تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

· فريق القائلين وهم أخوة غيرأشقاء لهما وأنهم نازعوا وخاصموا يوسف وأخاه لا لشىء فعلوه ولكن مجرد عصبية دموية وتعصب جاهلى ... فهم لم يوجهوا للفريق الأول أي اتهام على الإطلاق وأن التهمة الوحيدة وجهت للأب وهى أنه أشد حباً للفريق الآخر (يوسف وأخيه) والتهمة ظنية لم تقم على دليل ولا برهان والتهمة وهمية لم تقم على تجريم بذنب ... ولو فرضنا جدلاً صحة ظنهم فهل الحب تهمة وجريمة تقتضى المسئولية والعقوبة ... والأدهى من ذلك والأّّّّّّمر أنهم بناء على ذلك أصدروا حكماً دون محاكمة وأنزلوا فى هذا الحكم أقصى العقوبة (محاولة قتل الأخ الصغيروتلويع قلب الأب الكبير) ... لماذا؟ < o:p>

لأنه نما فى ظنهم (مجرد مظنة) حب أشد من أبيهم للفريق الآخر وهل الحب جريمة؟ وهل الحب يشترى ويباع؟ وهل الحب يكتسب بالقهر والإرغام وشرالأعمال؟ إن الحب الفطرى السليم فى الأباء لخصته كلمات (صغيرهم حتى يكبر– مريضهم حتى يشفى وغائبهم حتى يرجع).< o:p>

وهل كان الذنب ذنب آدم عندما أمرالله إبليس بالسجود له فأبى وتكبروخاصم وفجر؟ وهل كان الذنب ذنب هابيل إذ لم يتقبل الله قربان أخيه فعاداه وقتله؟ < o:p>

إنه الهوى الفاسد المتبع ... إنها النفس الأمارة بالسوء (أَرأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً) (الفرقان 43).< o:p>

إن إخوة يوسف هم مثال آخرلنبتة السوء فى النفس الإنسانية ترويها العصبية الجاهلية ويمتطيها الشيطان ويقترن بها ... كحال ابن آدم الأول الذى قتل أخيه مع بعض الإختلافات فى التفاصيل والخاتمة.< o:p>

إن النفس الإنسانية هى العمود الفقرى فى صلاح أوفساد الإنسان فرداً أوجماعة أوأمة فبصلاحها يفلحون فى الدنيا والآخرة وبفسادها يذلون ويخسرون فى الدنيا والآخرة (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا* فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا* قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا*وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا) (الشمس7 - 10) لذا كان من دعاء النبى عليه الصلاة والسلام: (اللهم آت نفوسنا تقواها وزكها أنت خيرمن زكاها أنت وليها ومولاها).< o:p>

وهكذا قررالأخوة قتل يوسف دون مناقشة ولا محاكمة ... وهكذا تنبت نبتة السوء فى عجلة من أمرها ... ها هى ذى ثمارها قد أينعت وحنظلها بمذاقهم قد طاب< o:p>

فما أعجب هذا الإنسان حين يغلب عليه هواه الفاسد فيطغى عليه ويستعبده الشيطان فيحتنكه فيعمى عن الحق والصواب والمنطق والعدل وصلات القرابة والرحم.< o:p>

ماهي التهمة الفظيعة الموجبة لأقسي حكم وأشد عقاب؟ < o:p>

ماهي جريمة يوسف الصبي البريء؟ وماهي جريمة يعقوب الأب الرحيم؟ < o:p>

وهل صار الحب الفطري السليم جريمة توجب القتل؟ < o:p>

وَتَكُونُواْ مِن بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ:< o:p>

اعتراف ضمني منهم بسوئهم وفسادهم ... وكأن الفساد والصلاح وجهان لعملة واحدة يقلبونها متي شاءوا أوثوب ذو وجهين يلبسونه حسب المناسبة.< o:p>

إن التخلية قبل التحلية ... وإن التوبة الصادقة بالإمتناع والتوقف عن ارتكاب الذنب أولا هي أول الطريق وهي أول سلم الصلاح والخير (إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً) (الفرقان 70). < o:p>

إن الإعتراف بالذنب فضيلة ... وعدم استحسانه وعدم الإستمرار فيه وعدم الإصرارعليه أيضا حسن وفضيلة والتطلع إلي الإنقلاب إلي الصلاح لابأس به ومحمود إلا إذا كان من باب التسويف والتبرير.< o:p>

( قَالَ قَآئِلٌ مِّنْهُمْ لاَ تَقْتُلُواْ يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ) < o:p>

وهنا يأتي الإقتراح الثالث من أحد الأخوة وهوعدم قتل يوسف وإلقائه في غيابة الجب (البئريجتمع فيه الماء) لعل أحد المسافرين يلتقط يوسف فيأخذه معه بعيداً وهو مقصدهم .... ووافق الأخوة علي هذا الرأي وأجمعوا عليه.< o:p>

هذا القائل أمره عجيب ... فالقتل عنده وإلحاق الأذي بيوسف أمرمرفوض والإبعاد احتمال غيرمرفوض ... وكأن لسان حاله يقول:إذا لم يكن من الشر بد فبعض الشر أهون من بعض.< o:p>

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير