تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

نصر الله أهل مصر المخلصين على من يكيد بهم.

ثم ــ أبو يحيى ــ هداه الله يهرف بما لا يعرف، فمتى اختلف أهل العلم في جواز لبس النقاب؟!! إنما الخلاف في وجوبه، وهم هنا يمنعون من يلبسه، فهؤلاء يمنعون ما شرعه الله ــ مستحبًا كان أم واجبًا ــ ولا شك أن هذا من تبديل الدين.

فالكلام هنا عن جواز اللبس؟! فهم يحظرونه ولا يجيزونه، وهذا خلاف ما اتفق عليه أهل العلم من جواز ذلك، بل ومشروعيته.

فالوجوب بابٌ آخر، ولو أنهم قالوا: الحجاب غير واجبٍ. لما اشتد أنكارنا عليهم، وإنما ازداد إنكار الغيورين بعد أن حظروه ومنعوا منه المحتشمات المحصنات المتعففات ــ حرسهن الله من كيد الكائدين، وثبّتهن على الحقّ المبين؛ آمين ــ

والعجب أيضًا من ــ أبي يحيى ــ انكاره على ابن القيّم، مع أن ابن القيّم قد أحسن فيما صنع لأمرين اثنين:

1 ـ أنه لم يستدلّ بالحديث، وإنما أراد الحكمة من المسخ، وهي استحلال الحرام، وهذه الحكمة قد صحّت في أحاديث أخر كما سأذكره بعَْدُ، فالشاهد صحيح عن النبي، ويبق اللفظ، وهو لم يسق لفظًا وإنما ذكر معنى ذلك وأصاب الصواب في المعنى، فلا عتب عليه في ذلك.

2 ـ أنه تبرّأ من عهدته بقوله:" الله أعلم بحاله" فكان هذا منه إرشادًا للقاريء أن الحديث ينبغي أن يُفتّش عنه ويُعلم حاله، فلا يأخذه القاريء مُسَلّمًا، فهذا كسياق الحديث الضعيف مع تبيين ضعفه، فهل هذا من المقادح؟!! أم من الممادح؟!! أترك الجواب للفطن اللبيب. .

فأنكر ـ أبو يحيى ـ ذلك على ابن القيم رحمه الله تعالى، وجعله من الكذب على النبيّ صلى الله عليه وسلم؟!! حتى قال:"وأقول: هذا المذكور على أنه حديث لا أصل له، وقائله وناقله كذبا على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وإلا، فليذكر لنا أحد إسناده، وهاتوا برهانكم إن كنتم صادقين.

كفاية، عيب. "

رويدك ـ أخي الفاضل ـ رويدك، لا تعجل فترمي غيرك بالكذب على المصطفى صلى الله عليه وسلم، فإليك ما يقوّي هذا المعنى الذي ذكره ابن القيّم:

عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" والذي نفسي بيده ليبيتن أناس من أمتي على أشر وبطر ولعب ولهو فيصبحوا قردة وخنازير باستحلالهم المحارم واتخاذهم القينات وشربهم الخمر وبأكلهم الربا ولبسهم الحرير" رواه عبد الله ابن الإمام أحمد في زوائده، وقال الألباني عنه في (صحيح الترغيب) (2377): "حسن لغيره".

وذكره ابن كثير في (جامع المسانيد) (5863) وقال:"لم يخرجوه، وله شاهدٌ فى الصحيح".

وشاهده الذي في الصحيح هو ما رواه البخاري (5590) مرفوعًا: "ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحِرَ والحرير والخمر والمعازف، ولينزلنَّ أقوام إلى جنب عَلَمٍ يَرُوح عليهم بسارحةٍ لهم، يأتيهم -يعني الفقير- لحاجة فيقولون: ارجع إلينا غداً، فيبيِّتُهم الله، ويَضَع العَلَم، ويمسخ آخرين قردةً وخنازيرَ إلى يوم القيامة"

فالمسخ كان بسبب استحلال الحرام، وهذا ما أراده ابن القيم شاهدًا لكلامه.

سبحان الله العظيم، ما أكثر ما توقع العجلة في المزلاّت والمضلاّت.

ثم شيوخ البدعة المانعين للمشروع من أمر النقاب يعلم كلّ من سبر حالهم وتتبعّ منشور أقوالهم ومطبوع مصنفاتهم أنهم من أكثر الناس استدلالاً وحشوًا لِواهيات الأحاديث وضعيفها، ويجعلونها عمدةً لهم وحجّة على ما يصبون إليه من آراء زائغة بدعوى السماحة واليُسر وروح الوسطية؟!!! بدون أن يبيّنوا حالها، فما رأينا لأبي يحيى من كلام عليهم أو نقدٍ لهم؟!!

فذكّرني موقف أبي يحيى بقول النبيّ (صلى الله عليه وسلم): "يبصر أحدكم القذاة في عين أخيه، و ينسى الجذع أو الجدل في عينه معترضا" (السلسلة الصحيحة) (33).

هدى الله الجميع لما يحبّ ويرضى.

واصل أخي الدسوقي وصلك الله برحمته، وأفاض عليك من سابل مغفرته، وجعلك ناصرًا للحق وأهله في كلّ ميدان.

ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[29 - 05 - 10, 12:56 ص]ـ

وأنا أنصح أخي الدسوقي أن لو قام بتنسيق مشاركاته هذه وترتيبها في ملف مستند word ونشرها لتعمّ الفائدة بها، فهذا بابٌ من أبواب الجهاد كما لا يخفى.

ـ[أبو يحيى]ــــــــ[29 - 05 - 10, 01:14 ص]ـ

يقول الشيخ الألباني: وجه المرأة ليس بعورة، ولا يجب عليها سترة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير