تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وفي الحديث الشريف يقول الرسول r : ( عند باب الجنة شجرة ينبع من أصلها عينان فإذا شربوا من إحداهما جرت في وجوههم نضرة النعيم، وإذا شربوا من الأخرى لم تشعث أشعارهم أبداً). < o:p>

مع أفواج الداخلين: < o:p>

نترك يا أخي القارئ الآن الكلمة للرسول r يحدثنا عن أفواج الداخلين فاسمع له يقول (إن أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر، والذين يلونهم على أشد كوكب دري في السماء إضاءة، لا يبولون، ولا يتغوطون، ولا يتمخطون، ولا يتفلون. أمشاطهم الذهب، ورشحهم المسك، ومجامرهم الألوة. أزواجهم الحور العين. أخلاقهم على خلق رجل واحد، على صورة أبيهم آدم ستون ذراعاً في السماء). < o:p>

وكيف يستقبلون؟ < o:p>

هذا وفد الرحمن يا رضوان فاستقبله! < o:p>

ما إن تطأ أقدامهم أبواب الجنة حتى يستقبلهم بالتهنئة والسلام جموع الملائكة الطاهرين، وفي مقدمتهم رضوان خازن الجنان. < o:p>

قال الله تعالى: {وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمراً حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها، وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين، وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين}.< o:p>

ماذا في القصور؟ < o:p>

الله أكبر الله أكبر؟ < o:p>

من الذي يقوى على وصف قصورهم، أو يحسن التعبير عن نعيمهم وسرورهم، والله مكرمهم ومنعمهم يقول: {وإذا رأيت ثم رأيت نعيماً وملكاً كبيراً، عاليهم ثياب سندس خضر واستبرق وحلُّوا أساور من فضة وسقاهم ربهم شراباً طهوراً}. < o:p>

إن النبي r يا أخي القارئ وحده يمكنه أن يحدثنا بعض الحديث عن تلك القصور، وما حوت من النعيم المقيم، فلنستمع إليه في هذا الحديث المقتضب القصير. من حديث له مسهب طويل هذا آخر رجل يدخل الجنة حتى إذا دنا من الناس رفع له قصر من درة فيخر ساجداً، فيقال له: ارفع رأسك مالك؟ فيقول رأيت ربي! فيقال له: إنما هو منزل من منازلك، ثم يلقى رجلاً فيتهيأ للسجود له. فيقال له: مه!! فيقول: رأيت أنك ملك من الملائكة. فيقول له: إنما أنا خازن من خزانك، وعبد من عبيدك، فينطلق أمامه حتى يفتح له القصر، وهو من درة مجوفة سقافها وأبوابها وأغلاقها ومفاتيحها منها، تستقبله جوهرة خضراء مبطنة، كل جوهرة تفضي إلى جوهرة على غير لون الأخرى في كل جوهرة سرر وأزواج ووصائف أدناهن حوراء عيناء عليها سبعون حلة يرى مخ ساقها من وراء حللها، كبدها مرآته، وكبده مرآتها، إذا أعرض عنها إعراضة ازدادت في عينه سبعين ضعفاً، فيقال له أشرف فيشرف، فيقال له: ملكك مسيرة مائة عام ينفذه بصرك.< o:p>

الهدايا والتحف: < o:p>

وإذا ضمت وفد الرحمن القصور، وانتهوا إلى نعيم غمرهم بالسرور والحبور، توافدت عليهم جموع الملائكة المهنئة لهم، وهي تحمل أجمل التحف وأحسن الهدايا، وتقول: "سلام عليكم بما صبرتم، فنعم عقبى الدار". < o:p>

يا لتفاوت الدرجات: < o:p>

سبحان الله ما أعظم تفاوت درجات القوم وما أبعد ما بين قصورهم ومنازلهم تبعاً لكمال إيمانهم في الدنيا وكثرة أعمالهم الصالحة فيها. < o:p>

روى البخاري ومسلم أن النبي r قال: (إن أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف من فوقهم كما يتراءون الدري الغابر في الأفق من المشرق والمغرب لتفاضل ما بينهم، قالوا يا رسول الله: تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم، قال بلى، والذي نفسي بيده رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين). < o:p>

نظرة على أرض الجنة: < o:p>

ما تظن يا أخي. في أرض؟ هل هي من تراب أبيض أو أحمر، وهل حصباؤها من حجارة ملونة جميلة، وهل جدران مبانيها من لَبن في غاية الحسن والجمال، وهل الطين الذي يوضع بين اللبنات لرصفها وإحكامها من مزيج الرمل الأبيض والإسمنت الأزرق الناعم. < o:p>

إعلم يا أخي القارئ إنه لا يستطيع أحد أن يجيبك عن تساؤلاتك هذه إلا من شاهد الجنة وعاش فيها ساعة كرسول الله r .

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير