تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

(كلكم يدخل الجنة إلا من أبى، قيل: ومن يأبى يا رسول الله؟ فقال: من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى) إنه عليه الصلاة والسلام في هذين الحديثين قد بيّن الطريق ورسمه واضحاً لكل ذي بصيرة فهلم أيها الإخوان لنسير سوياً، إخواناً متحابين وأصدقاء متعاونين فهيا بنا هيا بنا!! < o:p>

واسمحوا لي أن أتقدم رائداً لكم لأصف طريقكم إلى جنة ربكم، ودار إقامتكم وكرامتكم.< o:p>

إن الطريق أيها الإخوة السائرون بين أربع كلمات: إثنتان سالبتان، وإثنتان موجبتان. فالسالبتان: الشرك والمعاصي، والموجبتان: الإيمان والعمل الصالح.< o:p>

ومن هذه الكلمات الأربع يتكون الطريق القاصد إلى الجنة دار الإقامة والكرامة.< o:p>

وهاهو ذا قد أشير إليه بكلمتي لا إله إلا الله، محمد رسول الله، إذ الأولى تعني أنه لا معبود بحق إلا الغفور الودود، فليعبد وحده بالإيمان واليقين، والطاعة له ولرسوله بالصدق والإخلاص الكاملين.< o:p>

والثانية تعني أن النبي محمداً هو الرسول الخاص ببيان كيف يعبد الله وحده في هذه الأكوان، وأنه لا يتأتى لأحد أن يعبد الله بدون إرشاده r وبيانه. < o:p>

والآن أيها الأخوة السائرون فلنسلك الطريق مسترشدين بإشارة لا إله إلا الله محمد رسول الله. < o:p>

فلنعتقد جازمين أن خالقنا هو الذي خلق هذه العوالم ودبرها بقدرته وعلمه، ومشيئته وحكمته، وفيها تجلت صفاته العلى وأسماؤها الحسنى، فبقدرته تعالى كانت هذه الأكوان، وبعلمه تعالى اتحد وجودها وانتظم شأنها، وسارت إلى غاياتها في نظام محكم بديع. < o:p>

ولنعتقد جازمين أنه لا وجود لمشارك لله تعالى في خلق هذه العوامل، ولا مدبر لها معه سواه؛ إذ لو كان ذلك لظهر في العوالم التضارب والتناقض، ولأسرع إليها الفناء والزوال {قل لو كان فيها آلهة إلا الله لفسدتا، فسبحان الله رب العرش عما يصفون}.< o:p>

ولنعتقد جازمين أنه متى لم يكن لله تعالى شريك في الخلق والتدبير فإنه لا يكون له شريك في الطاعة والعبادة، فلا ينبغي أن يعبد معه أحد أبداً سواء كان ملكاً مقرباً أو نبياً مرسلاً، أو دون ذلك. من سائر المخلوقات. وسواء كانت العبادة صلاة أو دعاء، أو صوماً أو ذبحاً، أو زكاة أو نذراً، لو طاعة في معصيته تعالى بتحريم ما أحل أو تحليل ما حرم أو ما أوجب أو فعل ما حرم.< o:p>

ولنعتقد جازمين أن حاجة الناس إلى الرسل في بيان الطريق إلى الجنة اقتضت إرسالهم، وإنزال الكتب عليهم ومن هنا وجب تصديق كافة الرسل وأتباعهم ووجب الإيمان بالكتب والعمل بما فيها مما لم ينسخه الله تعالى بغيره من الشرائع والأحكام كما وجب الإيمان بالملائكة، والقدر والمعاد والحساب والجزاء. بهذه النقاط الأربع المشتملة على الإيمان الصحيح كنا قد قطعنا ربع الطريق إلى الجنة. أيها السائرون فإلى الربع الثاني وهو العمل الصالح.< o:p>

فلنقم الصلاة بأن نتطهر لها طهارة كاملة، ونؤديها في أوقاتها في جماعة أداء وافياً مستوفين كافة الشروط والفرائض والسنن والآداب فنوافق بها صلاة رسول الله r حيث قال: (صلوا كما رأيتموني أصلي).< o:p>

ولنؤت زكاة أموالنا أهلها من الفقراء والمساكين والغارمين والمجاهدين ولنتحر في إخراجها الجودة والكمال والإخلاص الكامل فيها لله تعالى.< o:p>

ولنصم رمضان بالإمساك عن المفطرات والبعد عن المتشابهات والمحرمات في الأقوال والأفعال والخواطر والنيات.< o:p>

ولنحج بيت الله حجاً كحج رسول الله r موسوماً بالبرور وذلك بأدائه أداء صحيحاً خالياً من الرفث والفسق والجدال محفوفاً بالخيرات مفعماً بالصالحات. < o:p>

ولنبر الوالدين بطاعتهما في غير معصية الله، وبالإحسان إليهما ببذل المعروف وإسداء الجميل من القول والفعل، مع كف الأذى عنهما ولو كان ضجراً منهما، أو عدم رضا عنهما. < o:p>

ولنصل أرحامنا ببرهم وزيارتهم، والسؤال عنهم، والتعرف إلى أحوالهم ومساعدتهم كما في القدرة وما هو مستطاع.< o:p>

ولنحسن إلى الجيران بإكرامهم المتمثل في الإحسان إليهم وكف الأذى عنهم. < o:p>

ولنكرم الضيف إكرامه الواجب له بإطعامه وإيوائه.< o:p>

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير