تميز الشيخ الشعراوي بالدعابة وتوظيفها في الدعوة، فكان أثناء إلقاء خواطره عبر وسائل الإعلام يوظف المواقف المرحة التي مر بها، ويجعل منها مادة سلسلة وممتعه .. متداخله مع ما يقدمه من مادة دينية ومن هذه المواقف موقفه مع الشاعر " أحمد شوقي " .. يقول الشعراوي: " كنت في سن الشباب .. وجئنا إلى القاهرة،وكان الشيخ مصطفى – يقصد مصطفى البياضي – يعرف شخصياً يعلم دائماً بالمكان الذي يوجد فيه شوقي .. وقال لنا إنه موجود في عش البلبل عند الهرم .. واصطحبنا إليه .. وقال لشوقي: هؤلاء شبان من أشد المعجبين بك، ويحفظون شعرك كله،ويأملون فقط في رؤيتك.
فسألني شوقي: ما الذي تحفظه عني؟ فعددت له قصائد عديدة.
فسألني: ومن الذي دفعك إلى هذا؟.
فقلت له: إ، والدي كان يمنحني ريالاً عن كل قصيدة أحفظها لك.
فابتسم وقال لي: مرحباً بكك
وقلت له: إن لنا عتاباً عليك.
فسألني: فيم العتاب؟.
فقلت له: ماهي حكاية رمضان ولى وهاتها ياساقي؟.
فقال: اتحفظون القرآن؟
فقلنا: بالطبع نحفظه.
فقال: ألآ تعرفون الآية التي تقول: (أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ*وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لا يَفْعَلُونَ) (الشعراء225:226).
وكان رداً أفحمنا .. وبعدها بستة أشهر مات شوقي رحمه اله.
الشعراوي شاعراً
عُرف الشيخ الشعراوي –رحمه الله – بأنه كان يقرض الشعر منذ كان صغيراً، وله مواقف طريفة عديدة مع الشعر، ونشأ شاعراً وسط أقرانه من الشعراء أمثال " طاهر أبو فاشا "،" عبد الحميد الديب" وغيرهما.
ومن شعره الطريف .. أن أحد الصيادين في قريته عرف بأنه يلقي الشعر فطلب منه أن يقول فيه بيتين، فقال الشعراوي:
من حسن تقواه أخذ مركزه في دقادوس خير الله في سمك لونه لمعة الأبنوس
حط السمك في الشبكة من غير سبب يارب صياد سمك بالشبكة يرميه يقول يارب
إلا ضمانك لأرزاق العباد يارب لاطعم فيه ولا معجون ولا سنارة
وعندما سمع المراكبية قوله في الصياد، طلبوا منه أن يقول فيهم، فقال:
نروح مطرح ما نروح إحنا صبيان نوح
برضه ما نحتار إن سكت الريح ولافيش تيار
وربنا إدانا قوة أبدان دا إحنا جدعان
وله – رحمه الله – قصائد مطولة في هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وليلة الإسراء والمعراج، وغيرهما.
رحم الله الشيخ الشعراوي، فكما يقول الدكتور محمود حمدي زقزوق –وزير الأوقاف المصري – في تصديره لمذكرات الشيخ الشعراوي: " كان الشيخ الشعراوي نجماً ساطعاً يضيء في سماء الأمة، يجلجل صوته بالحق فيزهق باطلب الأدعياء ".
*صدر الكتاب عن دار الشروق بالقاهرة، تحن عنوان " (الراوي هو الشعراوي – مذكرات إمام الدعاة، للأستاذ/ محمد زايد، الطبعة الأولى 27 يونيو 1998م
للتواصل: [email protected]
محمول: 0020122777240