تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إن نعيماً وعد الله به أهل وفادته، ودار كرامته لا يستطيع أمرؤ وصفه مهما كان لسناً ذا بيان فضلاً عن أن يعده أو يحده، يقول الله تعالى فيه على لسان رسوله r : ( لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر) ومصداق هذه في القرآن الكريم. < o:p>

{ فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون} < o:p>

إلى أعظم نعيم: < o:p>

{ ورضوان من الله أكبر}.< o:p>

هكذا يقول الله تعالى في كتابه العزيز {رضوان من الله أكبر}.< o:p>

فقد ذكر تبارك وتعالى ما أعده لأوليائه وأهل وفادته من النعيم المقيم في جنات عدن ثم قال بعد ذكر ذلك النعيم العظيم {ورضوان من الله أكبر} فعلم أن رضاه سبحانه وتعالى من عباده هو أكبر نعيم يلقونه في دار الإكرام والإنعام. < o:p>

وهذا الإمام البخاري رحمه الله يروي لنا حديث أكبر الإنعام فيقول: قال رسول الله r ( إن الله عز وجل يقول لأهل الجنة، يا أهل الجنة، فيقولون: لبيك ربنا وسعديك، والخير بيديك، فيقول: هل رضيتم؟ فيقولون: ومالنا لا نرضى يا ربنا وقد أعطيتنا ما لم تعط أحداً من خلقك، فيقول: ألا أعطيكم أفضل من ذلك (فيقولون: وأي شيء أفضل من ذلك؟ فيقول، أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبداً) اللهم اجعلنا من أهل طاعتك ومحبتك ورضوانك آمين.< o:p>

وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين .. < o:p>

وهذا هو الطريق: < o:p>

هذا هو الطريق أيها السائرون! < o:p>

فإلى الجنة دار النعيم التي عرفها لكم.< o:p>

وهذا هو طريقها واضحاً معبداً عليه أعلامه، وفوقه أنواره وها أنتم في مبتداه فسيراً حثيثاً إلى منتهاه حيث أبواب الجنة مفتحة أيها السالكون!! < o:p>

إليكم الطريق كما رسمه رسول الله r في قوليه: < o:p>

1 ـ (تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلى هالك). < o:p>

2 ـ (كلكم يدخل الجنة إلا من أبى، قيل: ومن يأبى يا رسول الله؟ فقال: من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى) إنه عليه الصلاة والسلام في هذين الحديثين قد بيّن الطريق ورسمه واضحاً لكل ذي بصيرة فهلم أيها الإخوان لنسير سوياً، إخواناً متحابين وأصدقاء متعاونين فهيا بنا هيا بنا!! < o:p>

واسمحوا لي أن أتقدم رائداً لكم لأصف طريقكم إلى جنة ربكم، ودار إقامتكم وكرامتكم.< o:p>

إن الطريق أيها الإخوة السائرون بين أربع كلمات: إثنتان سالبتان، وإثنتان موجبتان. فالسالبتان: الشرك والمعاصي، والموجبتان: الإيمان والعمل الصالح.< o:p>

ومن هذه الكلمات الأربع يتكون الطريق القاصد إلى الجنة دار الإقامة والكرامة.< o:p>

وهاهو ذا قد أشير إليه بكلمتي لا إله إلا الله، محمد رسول الله، إذ الأولى تعني أنه لا معبود بحق إلا الغفور الودود، فليعبد وحده بالإيمان واليقين، والطاعة له ولرسوله بالصدق والإخلاص الكاملين.< o:p>

والثانية تعني أن النبي محمداً هو الرسول الخاص ببيان كيف يعبد الله وحده في هذه الأكوان، وأنه لا يتأتى لأحد أن يعبد الله بدون إرشاده r وبيانه. < o:p>

والآن أيها الأخوة السائرون فلنسلك الطريق مسترشدين بإشارة لا إله إلا الله محمد رسول الله. < o:p>

فلنعتقد جازمين أن خالقنا هو الذي خلق هذه العوالم ودبرها بقدرته وعلمه، ومشيئته وحكمته، وفيها تجلت صفاته العلى وأسماؤها الحسنى، فبقدرته تعالى كانت هذه الأكوان، وبعلمه تعالى اتحد وجودها وانتظم شأنها، وسارت إلى غاياتها في نظام محكم بديع. < o:p>

ولنعتقد جازمين أنه لا وجود لمشارك لله تعالى في خلق هذه العوامل، ولا مدبر لها معه سواه؛ إذ لو كان ذلك لظهر في العوالم التضارب والتناقض، ولأسرع إليها الفناء والزوال {قل لو كان فيها آلهة إلا الله لفسدتا، فسبحان الله رب العرش عما يصفون}.< o:p>

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير