وعليه فهل تحصل زيارات في الجنة يسرون بها وينعمون على تفاوتهم في الدرجات، وارتفاع المنازل، وعلو المقامات؟ نعم يا أخي القارئ الكريم ولم لا يكون لهم ذلك، وكيف لا وقد علمت أن لهم فيها ما تشتهي أنفسهم وما يدعون ولنسمع إلى البزار رحمه الله تعالى يروي لنا في ذلك الحديث النبوي التالي: (إذا دخل أهل الجنة فيشتاق الإخوان بعضهم إلى بعض فيسير سرير هذا إلى سرير هذا، وسرير هذا إلى سرير هذا حتى يجتمعا جميعاً فيتكئ هذا، فيقول أحدهما لصاحبه: أتعلم متى غفر الله لنا؟ فيقول صاحبه: نعم، يوم كنا في موضع كذا وكذا فدعونا الله تعالى فغفر لنا). < o:p>
أما أبو هريرة رضي الله عنه فيروي لنا ويقول: إن أهل الجنة ليزاورون على العيس الجون، عليها رجال الميس يثير مناسمها غبار المسك، خطام أو زمام أحدهما من الدنيا وما فيها. < o:p>
أكرم زيارة: < o:p>
أية زيارة أكرم يا أخي، وأية زيارة أعظم، وأية زيارة أشهى على النفس وأحب لها من تلك التي هي زيارة الرب تبارك وتعالى!! < o:p>
روى أبو نعيم في حليته عن علي رضي الله عنه عن النبي r قوله: (إذا سكن أهل الجنة الجنة أتاهم ملك فيقول لهم: إن الله يأمركم أن تزوروه فيجتمعون، فيأمر الله تعالى داود عليه السلام فيرفع صوته بالتسبيح والتهليل ثم توضع مائدة الخلد، قالوا يا رسول الله وما مائدة الخلد؟ قال: زاوية من زواياها أوسع ما بين المشرق والمغرب فيطعمون، ثم يسقون، ثم يكسون، فيقولون لم يبق إلا النظر في وجه ربنا عز وجل، فيتجلى لهم فيخرون سجداً فيقال لهم: لستم في دار عمل، إنما أنتم في دار جزاء). < o:p>
سلام عليكم: < o:p>
بينما أهل الجنة في نعميهم إذ سطع لهم نور فرفعوا رؤوسهم فإذا الرب جل جلاله قد أشرف عليهم من فوقهم فقال: سلام عليكم يا أهل الجنة.< o:p>
وهو قول الله تعالى في سور يس: {سلام قولاً من رب رحيم} فلا يتلفتون إلى شيء مما هم فيه من النعيم ما داموا ينظرون إليه حتى يحتجب عنهم، وتبقى فيهم بركته ونوره. < o:p>
نعيم لا يوصف: < o:p>
إن نعيماً وعد الله به أهل وفادته، ودار كرامته لا يستطيع أمرؤ وصفه مهما كان لسناً ذا بيان فضلاً عن أن يعده أو يحده، يقول الله تعالى فيه على لسان رسوله r : ( لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر) ومصداق هذه في القرآن الكريم. < o:p>
{ فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون} < o:p>
إلى أعظم نعيم: < o:p>
{ ورضوان من الله أكبر}.< o:p>
هكذا يقول الله تعالى في كتابه العزيز {رضوان من الله أكبر}.< o:p>
فقد ذكر تبارك وتعالى ما أعده لأوليائه وأهل وفادته من النعيم المقيم في جنات عدن ثم قال بعد ذكر ذلك النعيم العظيم {ورضوان من الله أكبر} فعلم أن رضاه سبحانه وتعالى من عباده هو أكبر نعيم يلقونه في دار الإكرام والإنعام. < o:p>
وهذا الإمام البخاري رحمه الله يروي لنا حديث أكبر الإنعام فيقول: قال رسول الله r ( إن الله عز وجل يقول لأهل الجنة، يا أهل الجنة، فيقولون: لبيك ربنا وسعديك، والخير بيديك، فيقول: هل رضيتم؟ فيقولون: ومالنا لا نرضى يا ربنا وقد أعطيتنا ما لم تعط أحداً من خلقك، فيقول: ألا أعطيكم أفضل من ذلك (فيقولون: وأي شيء أفضل من ذلك؟ فيقول، أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبداً) اللهم اجعلنا من أهل طاعتك ومحبتك ورضوانك آمين.< o:p>
وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين .. < o:p>
وهذا هو الطريق: < o:p>
هذا هو الطريق أيها السائرون! < o:p>
فإلى الجنة دار النعيم التي عرفها لكم.< o:p>
وهذا هو طريقها واضحاً معبداً عليه أعلامه، وفوقه أنواره وها أنتم في مبتداه فسيراً حثيثاً إلى منتهاه حيث أبواب الجنة مفتحة أيها السالكون!! < o:p>
إليكم الطريق كما رسمه رسول الله r في قوليه: < o:p>
1 ـ (تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلى هالك). < o:p>
¥