ولنكرم المؤمن بتحقيق أخوته القائمة على أساس أداء حقوقه من السلام عليه عند ملاقاته، وتشميته عند عطاسه. وتشييع جنازته عند مماته، وعيادته إذا مرض، وإبرار قسمه إذا أقسم. < o:p>
ولنعدل في القول والفعل والحكم إذ العدل في الكل واجب محتم، وبه يستقيم أمر الدين والدنيا، ويصلح شأن العباد والبلاد. < o:p>
وإلى هنا تم نصف الطريق أيها السائرون، ولم يبق إلا نصفه الآخر، والذي هو ترك الشرك والمعاصي فلنواصل السير في غير كلل ولا ملل ولنترك الشرك وذلك:< o:p>
1 ـ بأن لا نعتقد أن مخلوقاً من المخلوقات كائناً من كان يملك لنفسه أو لغيره ضراً أو نفعاً بدون مشيئة الله وإذنه، وعليه فلنحصر رغبتنا في الله فلا نرغب في أحد سواه فلا نسأل مخلوقاً ولا نستشفع أو نستغيث بآخر، إذ لا معطي ولا مغيث إلا الله. فلنقصر رغبتنا فيه، ورهبتنا وخوفنا منه.< o:p>
2 ـ بأن لا نصرف شيئاً من عبادة الله تعالى إلى أحد سواه؛ فلا نحلف بغير الله، ولا نذبح على قبر ولي من أولياء الله، ولا ننذر نذراً لغير الله، ولا ندعو غير الله ولا نستغيث بسواه.< o:p>
3 ـ وبأن لا نعلق خيطاً أو عظماً أو حديداً نرجو بها دفع العين أو كشف الضر، فإنه لا يدفع العين ولا يكشف الضر إلا الله.< o:p>
4 ـ وبأن لا نصدق كاهناً أو عرافاً أو منجماً فيما يخبر به ويدعيه من علم الغيب؛ إذ لا يعلم الغيب إلا الله.< o:p>
5 ـ وبأن لا نطيع حاكماً أو عالماً أو أباً أو أماً أو شيخاً في معصية الله، إذ طاعة غير الله بتحريم ما أحل الله، أو تحليل ما حرم الله شرك في ربوبية الله.< o:p>
بهذه الخطوات الخمس أيها السائرون قد قطعنا نصف المسافة المتبقية ولم يبق إلا نصفها الآخر وهو ترك المعاصي وبعدها نصل إلى باب الجنة وندخلها إن شاء الله مع الداخلين فهيا بنا نواصل سيرنا أيها السالكون. < o:p>
فلنحفظ الدماغ فلا نفكر فيما يضر، ولا ندبر ما يسوء من فساد أو شر.< o:p>
ونحفظ السمع فلا نسمع باطلاً في سوء أو فحش، أو كذب أو غناء، أو غيبة، أو نميمة، أو هجر أو كفر.< o:p>
ونحفظ البصر فلا نسرحه في النظر إلى ما لا يحل النظر إليه من أجنبية غير محرمة مسلمة أو كافرة، عفيفة أو فاجرة.< o:p>
ونحفظ اللسان فلا ننطق بفحش أو بذاء، ولا سوء أو كذب أو زور، أو غيبة أو نميمة أو سب أو شتم أو لعن من لا يستحق اللعنة.< o:p>
ونحفظ البطن فلا ندخل فيه حراماً طعاماً كان أو شراباً فلا نأكل ربا ولا ميتة ولا خنزيراً، ولا نشرب مسكراً، ولا ندخن تبغاً ولا تنباكاً.< o:p>
ونحفظ الفرج فلا نطأ غير زوجة شرعية أو مملوكة سرية أباح الله وطئها وأذن فيه. < o:p>
ونحفظ اليد فلا نؤذي بها أحداً بضرب أو قتل، ولا نأخذ بها مالاً حراماً ولا نلعب بها ميسراً ولا نكتب بها زوراً أو باطلاً.< o:p>
ونحفظ الرجل فلا نمشي بها إلى لهو أو باطل، ولا نسعى بها على فتنة أو فساد أو شر.< o:p>
ونحفظ العهد، والشهادة والأمانة، فلا نخفر ذمة ولا ننكث عهداً، ولا نخلف وعداً، ولا نشهد زوراً ولا نخون أمانة.< o:p>
ونحفظ المال فلا نبذره، ولا نسرف فيه، كما لا نهمله ولا نضيعه، أو نتركه بدون إنماء أو إصلاح.< o:p>
ونحفظ الأهل والولد في أبدانهم وعقولهم وعقائدهم وأخلاقهم فندفع عنهم ما يؤذيهم أو يضرهم أو يفسد أرواحهم، أو عقولهم وندرأ عنهم كل ما يردي أو يهلك ويشقي. < o:p>
وإلى هنا انتهى الطريق أيها السائرون فدونكم الجنة دار السلام فتهيأوا للدخول منتظرين رسل ربكم متى تصل إليكم حاملة استدعاء ربكم المنعم الكريم لتفدوا عليه وتحطوا الرحال بساحته. ويومها يفرح، المتقون. < o:p>
وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين .. < o:p>
ـ[دار الطرفين]ــــــــ[23 - 01 - 10, 11:06 ص]ـ
أنا أذكر قديما أن دار الطرفين طبعت كتيب الشيخ أبو بكر الجزائري (الجنة دار الأبرار)
فهل لنا برابط للكتيب أحسن الله إليك
لأني لم أعد أجده في المكتبات
تفضل أخانا الحبيب وقد نشرت ضمن كتاب الطريق الى الجنة
http://saaid.net/book/open.php?cat=81&book=2192
الجنة دار الأبرار
¥