوع الفرد المسلم، كما سبق أن وضحت لك.

وكذلك لا يعتمد الحفظ على نسبة تكرار الذي يراد حفظه، إن الطبائع ليست واحدة، فقاعدة أن يكرر المسلم المطلوب حفظة من 500: 600 مرة ليست على العموم، وقد تنجح مع مسلم وتفشل مع الآخر.

كما أن حفظ آيات القرآن الكريم ا، ليست متساوية في وقت الحفظ، هناك آية تحفظها في وقت صغير جدا، وآية تحفظها في وقت وسطي وآية يطول معها الحفظ، وأخرى تهضمها في أيام.

ولذلك كان الرسول صلى الله عليه وسلم، يلقي الحديث على أصحابه، وقد لا يكرره، وقد يكرره مرتين، ويكرره ثلاث، فهذا التكرير متنوع، ولا يسقر على وتيرة واحدة.

وانطلاقا من هذا السؤال أسدي لك بعض النصائح لعلك تسكنها في جعبتك طويلا.

- ان مدى حفظك للأية لا يعتمد على عدد مرات التكرار، هذا غير صحيح، وإنما يعتمد على مدى الحفظ للأية نفسها. أوعيت أخي.

- بعد تكرار الآية حفظا، توثق حفظك للأية بأن تكررها غيبا من 3 - 5 مرات لتثبيت الحفظ.

- مقدار حفظك يكون خمس آيات بخمس آيات، ثم تقسم الخمس آيات، آية آية،

تحفظ الآية رقم 1 ثم راجعها 3 - 5 مرات،ثم اتركها،

واحفظ الآية الثانية ثم راجعها 3:5 مرات، ثم راجع الآية رقم 1،2، من 3:5 مرات، ثم اتركهم،

ثم احفظ الآية رقم 3 ثم راجعها من 3:5 مرات، ثم راجع الآيات 1،2،3 5 مرات، ثم اتركهم،

ثم احفظ الآية رقم 4، ثم راجعها 3:5 مرات، ثم راجع الآيات 1 - 2 - 3 - 4 خمس م مرات ثم اتركهم

ثم احفظ الآية رقم 5 ثم راجعها 3:5 مرات، ثم راجع الآيات 1 - 2 - 3 - 4 - 5 خمس مرات، ثم اتركهم

وبهذا تكون قد حفظت 5 آيات.

ثم أنتقل إلى الخمس آيات التاليين، ثم اصنع كما ذكرت لك.

ثم راجع الخمس الأولى والثانية مع بعضهم البعض خمس مرات،

إلى أن تنتهي من الربع.

ثم راجع الربع من 3 - 5 مرات.

وقبل النوم راجع ما حفظت.

ثم اليوم التالي راجع ما حفظت لتثبيت الحفظ.

وهكذا يا أخي.

هذا التتبع المنتظم له ميزة الثبات، خاصة في خلايا المخ، لأن موقع إسقرار الحفظ في المخ يعتمد على التسلسل المنتظم، وكأنك تفتح أبوب مغلقة في ممر ضيق متدرجا.

هل فهمت أخي، أرجو أن تقرأ هذه النقطة ثم تذكر لي مدى أستعابك لها.

هذا مع الذي يحفظ ربع من القرآن الكريم، وعليك بالخمس آيات حفظا، لأن بهم الفتح المساعد للحفظ.

أما الذي يحفظ آية كل يوم، فهذا لا كلام فيه.

والذي يحفظ آيتين، يحفظ الآية الأولى ثم يراجعها 3 - 5 مرات ثم يتركها،

ويحفظ الثانية ثم يراجعها 3 - 5 مرات، ثم يراجع الآيتين ثم يتركهم.

ثم ينتقل للأيتين التاليين ثم فعل كما سبق في طريقة الحفظ.

ثم يراجع الأربع آيات من 3 - 5 مرات.

وهكذا يكرر.

وعلى نفس المنوال، المسلم الذي خطط لنفسه ليحفظ 3 آيات يومية، أو 5 آيات يومية.

وكذلك باقي خطط الحفظ.

- أما بالنسبة للذي ذكرت بأن يكرر المحفوظ مقدار 500 - 600 مرة، ليس هذا مقياس للحفظ، فليست العبرة بكمية المكرر ولكن العبرة بحفظك الفعلي للقرآن وقد ينتهى عن أي عدد مكرر، فقد يفتح الله عليك وتحفظ خلال مدة قصيرة من التكرار.

- إن حفظ القرآن الكريم لا يعتمد على القياس، وإنما هو فتح من الله.

- تجد هناك آيات التي يذكر فيها الشياطين وإبليس صعبة الحفظ، ولذلك أنصحك بتشديد الحفظ عندها، تجدة جليا في سورة الأعراف، الأنعام، الحجر، الشعراء. وأخرى.

- الآيات الطويلة سهلة الحفظ، القصير، صعبة الثبات.

- المعاصي تؤثر على الحفظ، فحاول ألا تغضب الله عز وجل، ولا تغضب والديك.

- تجنب الأسواق، والطرقات خلال مدة الحفظ، غض البصر له نتيجة إيجابية في الحفظ.

- أذكرك أن الإمام الشافعي، كان يراجع القرآن الكريم قبل نومه، والخبر أصدقه، وأعتقد أنه كان يختمه في فتره 2.5 - 3 ساعات.

- هذه ميزة عظيمة، كلما راجعت أكثر كلما زادك الله فقها في الدين.

- تفقه القرآن قبل أن تسود، وكفى به فقها.

- الدلائل الشرعية، جلها من القرآن الكريم، ولن تصلح بأن تذكر الدليل من القرآن إلا إذا كنت حافظا متقنا.

- ذكرت لشيخي مسألة، فتعجب فقال لي ما دليلك من القرآ ن الكريم، فتلوته، فاستبشر خيرا.

- طريقة الإمام ابن تيمية رحمة الله في كتبه، تعتمد أساسا على حفظه القوي من القرآن الكريم، كذلك الإمام الشعراوي رحمه الله تعالى، فتحه بالتفسير معتمدا على قوة حفظه للقرآن الكريم.

- النظر للمصحف فترات طويلة، يجلي البصر والبصيرة، وينقي القلب ويفتح العقل، وقلما وجدت حافظا بنظارة طبية أو مريضا بالقلب. والله أعلم.

أرجو أن تكون وعيت ما طرحته،

أختم كلامي بهذه الآية القرآنية الكريمة:

قال الله تعالى:

بسم الله الرحمن الرحيم

قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا

صدق الله العظيم

الإسراء /88

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير