ويتحدث رسول الله r عن أهل الجنة في أكلهم وشربهم، واصفاً لهم فيقول (أهل الجنة يأكلون ويشربون ولا يمتخطون ولا يتغوطون ولا يبولون طعامهم ذلك جشاء كريح المسك، يلهمون التسبيح والتكبير كما يلهمون النفس) ويقول r : ( إن أسفل أهل الجنة أجمعين من يقوم على رأسه عشرة آلاف خادم مع كل خادم صحفتان، واحدة من فضة، وواحدة من ذهب. في كل صحفة لون ليس في الأخرى مثلها، يأكل من آخره كما يأكل من أوله، يجد لآخره من اللذة والطعم ما لا يجد لأوله، ثم يكون بعد ذلك رشح مسك وجشاء، لا يبولون ولا يتغوطون ولا يتمخطون). < o:p>
الحلي والحلل: < o:p>
هل تريد أخي القاري ـ أن تعرف شيئاً عن حلي أهل الجنة وحللهم؟ فأتركك للقرآن الكريم يصف لك طرفاً من ذلك فاسمع إليه في سورة الكهف يقول {أولئك لهم جنات عدن تجري من تحتهم الأنهار يحلون فيها من أساور من ذهب ويلبسون ثياباً خضراً من سندس واستبرق متكئين فيها على الأرائك} وفي سورة الإنسان يقول {عاليهم ثياب سندس خضر واستبرق، وحلوا أساور من فضة} وفي الحج يقول عنهم {إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤاً ولباسهم فيها حرير}. < o:p>
أما الرسول r فإنه يصف ذلك النعيم العظيم فيقول: (من يدخل الجنة ينعم ولا يبأس، لا تبلى ثيابه، ولا يفنى شبابه، في الجنة ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر) ويقول (ما منكم من أحد يدخل الجنة إلا انطلق به إلى طوبى فتفتح له أكمامها فيأخذ من أي ذلك شاء، إن شاء أبيض وإن شاء أحمد، وإن شاء أخضر وإن شاء أصفر، وإن شاء أسود مثل شقائق النعمان وأرق وأحسن). < o:p>
السرر والأرائك: < o:p>
إن نعيم جنات دار النعيم يعظم ـ يا أخي ـ على الوصف ويقصر دونه الضبط والحصر، وكيف يحصر ما لا يفنى ولا يبيد، وكيف يوصف ما لا يرك كنهه ولا يعرف أوله ولا آخره. < o:p>
قرأ عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قول الله تعالى: {متكئين عليها على فرش بطائنها من استبرق} وقال: لقد أخبرتم بالبطائن فكيف بالظواهر؟ < o:p>
وقيل في قوله تعالى: {وفرش مرفوعة}: لو طرح فراش من أعلاها لهوى إلى قرارها مائة خريف. < o:p>
لنترك ـ يا أخي القارئ ـ الكلمة للقرآن الكريم يحدثنا عن أسرة القوم وأرائكهم، فمن سورة الواقعة يقول: {والسابقون السابقون أولئك المقربون في جنات النعيم ثلة من الأولين وقليل من الآخرين على سرر موضونة متكئين عليها متقابلين} ومن سورة الرحمن يقول {متكئين على فرش بطائنها من استبرق} ويقول: {متكئين فيها على الأرائك لا يرون فيها شمساً ولا زمهريراً} ومن سورة الغاشية يقول: {وجوه يومئذٍ ناعمة لسعيها راضية في جنة عالية لا تسمع فيها لاغية فيها عين جارية فيها سرر مرفوعة وأكواب موضوعة، ونمارق مصفوفة وزرابي مبثوثة}. < o:p>
مع الحور العين: < o:p>
إليك يا أخي كلمات قليلة من القرآن تتحدث عن نساء دار السلام جعلني الله وإياك من سكانها فاصغ إليها في إجلال وخشوع {إنا أنشأناهن إنشاء فجعلناهن أبكاراً عرباً أتراباً لأصحاب اليمين} {فيهن قاصرات الطرف لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان} {وعندهم قاصرات الطرف عين كأنهن بيض مكنون} {وعندهم قاصرات الطرف أتراب هذا ما توعدون ليوم الحساب} {إن للمتقين مفازاً حدائق وأعناباً وكواعب أتراباً وكأساً دهاقاً}. < o:p>
وبعد فإلى الرسول صلى الله عليه وسلم يحدثنا عن هذا النعيم المقيم ويكشف لنا الستار عن بعض هؤلاء الحور لنزداد مقة وعشقاً ولنستحث الخطى إلى الوصول إلى العيش بجانبهن، حدث مرة رسول الله قال (لغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها ولقاب قوس أحدكم أو موضع سوطه من الجنة خير من الدنيا وما فيها، ولو اطلعت امرأة من نساء أهل الجنة إلى الأرض لملأت ما بينهما ريحاً ولأضاءت ما بينهما، ولنصفيها على رأسها خير من الدنيا وما فيها). < o:p>
وقال مرة (إن أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر والتي تليها على ضوء كوكب دري في السماء، ولكل امرئ منهم زوجتان يرى مخ ساقها من وراء اللحم وما في الجنة أعزب). < o:p>
¥