أما "الإحياء" ففيه من الأحاديث الباطلة جملة، و فيه خير كثير لولا ما فيه من آداب، و رسوم، و زهد من طرائق الحكماء و منحرفي الصوفية نسأل الله علما نافعاً. تدري ما العلم النافع؟ هو ما نزل به القرآن، و فسره الرسول صلى الله عليه وسلم قولاً و فعلاً، و لم يأت نهي عنه. قال عليه السلام: "من رغب عن سنتي فليس مني" فعليك يا أخي بتدبر كتاب الله، و بإدمان النظر في الصحيحين، و سنن النسائي، ورياض النووي و أذكاره تفلح و تنجح. و إياك و آراء عباد الفلاسفة و وظائف أهل الرياضات، وجوع الرهبان، و خطاب طيش رؤوس أصحاب الخلوات، فكل الخير في متابعة الحنفية السمحة، فوا غوثاه بالله، اللهم اهدنا إلى صراطك المستقيم. اهـ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وقد أكثر رحمه الله (الغزالي) من النقل عن أبي يزيد البسطامي و الحلاج و الشبلي، و هم من أهل القول بالاتحاد و الحلول، بل ذهب بعض الباحثين إلى أن الغزالي قال بهذا المذهب في كتابه إحياء علوم الدين، و في بعض كتبه الأخرى.
و لهذا قال شيخ الإسلام عن كتاب مشكاة الأنوار للغزالي: و هذا الكتاب كالعنصر لمذهب الاتحادية القائلين بوحدة الوجود. اهـ.
المصدر: بغية المرتاد ص 189
و قال: و بسبب كلام الغزالي في مشكاة الأنوار تشجع الاتحاديون الملحدون الذين قالوا بوحدة الوجود على ذلك، كقولهم: إن الخلق مجال و مظاهر، لأن وجود الحق ظهر فيها و تجلى. اهـ.
المصدر: درء تعارض العقل والنقل 10/ 283.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
و هو يحكي (الغزالي) في كتابه (الإحياء) كثيراً من الأمور التي لا يقبلها العقل، و لا تستقيم على ميزان الشرع دون أن ينكرها.
و من ذلك قوله في كتابه الإحياء 4/ 200: و قيل له ـ أي بضع العارفين ـ بلغنا أنك ترى الخضر عليه السلام؟ فتبسم و قال: ليس العجب ممن يرى الخضر، و لكن العجب ممن يريد الخضر أن يراه فيحتجب عنه. اهـ.!!.
و نقل عن أبي يزيد البسطامي قوله: أدخلني ـ الله ـ في الفلك الأسفل فدورني في الملكوت السفلي و أراني الأرضين و ما تحتها إلى الثرى، ثم أدخلني في الفلك العلوي، فطوف بي في السموات، و أراني ما فيها من الجنات إلى العرش. أوقفني بين يديه فقال: سلني أي شيء رأيته حتى أهبه لك؟ فقلت: يا سيدي ما رأيت شيئاً أستحسنه فأسألك إياه. فقال: أنت عبدي حقا تعبدني لأجلي صدقاً ... " الإحياء 4/ 356.
و نقل عن أبي تراب قوله: لو رأيت أبا يزيد مرة واحدة كان أنفع لك من أن ترى الله سبعين مرة. الاحياء 4/ 356.
إلى غير ذلك من الأمور المنكرة التي يسميها الغزالي "مكاشفات" و يطالب بعض الناس بعدم إنكارها و الاعتراض عليها.
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[28 - 05 - 04, 02:39 ص]ـ
بارك الله فيكم