تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه وتابعيهم إلى ينم الدين فهم خير صحب وآل فلما كنت لمحبتي في هؤلاء القوم ورغبتي في أرباحهم المرجو حصولها بالسوم أتشبه بهم وأتنبه لهديهم وترتيبهم في التعديل والتجريح والتعليل والتصحيح وتتبع الطرق بإمعان والتوسع فيه إلى غير المظان مراعيا قوانينهم المحررة واعيا من أستاذي فمن يليه اصطلاحهم مع ملاحظة دواوينهم المعتبرة ولم آل جهدا في الاقتحام في تيار بحار هذا الشأن والازدحام في المتابعة بحسن الاعتبار لذوي الإتقان رجاء لاستمرار قائم به في الجملة واعتناء بإكثار من أهله عند التحقيق في غاية من القلة بل القول الأنسب أنهم إلى العدم أقرب وقد كنا نعدهم قليلا فقد صاروا أقل من القليل وما ذاك إلا لأنه لا يدرك بالهوينى ولا يسلك ممن أشرك غيره معه يقينا إذ هو بيقين كما قال بعض الحفاظ المحققين لا يعلق إلا بمن قصر نفسه عليه ولم يضم غيره من العلوم إليه ونحوه تعليل شيخنا تفضيل شيخه العراقي رحمهما الله له على ولده المرحوم الولي بأكثرية ممارسته لهذا العلم بالنسبة لغيره من فنون العلم المعتلي وقول إمامنا الشافعي مخاطبا لبعض أصحابه السادات أتريد الجمع بين الفقه والحديث هيهات! ورأيت جماعة من المحدثين والحفاظ المعتمدين ممن رحل فاتصل وعلى قصده الشريف فيها حصل قد خرج الأحاديث العليات البلدانيات وهي عن شيوخ جملة سمع المخرج من كل واحد منهم ببلد أو محلة لا يكرر فيها شيخا ولا مكانا ولا يقصر في إيضاحها تبيينا وبيانا فكان أول من علمته ابتكر هذا الصنيع وأظهر هذا القصد البديع عتيق بن علي بن داود السمنطاري تلميذ أبي نعيم الأصبهاني ثم الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي فخرج الأربعين البلدانيات واتصلت بنا بالأسانيد البينات وقال إنه نوع لم يسبه مؤلف فيما يظن إلى مثله مع تشوقه إليه وميله إذ لا يقدر عليه كل أحد إلا من عرف بالرحلة الوافرة والرحلة المتوافرة من بلد إلى بلد في عنفوان شبابه وابتداء طلبه للحديث وانتصابه نائيا كان المقصد أو قريبا ولم يبال بموته غريبا ولا بأهله وآله وما قد خلفه من ماله وتبعه في التأليف وإن تقدمت وفاته عنه بيسير الحافظ الكبير أبو القاسم علي بن الحسين بن هبة الله بن عساكر في الأربعين التي سمعتها وقرأتها ثم الحافظ أبو يعقوب يوسف بن أحمد بن إبراهيم الشيرازي ثم البغداذي جمع أيضا الأربعين البلدانيات وقال الذهبي إنه أجاد في تصنيفها ثم القاضي أبو البركات محمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي الأنصاري الموصلي الشافعي جمعها كذلك ثم الشيخ أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن علي أبي الصيف اليماني الفقيه الشافعي نزيل مكة فإنه خرج أربعين حديثا عن أربعين شيخا من أهل أربعين مدينة لكن ممن سمع منهم بمكة خاصة فليس هو من شرطنا وإنما أثبته دفعا لتوهم كان وقع لي وممن كان في هذا الوقت وطوف الأقاليم بحيث قال ابن خلكان إنه كاد يطبق الأرض بالدوران ولم يترك برا ولا بحرا ولا سهلا ولا جبلا مما تمكن رؤيته إلا رآه وكتب خطه في حائط ذلك الموضع الشيخ تقي الدين علي بن أبي بكر الهروي الزاهد مصنف المزارات والمشاهد التي عاينها في الدنيا وأظن ذلك سبب دورانه فإنني لم أر له تخريجا في البلدانيات ثم الحافظ أبو محمد عبد القادر بن عبد الله الرهاوي الحنبلي عمل الأربعين المتباينة الإسناد والبلدان واختص بسبقه بجمعها في كتاب واحد ولذا قال الذهبي إنه شيء لم يسبق إليه ولا يرجى بعده وهو كتاب كبير في مجلد ضخم من نظر فيه علم سعته في الحديث والحفظ لكنه كما نبه عليه المزي تكرر عليه ذكر أبي إسحاق السبيعي وسعيد بن محمد البحيري وقد وقع لي بعضها بالسماع المتصل ثم أبو الحسن علي بن أحمد بن يحيى الأزدي الجياني أحد شيوخ ابن مسدي فإنه دخل العراق وغيره وألزم نفسه الأذان بمنار كل بلد دخله ورواية حديث أو حديثين عمن يلقاه فاجتمع له أربعون حديثا عن أربعين شيخا من أربعين بلدا ثم الحافظ الصدر أبو علي الحسن بن محمد بن أبي الفتوح محمد بن محمد بن عمرو البكري النيسابوري عمل أيضا أربعي البلدان وقد قرأتها بسندين أعلاهما عن أصحاب ابن الحافظ مغلطاي الحنفي عن أبي الحسن الواني سماعا أنا بها الصدر فذكرها ثم الوجيه أبو المظفر منصور بن سليم السكندري الشافعي خرج أربعين حديثا من أربعين موضعا بعضها بلدان وبعضها

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير